ثمرة «الدبا» أحد أنواع اليقطين، وإحدى الحكايات الشعبية القديمة التي يسترشدون بها للاستعانة بمواقع النجوم والأبراج والمدارات الفلكية لتحديد أفضل وقت للزراعة الدبا، والتي استخدمها السكان المحليون أيضًا بعد غسلها وتجفيفها كآنية لحفظ الطعام. «عبدالكريم قاسم» فنان متخصص في الفنون البصرية قدم العمل التركيبي «الدبا» (تصوير فوتوغرافي بمقاس 150 * 100سم، ونموذج معروض 50 * 50 سم)، الذي يعرض حالياً في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي - إثراء بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، يستكشف من خلاله التراث الزراعي لمنطقة عسيرجنوب المملكة كوسيلة لتوثيق التاريخ الشفوي لأهالي المنطقة، حيث كانت الممارسات الفلكية تستخدم على نطاق واسع في الزراعة، واعتاد المزارعون على تتبع النجوم لتحديد أفضل وقت لبدء الزراعة والحصاد، وكان لكل قبيلة أو جماعة مزارعين مرشدهم الخاص بهم والذي يثقون به. ركّز من خلال الصورة الفوتوغرافية وانعكاساتها البصرية على التاريخ الشفوي والحضور الإنساني الفعلي المؤثّر في التراث وخلق الهوية المرئية والمحسوسة في منطقة «عسير» وتأثّرها بطبيعة المنطقة ومداها النفسي الثابت في علاقاته بين الإنسان وأرضه، فالنقش الحرفي الداخلي خلق توافقاً عاطفياً بين الإنسان والأرض وفسّر الحضور الشفوي المبني على طبيعة المكان واللغة التي بدورها تثبّت التواصل بينن كل عناصر الأرض. ويعتبر التوثيق باقٍ ومستمر لمواسم الطبيعة والأرض من خلال الزراعة وما لها من وقع فاعل على الإنسان في بيئته، والتجريب الحسي الفني والتكامل بين الاختصاص والبحث الجمالي استطاع أن يخلق للفنان عبد الكريم قاسم تفرّد بصريًا استطاع أن يقدّم إجابات لاستفهاماته البصرية ويفتح له أفق التساؤل مجدّدًا، ومزج بين التراث والهوية النابعة من الأرض وبين الحضور الذهني المعاصر التجديدي ووقعه النفسي على فكرة البقاء والاستمرارية وحضور مفهوم الأثر الإنساني في الأرض. يعد عبدالكريم قاسم من الفنانين الشباب الذين درسوا الفن على يد الفنان عبدالحليم رضوي رائد الفن السعودي بقرية المفتاحة التشكيلية بأبها، أسس هو ومجموعة من الفنانين مجموعة (شتّا) التي ترتكز على إبداع بيئة جديدة ملائمة لنمو توجهات فكرية أكثر عمقاً ورسوخاً وارتباطاً بالحياة اليومية بكافة جوانبها الثقافية من خلال اعتمادها على منهجية البحث الفني، شارك في العديد من المعارض داخل المملكة وخارجها مثل: بينالي فينيسيا، أبو ظبي، باريس، هولندا.