في كلاسيكو الكرة السعودية الأعظم، وفي واحدة من أعظم مواجهات الفريقين وأكثرها إثارة رفض الهلال رغبة الاتحاد الجامحة في الانعتاق من سطوة الزعيم، وحوَّل في نصف ساعة أحلام الاتحاديين والاتحاد الجديد بتسديد جزء من فواتير هذا المارد الأزرق إلى كابوس كان أمرَّ عليهم من كل ما سبق، وأكدَّ فيه كبير آسيا شخصيته وكبرياءه الذي يمنعه حتى وإن تعثر من السقوط، ولم تكن الحال في ملعب الفيصل بأحسن منها في الجوهرة كما كان يأمل عشاق العميد!. ثلاثية اتحادية - كانت قابلة للزيادة - انتهى بها الشوط الأول، وظنَّ كثيرون أنَّ الاتحاد حسم المواجهة من نصفها الأول، وأنَّ النصف الثاني سيكون لمجرد حفظ ماء الوجه بالنسبة للهلاليين، ولمحاولة زيادة الغلة واستعراض العضلات ورد شيء من خماسيات الهلال بالنسبة للاتحاديين؛ لكنَّ النار الزرقاء اشتعلت، والبركان الأزرق الخامد انفجر في وجه الاتحاد وعشاقه، وفي وجه كل خصوم الهلال الذين سارعوا لحذف تغريدات الشماتة والسخرية التي اختفت كما اختفى أصحابها، وكما اختفى الاتحاد في ليلة قمرية كان فيها الهلال متواريًا في شوط، قبل أن تثبت رؤيته في الشوط الثاني، ويلحق بالمتصدر العميد خسارته الأول برباعية أنهت نظافة شباكه التي حافظ عليها في الجولات الأربع الأولى من الدوري!. السيناريو الذي حدث كان مثيرًا لكل عشاق كرة القدم، ولائقًا بكلاسيكو الكرة السعودية، جديرًا بالدوري السعودي العالمي الذي أصبح مشاهدًا في كل مكان في العالم، مؤلمًا لجماهير الاتحاد ونجومه ومدربه الذي ظنَّ بعد انتهاء نصف الوقت أنه استطاع التغلب على الهلال ومواطنه جيسوس، لكنه أدرك بعد ما حدث أنَّ من يأمن جانب الهلال فعليه أن يتعلم الدرس من جديد، أمَّا مواطنه العجوز جيسوس فلم يأمن منه في هذه المباراة أحد!. الهلاليون الذين عاشوا واحدًا من أسوأ كوابيسهم الكروية في الشوط الأول، ثمَّ عاشوا في الشوط الثاني واحدة من أروع قصصهم ومشاعرهم مع الريمونتادا التي قادها صائد النمور البرازيلي ميشايل لا يجب أن تأخذهم فرحة الانتصار إلى مكانٍ بعيدٍ ينسيهم ذلك السوء الذي ظهر عليه الهلال أكثر من 45 دقيقة، وأخطر ما يمكن أن يحدث للهلال بعد هذا الفوز الذي يسبق فترة توقف الدوري هو أن يتناسوا الكوارث الفنية التي حدثت للفريق في الشوط الأول، ويكفي أن يتلقى الهلال 3 أهداف في شوطٍ واحد ثم يجمع كل المحللين والمتابعين على أنَّ حارسه المغربي بونو كان أحد نجوم هذا الشوط لتعلم أي ضياعٍ كان يعيشه الهلال!. يحق للهلاليين أن يفرحوا بالفوز والريمونتادا والسيناريو المثير الذي حدث؛ لكنَّ عليهم أن يتوقفوا كثيرًا عند حالة الدفاع الهش، وثغرات الدفاع التي لا تزال تؤرق كل عشاق الهلال، والحال الكارثي للجهة اليسرى، وأسباب عدم إظهار كوليبالي ونيفيز وسافيتش تحديدًا لقدراتهم الحقيقية، وأسباب اختفاء مالكوم في فترات كثيرة، أمَّا إن اكتفوا بنشوة ما حدث في الشوط الثاني، وتناسوا ما حدث في الشوط الأول، وفي أشواطٍ سابقة فلن يمضي الهلال مع هذا العجوز البرتغالي بعيدًا، فالمعجزات الكروية لا تحدث كل يوم، وما يفعله جيسوس بالهلال أتعب عشاقه أكثر مما أتعب الخصوم.