وصف اقتصاديون ورجال أعمال، الممر الاقتصادي الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- في قمة العشرين في نيودلهي، بأنه جسراً عالمياً لنقل التكنولوجيا والتعاون التجاري، تحتضنه المملكة ليربط محركات التنمية بين دول قارات العالم، وسيسهم في خفض تكاليف الشحن وزمن العبور ويتجاوز التهديدات الأمنية.رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بمكةالمكرمة ورئيس مجلس إدارة الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة عبدالله بن صالح كامل قال: "لا شك أن مشروع الممر الاقتصادي الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في قمة العشرين ستكون له انعكاسات اقتصادية مؤثرة على الصعيد الإقليمي والدولي، حيث إنه سيؤثر في تقصير أوقات الشحن والتكلفة، وتخفيض استخدام الوقود مما سيؤثر إيجابا على الأسعار وجعل التجارة أسرع وأرخص". وأضاف: "أن توقيع سمو ولي العهد لمذكرة التفاهم بشأن مشروع "الممر الاقتصادي" لربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا من شأنها خلق قوة اقتصادية ذات أثر على مراكز القوى الاقتصادية في العالم، بل وستحدث تحولات بولادة مارد اقتصادي جديد يسيطر على الموارد الطبيعية، ومراكز الإنتاج والقوى البشرية الهائلة، والأسواق الاستهلاكية. كما إنه سيسهم في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل سككاً حديدية، وربط الموانئ، وزيادة مرور السلع والخدمات، وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية". في ذات الاتجاه قال المستشار المالي علي الجعفري: "إن لتحديات الاقتصادية التي يمر بها العالم في الوقت الحاضر يحتاج الى حلول اقتصادية عملاقة، والمكانة الاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية في مجموعة العشرين وتأثيرها في الاقتصاد العالمي مؤثرة جدا، والممر الاقتصادي هو مشروع طموح للغاية يزيد من قوة ومتانة الاقتصاد السعودي على المستوى العالمي وسيكون له أثر إيجابي كبير جدا على المنطقة بشكل عام وعلى السعودية بشكل خاص، وهذا الممر سيغير الشرق الأوسط ، وأن توقيع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على مذكرة التفاهم في اجتماع قمة العشرين التي عقدت بالهند لم تأتِ فجأة بل أخذت شهورا من الحراك الهادئ والدراسات المتعمقة". وأضاف: "أن الممر الاقتصادي سيسهم في تطوير البنى التحتية التي تشمل السكك الحديدة ويربط موانئ الشرق الأوسط والهند والاتحاد الأوروبي الى الولاياتالمتحدة الأميركية، وكذلك سيخلق استثمارات ضخمه في مجال البنى التحتية والخدمات اللوجستية وكذلك زيادة الاستثمارات المحلية والمشتركة مع الشركات العالمية في مجالات عديدة وتصدير الطاقة والكهرباء والهيدروجين بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات وسيزيد التبادل التجاري بين الشرق والغرب بشكل فاعل وسريع". وأشار: "أن مجالات الاستثمار في الاقتصاد المحلي ستزيد في مجالات البناء والنقل والخدمات اللوجستية وخدمات إعادة التصدير وكذلك الصناعات التحويلية، مما سيكون له أثر كبير على الاقتصاد المحلي وسيولد نموا اقتصاديا كبيرا ويحفز الاستثمارات الجديدة المشتركة وسينشئ فرص عمل نوعية على كافة الأصعدة". من جانبه قال الاقتصادي إبراهيم بن ناصر اليامي: "إن المملكة حباها الله بثروات وإمكانيات ضخمة منها المكانة الدينية كقبلة يومية لمليار مسلم بوجود الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة وثقلها السياسي والعربي وموقعها الجغرافي في قلب العالم وكرابطة للحضارات بين لشرق والغرب وقد تنبأ وتنبه لهذه المكانة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وعزم على استغلال هذه المكانة للمملكة في ربط القارات والمحيطات بتسريع أفضل وأمن وذلك أفضل استغلال ليس لخدمة بلادنا فحسب بل خدمة للعالم بأسره وخاصة العالمين الإسلامي والعربي". وأضاف: "ستكون المملكة حلقة وصل عالمية لأنها تتوسط الممر بطول كبير وسيحقق الممر عائدات وثمار وأثار عظيمة ولذلك فإن الدول الشرقية التي تمثل 35 % من سكان العالم هي في حاجة إلى التكنولوجيا الغربية التي تمثل 70 % من الإنتاج العالمي للتكنولوجيا العالمية، وهي نظرة ثاقبة لسمو ولي العهد في تقدم المشروع العالمي ينم عن بعد نظر واستشراف للمستقبل وفهم رصين وأضاف " أن الممر سيكون وثبة عالمية في تحقيق التنمية لكثير من المجتمعات في الشرق الأوسط وسيسهم في توسيع مساحات الأمن بمفهومه الشامل ويساعد على كثير من الملفات الدولية التي عادة تكون البطالة والأمن والتنمية أحد أسبابها تحقيق السلام والاستقرار". وأعتبر اليامي: أن الممر من شأنه رفع التبادل التجاري وسينعكس على اقتصاديات الحج والعمرة كون المملكة تتجه إلى استقبال 30 مليون حاج ومعتمر، كما سيكون للممر الاقتصادي الآثار الاقتصادية على المدن الاقتصادية السعودية من حيث جذب استثمارات ذات قيمة عالية وتحسين الخدمات العامة وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار وتطوير القطاعات الاستراتيجية وتنويع مصادر الدخل الوطني للمملكة مما سيخلق مجلات جديدة للتنمية والتوظيف والاستثمار". عبدالله كامل