لا تنصدم ولا تفهم خطأ، فهذه ليست إهانة موجهة لك ولكنه تحذير خطير في زمن العولمة وستعرف قيمة هذا التحذير عندما تعرف القصة الكاملة. نظرية الأحمق الأكبر أو نظرية الأحمق الأعظم، هي نظرية في عالم الاستثمار تقوم على إقناع "أحمق" بشراء شيء بلا قيمة جوهرية وجعله يبيعه إلى "أحمق" آخر بسعر أكبر وهكذا يرتفع السعر بسبب حشود من "الحمقى" حتى يصل للذروة ويحوز الجميع هذا الشيء للمضاربة فيه، ثم ينخفض سعره للصفر، لعدم وجود من يشتري، ويخسر جميع "الحمقى" أموالهم. تنص نظرية الأحمق الأكبر على أن "سعر الأصل لا يتحدد بقيمته الحقيقية، بل من خلال المعتقدات غير المنطقية للمشاركين في السوق بأنه سيكون هناك دائمًا شخص "أغبى" بما يكفي لدفع سعر أعلى مما يدفعه البائع". بمعنى آخر، إذا اشترى المستثمر ورقة مالية أو أصلًا بسعر مرتفع، فسيكون قادرًا على العثور على مشترٍ سيدفع سعرًا أعلى، ويستمر الأمر هكذا حتى يصل إلى نقطة التشبع فينهار كل شيء. يأتي أصل اسم هذه النظرية من الفكرة القائلة إنه "إذا اتخذ المستثمر قرارًا أحمق لشراء أحد الأصول باهظة الثمن، فيمكنه أن يجد "أحمق أكبر" لخلعه من يديه"، وهكذا تستمر السلسلة حتى تنهار اللعبة في آخر المطاف وتكون الخسارة الكبرى من نصيب "الحمقى الكبار". في مجال التمويل والاستثمار، تشير نظرية الأحمق الأعظم إلى أنه يمكن للمرء أحيانًا جني الأموال من خلال شراء الأصول ذات القيمة الزائدة - العناصر التي يتجاوز سعر الشراء قيمتها الحقيقية بشكل كبير - إذا كان من الممكن إعادة بيع هذه الأصول لاحقًا بسعر أعلى. في هذا السياق، قد يدفع "أحمق" مقابل أصل بسعر مبالغ فيه، على أمل أن يتمكن من بيعه إلى "أحمق أكبر" وتحقيق ربح. يعمل هذا فقط طالما كان هناك عدد كافٍ من "الحمقى الكبار" المستعدين لدفع أسعار أعلى وأعلى للأصل. في النهاية، لم يعد بإمكان المستثمرين إنكار أن السعر بعيد عن الواقع، وعند هذه النقطة يمكن أن يتسبب البيع في انخفاض السعر بشكل كبير حتى يقترب من قيمته العادلة، والتي قد تكون في بعض الحالات صفرًا. تتجلى النظرية بشكلٍ أوضح فيما يُعرف باسم أسواق الفقاعة أو اقتصاد الفقاعة، وهو وصف لحالة تحدث عندما تتسبب المضاربة على سلعةٍ ما في تزايد سعرها بطريقة تؤدي لتزايد المضاربة عليها، ومن ثم يبلغ سعر هذه السلعة مستويات خيالية، تمامًا مثلما تنتفخ الفقاعة، حتى تبلغ مرحلة الانفجار (الانهيار)، ويحدث هبوط حاد ومفاجئ في سعر هذه السلعة! تحدث الفقاعات الاقتصادية عادةً في أسواق الفن والإسكان، لكنها يمكن أن تمتد أيضًا إلى أسواق الأسهم، حيث يمكن أن يدفع المُضاربون في السوق ثمنًا للأسهم أعلى من قيمتها المعتمدة في نظام تقييم الأسهم نتيجة التحيزات المعرفية وسلوك القطيع، ومن ثم يحدث الانهيار المفاجئ. من أشهر الفقاعات الاقتصادية، فقاعة جنون التوليب الهولندية، حيث إنها أول فقاعة اقتصادية مسجلة في العالم في القرن السابع عشر، عندما تزايد الطلب على بصل زهرة التوليب بين الهولنديين، ما أدى إلى ارتفاع ثمنه إلى حدٍ غير مسبوق، ثم انهار سعره فجأة إبان العصر الذهبي الهولندي! هناك أيضاً فقاعة الدوت كوم التي حدثت سنة 2000، وأُطلق عليها اسم فقاعة الدوت كوم، حيث ارتفعت القيمة السوقية لبعض مواقع الإنترنت وأسهم الشركات التقنية لتصل إلى أرقام غير مسبوقة، ثم ما لبثت أن انهارت على نحو مفاجئ! ولكي تتجنب الوقوع ضحية نظرية الأحمق الأكبر عليك أن تتجنب شراء أي شيء يرتفع سعره بشكل مهول دون أن تكون له قيمة جوهرية وفعلية على أرض الواقع تناسب سعره، لأنه حتماً سيصل إلى نقطة ينهار فيها إلى الصفر، عندما لم يتبق مزيد من الحمقى المستعدين للدفع.