احتج المئات في مدينة درنة بشرق ليبيا، تعبيراً عن غضبهم من السلطات وطالبوا بمحاسبة المسؤولين، بعد أسبوع من مقتل الآلاف من سكان المدينة في سيول وفيضانات أتت على أحياء بأكملها. وطالب المحتجون بمحاسبة مسؤولين منهم رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، خلال المظاهرة أمام مسجد الصحابة، بينما كان البعض واقفاً أعلى المسجد أمام قبته الذهبية، التي تعد أحد معالم درنة. وفي وقت لاحق من المساء، أبلغ مدير مكتب عميد بلدية درنة عبدالمنعم الغيثي، بأن محتجين غاضبين أضرموا النار في منزل الغيثي، الذي كان يشغل المنصب حينما وقع الفيضان. وقال هشام أبو شكيوات، الوزير في حكومة شرق ليبيا، إن الغيثي عُزل من منصبه. وقالت الحكومة في شرق ليبيا إن رئيس الوزراء أسامة حماد، أقال جميع أعضاء المجلس البلدي لدرنة، وأحالهم إلى التحقيق. ويمثل احتجاج أمس الاثنين أول مظاهرة كبيرة منذ وقوع السيول الجارفة والفيضانات، التي اجتاحت درنة على إثر انهيار سدين خلال عاصفة قوية. وهتف المحتجون مطالبين برحيل صالح، وتحقيق الوحدة الوطنية في بلد ممزق سياسياً بسبب الصراع والفوضى منذ ما يزيد على عشر سنوات. وقال منصور، وهو طالب مشارك في الاحتجاج، إنه يريد إجراء تحقيق عاجل في انهيار السدين، الذي أودى بحياة الآلاف. وقال طه مفتاح (39 عاماً) إن الاحتجاج رسالة مفادها أن الحكومات فشلت في إدارة الأزمة، محملاً المسؤولية للبرلمان بشكل خاص. ودعا إلى إجراء تحقيق دولي في الكارثة وإعادة الإعمار تحت إشراف دولي. ولم يتحدد بعد العدد الإجمالي للقتلى، إذ لا يزال الآلاف في عداد المفقودين. وظهر تفاوت كبير في الأعداد التي أعلنها مسؤولون لكن منظمة الصحة العالمية أكدت وفاة 3922. وسعى صالح الأسبوع الماضي إلى صرف اللوم عن السلطات، ووصف الفيضان بأنه كارثة طبيعية لم يسبق لها مثيل، وقال إنه ينبغي عدم التركيز الآن على ما كان يمكن القيام به. لكن المعلقين لفتوا الانتباه إلى تحذيرات سابقة منها ما ورد في بحث أكاديمي نشره العام الماضي متخصص في علوم المياه، أوضح احتمال تعرض المدينة للفيضانات والحاجة الملحة لصيانة السدود التي تحميها. وتقع درنة في شرق ليبيا، الواقع تحت سيطرة القائد العسكري خليفة حفتر، والذي تشرف عليه حكومة تشكلت بالتوازي مع الإدارة المعترف بها دوليا في طرابلس في الغرب. انتشال المزيد من الجثث أعلن الدفاع المدني الروسي أن عمال الإنقاذ الروس انتشلوا خمس جثث أخرى، من تحت الأنقاض في مدينة درنة الساحلية التي ضربتها الفيضانات شرقي ليبيا. وأضاف أن فرق الإنقاذ قامت بتمشيط عدة كيلومترات من الساحل، والمناطق المتضررة بالمدينة، وقد انتشلت خمس جثث من تحت الأنقاض خلال ال 24 ساعة الماضية. وضربت عاصفة دانيال القوية شرقي ليبيا يوم 10 سبتمبر الجاري، بعدما ضربت اليونان وبلغاريا وتركيا في وقت سابق. وانهار سدان في ميناء درنة، مما أدى إلى اكتساح المياه لمناطق واسعة من المدينة ،التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، وسط مخاوف من سقوط آلاف القتلى. وخلال الأيام القليلة الماضية، ظهرت أرقام متضاربة من الدولة المنقسمة سياسيا حول عدد القتلى جراء الفيضانات. وحذر مراقبون دوليون من أن المناطق المتضررة من الفيضانات مهددة بحدوث "أزمة صحية عامة تتصاعد بسرعة". وهناك مخاوف متزايدة بشأن احتمال تفشي وباء الكوليرا والذي يمكن أن يؤثر على الناجين.