عندما يعشق الفنان خامته التي يعمل بها طيلة وقته، ويعشق ثيمته التي احترفها وتميز بها، جسدها وحولها إلى تحفة تباهي جميع الخامات، طوّع خشب أرضه وحولها إلى خدمة للجمالية البصرية في الحرف العربي. حسنين الرمل الذي دائماً ما يتحدث عن الخشب وأنواعه وطرق تواصله حسياً ومهارياً، معتبراً هذه الخامة جزءاً منه، وتتحدث معه بكل أريحية، حيث يوظفها ويستعير حالاته الحسية والفكرية وهي تحاكي الأرض والطبيعة والمحيط والحضارة والذاكرة والانتماء. الرمل المشارك في معرض «من الأرض»، الذي يأتي من تنظيم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي - إثراء بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام بعنوان «أرضنا حضارتنا»، بعمل تركيبي خشب ومعادن 400 * 280سم، يحاكي الإنسانية وروح الحضارات التي تعاقبت على أرض الأحساء، بتفصيلات رمزية بالحرف العربي الشامخ والثابت، مجسداً الجوانب الفنية والتاريخية لهذه الأرض، مع كل عناصر الطبيعة من حيث المعنى الدلالي للحرف. هذا الوجدان الذهني والشغف الروحي بهذه الدلالات وفكرتها التعبيرية ومفهومها الانفعالي ومحدّداتها المتكاملة بين الوجود والعبور والثقافة والهوية والانتماء والإنسانية والتعايش والاستقرار والترحال، وهي مفرداته البصرية التي تتحدى بدورها الخامة وموازينها الثقيلة حيث تتناسب مع الخشب في صراع البقاء واللين والثبات والانبثاق والتحول من الفكرة إلى المجسّم وهي طبيعته العنيدة التي تحاكي الفكرة في الخيال وتعبر نحوها في التجسيم والتواصل الحقيقي، ما يتحدث عنه حسنين في كل حوار فني حتى اعتبر من أبرز من أظهر الحرف العربي ثلاثي الأبعاد، هذه الفلسفة البصرية الممتعة مثّل بها المملكة بكثير من المناسبات مقدماً روح الأرض وخامتها عاكساً للثقافة والهوية. حصل الرمل على الجائزة الأولى في مسابقة عكاظ للخشب طيلة سنتين متتاليتين 2017-2018، وحاز على المركز الثالث في معرض الصناع الأميركي لفنون الخشب على مستوى الشرق الأوسط، شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية الفردية والجمالية وترك أثراً طيباً وانطباعاً عميق التحليل.