ثمّن الحاصل على جائزة الأدب ضمن مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» في دورتها الثالثة لعام 2022-2023 الشاعر محمد إبراهيم يعقوب جهودَ وزارة الثقافة في هذه المبادرة التي تشجع الإنتاج الثقافي وتعزز من جودته، معتبراً حصوله على الجائزة تكريماً ومسؤولية، ومشيداً بمصداقية الجائزة وسريتها التامة، إذ لم يعلم بالفوز إلا لحظة إعلان اسمه في الحفل. * تحتفي وزارة الثقافة كل عام بصنّاع الإبداع في رسالة تقدير لإسهاماتهم، حدثنا ماذا يعني لك هذا التكريم؟ * تسعى وزارة الثقافة إلى خلق رؤية جديدة للثقافة بمفهومها الشامل، ولقد استطاعت في زمن قصير الوفاءَ بكثير من طموحات المرحلة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر. وتأتي مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية لتكون تتويجاً لجهود المبدعين من كافة المجالات الذين هم عصب المشهد الثقافي بلا شك. أما بالنسبة لجائزة الأدب خصوصاً فإن كل دورة منها تُعنى بفرعٍ أدبي معين، وقد خُصصت هذه الدورة لفرع الشعر الذي يزهو هذا العام بتسمية عام 2023م عاماً للشعر العربي. أن تحصل على جائزة على مستوى الوطن، أن تُكرَّم من قمة الهرم الثقافي في بلادك سمو وزير الثقافة شخصياً، أن تتنافس مع شعراء كبار فهذا يدعو للفخر والاعتزاز. أحمد الله على هذه الجائزة التي أُعدُّها تتويجاً لمسيرة شعرية دامت لأكثر من عشرين عاماً. o كيف ترى تأثير مبادرة الجوائز الثقافية على الجيل الثقافي الواعد للوصول إلى أعلى معايير الجودة؟ * ما زالت مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثالثة، وما شاهدتُه في حفل توزيع الجوائز جعلني أصل إلى نتيجتين من تجربتي الشخصية، الأولى: السرية التامة في تحكيم الجوائز، فأنا لم أعلم بفوزي إلا لحظة نطق اسمي من المذيع الكبير الأستاذ محمد الطميحي، وهذا يدل على جدّيةٍ واحترامٍ للإبداع والمبدعين على السواء. أما الثانية: فهي ما شاهدته من احتفاءٍ مبهر يليق ببلدٍ كالسعودية ويليق بمبدعي السعودية، والذي جعله أكثر بهجة وتقديراً تتويجُ سمو وزير الثقافة للمبدعين الفائزين. أعتقد أن هذه الدورة الثالثة ستحفز الإبداع والمبدعين أكثر وسترفع سقف معايير جودة الأعمال المتقدمة في الدورات القادمة، وهذا ما نطمح إليه جميعاً. o تُسلط المبادرة الضوء على المواهب الإبداعية الوطنية، وتسعى لإبراز نتاجها الثقافي محلياً وعالمياً؛ عبر المشاركة والتنافس، ماذا تقول لمن هم في طور المشاركة في الجوائز القادمة؟ * سأكون صادقاً هنا وأقول لهم: اشتغلوا على إبداعكم بشغف وإيمان وحب، قد تأتي الجوائز وقد لا تأتي لكن الفن والإبداع يستحق أن تفني عمرك في سبيله وأهمس في أذن كل مبدع: «الاحتفاء بمنجزك وتكريمك من وطنك له لذة تستحق كل الركض والتعب الخلّاق الذي تقوم به الآن». o كيف ترى انعكاس «مبادرة الجوائز الثقافية» على واقع القطاع الثقافي محلياً وعالمياً؟ * تطرح وزارة الثقافة العديد من البرامج والمبادرات والرؤى التي تخلق فضاءً لكل المبدعين في سماء الوطن عبر هيئات متخصصة وجمعيات مهنية فاعلة، وما هذه المبادرة « الجوائز الثقافية الوطنية « إلا عرسٌ ثقافي يحتفي بالإبداع والمبدعين بطريقة تؤكد على أن الفعل الثقافي هو فعل مشاركة، وتدرك وزارة الثقافة الدور المناط بها وتقوم به على أكمل وجه في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة في ظل رؤية بعيدة تُراكم الفعل الثقافي وتنطلق منه إلى آفاق أبعد بإذن الله محلياً وعالمياً. * ما الذي يحتاجه الشاعر في هذا العصر الذي يشهد تحولات رقمية متسارعة؟ * كنت أؤمن في وقت سابق أن الشعر بإمكانه أن ينقذ العالم، مؤخراً وصلت إلى قناعة أن الشعر ينقذني أنا وربما يلمس روحاً واحدة في كل هذا العالم فيغير شيئاً ما بداخلها، يحتاج الشاعر أن يظل مشغولاً بالإنسان وبقيمته الإنسانية من الحق والخير والجمال، أن يصغي إلى إيقاع الكرة الأرضية، أن يرافق الكائن البشري ويحس به ويعبّر عن مباهجه وأوجاعه، أن ينحاز، فالحياد لا وجود له في الحقيقة، أن يكتب ويستلذ بما يكتب ليس أقل من ذلك. o هل ترى أن تسمية عام 2023 باسم «عام الشعر العربي» وتقديم جائزة سنوية في الأدب آتت أهدافها كما ينبغي، خصوصاً عند الشعراء ومحبي الشعر؟ * بدايةً أودّ أن أثني على الالتفاتة الذكية من القائمين على مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية أن تكون جائزة الأدب لهذا العام في فرع الشعر. في اعتقادي أن وزارة الثقافة تراهن على المبدعين في شتى المجالات ومن بينها ولا شك الشعر، والمملكة العربية السعودية غنية بشعرائها المميزين من أجيال مختلفة وأشكال كتابية مختلفة. أزعم يقيناً أن المملكة العربية السعودية أصبحت مركزاً ولم تعد طرفاً فيما يخص الطاقات الشعرية الحاضرة والمؤثرة ليس في وطننا فحسب، بل في الوطن العربي كله. وأنا متأكد أن الوزارة لديها مشروع ثقافي يتمدد بحيث تكون الثقافة جزءاً لا يتجزأ من هوية هذا الوطن العظيم. o هل يتوقف مشوار المثقف عند الحصول على الجوائز والتكريمات؟ * ما تفعله الجوائز عادة لأي مبدع حقيقي هو أن تدفعه إلى مزيد من العمل ومواصلة مشروعه الإبداعي، لكن هذه الجائزة مختلفة تماماً بالنسبة لي، وتُحمّلني مسؤولية كبيرة تجاه الشعر الذي أحبه وأعتز به، هذه الجائزة ضوءٌ يقود إلى مزيد من الاشتغال الواعي بما يليق بوطن يزخر بالشعر والأدب والفن. سمو وزير الثقافة مكرماً الشاعر يعقوب