قالت القوات الجوية الأوكرانية عبر تيليغرام إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 32 من أصل 44 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد أطلقتها روسيا على أوكرانيا في وقت مبكر من أمس الأربعاء. وأضاف سلاح الجو "الهدف الرئيس للهجوم كان الأجزاء الجنوبية من منطقة أوديسا، البنية التحتية لموانئ المنطقة". وفي شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، تسبب هجوم صاروخي أوكراني على حوض سفن في سيفاستوبول في إلحاق أضرار بسفينتين تخضعان لأعمال صيانة، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء. ويضم ميناء سيفاستوبول أسطول البحر الأسود الروسي. وقال حاكم المدينة المعين من روسيا إن الهجوم تسبب أيضا باندلاع حريق وإصابة 24 شخصاً بجروح. وتستهدف كييف القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، بشكل متكرر منذ الهجوم الروسي في أوكرانيا. لكن وتيرة وشدة الهجمات تصاعدت مؤخراً. وتعلن كييف باستمرار عزمها استعادة شبه الجزيرة. وقالت وزارة الدفاع الروسية على تيليغرام إن "القوات المسلحة الأوكرانية استهدفت بعشرة صواريخ كروز منشأة إس أوردجونيكيدزه لتصليح السفن". وأضافت أن أوكرانيا "حاولت شن هجوم بثلاثة زوارق مسيرة على مجموعة سفن تابعة لأسطول البحر الأسود". وتابعت أن "أنظمة الدفاع الجوي أسقطت سبعة صواريخ كروز، فيما دمرت سفينة الدورية فاسيلي بيكوف جميع الزوارق المسيرة". وقال حاكم سيفاستوبول المدعوم من روسيا ميخائيل رازفوجاييف إنه عاين مكان اندلاع حريق في حوض السفن. واضاف "نتيجة الهجوم، وبحسب المعلومات الأولية، أصيب ما مجموعه 24 شخصا بجروح، حالة أربعة منهم متوسطة". من جانب آخر أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، الأربعاء، بأنه من المحتمل جدا أن يتم نشر عناصر تابعة لجيش الأسلحة المشتركة الخامس والعشرين الجديد في روسيا والمعروف ب "25 سي إيه إيه" في أوكرانيا للمرة الأولى. ومن المرجح أن يتركز التشكيل في لوهانسك بشمال شرق البلاد. وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أنه في أغسطس الماضي، زعمت إعلانات توظيف خاصة ب "25 سي إيه إيه"، أنه سيتم نشر القوات في أوكرانيا فقط بداية من ديسمبر المقبل. وأشارت وزارة الدفاع البريطانية في تحديثها الاستخباراتي إلى أنه من المرجح أن يكون قد تم دفع الوحدات للعمل مبكرا، حيث يرجع ذلك جزئيا إلى استمرار روسيا في التعامل مع قوة ممتدة على طول الجبهة، بينما تواصل أوكرانيا هجومها المضاد على ثلاثة محاور مختلفة. ومع ذلك، فهناك أيضا احتمال واقعي بأن روسيا ستحاول استخدام أجزاء من قوات 25 سي إيه إيه، لتجديد قوة احتياطية غير ملتزمة في مسرح العمليات، لتزويد القادة بمزيد من المرونة العملياتية. كما أعلنت رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أنّها باشرت في جنوب شرق البلاد قرب حدودها مع أوكرانيا بناء ملاجئ مضادّة للغارات الجوية، في خطوة تأتي بعد أسبوع من العثور في هذه المنطقة على حطام مسيّرات. وقرّرت الدولة الواقعة في شرق أوروبا تعزيز إجراءاتها الأمنية في أعقاب الهجمات الروسية المتكرّرة على الموانئ والبنى التحتية الأوكرانية الواقعة على الضفة الأخرى لنهر الدانوب. وقالت وزارة الدفاع الرومانية في بيان إنّ الجيش بدأ العمل على بناء ملجأين خرسانيين من أجل "حماية السكّان" في بلاورو، البلدة الواقعة قبالة ميناء إسماعيل الأوكراني على الدانوب. وأوضح البيان أنّ كلاً من هذين الملجأين سيكونان من الداخل بطول 9.6 متر وعرض مترين وارتفاع 1.5 متراً. وأضافت الوزارة أنّ فرقة قوامها حوالي 50 جندياً أُرسلت لإنجاز هذه المهمّة. ولفت البيان إلى أنّه حالما ينتهي العمل من بنائهما، "سيتمّ تسليم هذين الملجأين إلى السلطات المحليّة". من جهتها أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الأربعاء بأن أوكرانيا قامت ب"خطوات كبيرة" في مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فيما تضغط كييف لإطلاق محادثات العضوية هذا العام. وقالت فون دير لايين خلال خطابها السنوي أمام النواب بشأن حال الاتحاد الأوروبي إن "مستقبل أوكرانيا في اتحادنا". وأضافت "لقد آن الأوان لكي نكون على مستوى هذا التصميم" مشيرة إلى إن "هذا يعني أنه يجب التفكير في الطريقة التي نستعد فيها لتشكيل اتحاد مكتمل أكثر". ويتساءل العديد من القادة الأوروبيين عما إذا كان من الضروري إصلاح المؤسسات الأوروبية كي يتسنى لها أن تكون فعّالة في اتحاد يضم 30 دولة أو أكثر. في هذا الصدد دعت فون دير لايين الى "تجاوز النقاشات التبسيطية" قائلة إن "المسألة ليست الاختيار بين تعميق التكامل أو توسيع الاتحاد. يمكننا القيام بالاثنين معا ويجب ان نقوم بذلك". ولم تستبعد تغيير المعاهدة لكنها أضافت "لا يمكننا ولا ينبغي أن ننتظر تغيير المعاهدات للمضي قدما على طريق التوسيع". وقالت "يمكننا أن نكيف اتحادنا بسرعة أكبر من ذلك بهدف توسيعه". وفي يونيو 2022، منح الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وضع مرشحة لعضوية الاتحاد في لفتة رمزية إثر الغزو الروسي للبلاد. وحددت المفوضية سبعة معايير لكييف كشروط لبدء مفاوضات الانضمام، لا سيما تعزيز مكافحة الفساد المستشري والقيام باصلاحات قضائية. ويفترض ان تقدم تقريراً الشهر المقبل حول وضع التقدم الذي أحرزته أوكرانيا قبل ان تبحث الدول الأعضاء ال27 المسألة خلال قمتي غرناطة في اكتوبر وبروكسل في نهاية السنة. إذا أعطت دول الاتحاد الأوروبي موافقتها، فان مفاوضات الانضمام يمكن أن تبدأ حينئذ مع اوكرانيا. وهذه المفاوضات يمكن ان تستغرق عدة سنوات. الى جانب اوكرانيا، نالت خمس دول من غرب البلقان (ألبانيا والبوسنة ومقدونيا الشمالية ومونتينغرو وصربيا) ومولدافيا وضع مرشحة للانضمام.