«تقنية الباتيك» إحدى طرق صباغة القماش التي اشتهرت في عدد من الدول وخاصة دول شرق آسيا، تعتمد على تغطية القماش بطبقة من الشمع الساخن، ثم يتم عملية التجفيف ثم تركيز اللون والصورة على تفاصيله المراد تشكيلها وبعد جفاف الشمع على القماش يشرَّخ إلى الدرجة المطلوبة، ثم يصبغ القماش فيظهر اللون في الأماكن غير المغطاة بالشمع. رائدة هذا الفن في المملكة والمتفردة بهذه التجربة على مستوى الكثير من المعارض الفنية الفنانة التشكيلية عواطف آل صفوان، والحاصلة على عدّة جوائز محلية ودولية منذ 1992م، شاركت في الكثير من المعارض الجماعية داخل وخارج المملكة، لها عدة معارض شخصية، ساهمت في تنظيم بعض المعارض الفنية، أعمالها ضمن باكورة حقيقية من التصورات البصرية التي ارتكزت على الوجود الإنساني والأثر في الطبيعة والتكامل مع الأرض، اختارت هذه الخامة والتقنية ولتتبع هذا الأثر الجمالي لروح العمل الفني. إحدى التجارب الفنية للفنانة هو العمل الفني «جسيمات مبعثرة» المعروض حالياً في معرض من الأرض بتنظيم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي - إثراء، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، هذا العمل الذي يأتي ب 160 * 220 سم ألوان قماش، ألوان إكريلك مع قماش، ويبدو كالفسيفساء التفصيلية المجزّأة والمثيرة، قدّمت آل صفوان عناصر مختلفة بنتها على الخطوط والأشكال واستلهمتها من الأرض كتفاصيل مبعثرة بشكل تجريدي حر، قد يتراءى للوهلة الأولى فوضى وبعثرات مختلفة وبين جهات اللوحة، وكأنها تريد أن تستدرج المتلقي إلى اتباع الأثر اللوني والبحث عن ذاته في الأرض، فبين الترابي والبارد وبين الخطوط الصاعدة والمتكسّرة والمنحنية تقدّم ملحمة شكلية مميّزة ظاهرها يحاكي العمق وعمقها يستعيد حكايات الأرض وصمودها مع الطبيعة. تركت الفنانة لدى المتلقي التفاعل الإنساني المشترك الذي لم يفصلها عن عملها وبنى صلة بينها وبينه تمكّنت فيه من أن تترك ذات الأثر في المتلقي من خلال بعث حنين أو شجن حسي في التصورات التي تبعثها جزئيات العمل. *كاتب في الفنون البصرية