لي فترة وأنا أشعر برغبة في الانفراد والعزلة. يراودني هذا الشعور كلما أوغلت في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي. وللأمانة فقد شعرت بارتياح غريب مع دخول هذه الرغبة حيز التنفيذ؛ على عكس ما كنت أعتقد، فقد كنت أعتقد أن هذا الأمر يصعب تنفيذه، وهو صحيح إلى حد ما؛ فمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، والابتعاد عنها والعودة إلى السابق، للعيش بمعزل عنها ربما يكون فيه صعوبة كبيرة. الإحساس العجيب، والشعور الغريب لهذه العزلة كان مريحاً إلى حد كبير كما أسلفت، ولم يكن من المناسب أن أدع هذا الشعور ليمر دون أكتب حوله، ولا أدري إن كان هذا الشعور نابعاً عن حالة الرفض لما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي بجميع أشكالها، أم هو تشبع وعدم قناعة بما يتم عرضه من زيف وتضليل فيها؟، لكني أظل ممتناً جداّ لكل لحظة اعتزلت فيها عنها، هناك كثيرون يفضلون الابتعاد والعزلة مثلي لكنهم لم يصرحوا بذلك أو يحدثوا ضجة مثلي، فلقد أسر لي أكثر من صديق بأن هذا الشعور يعتريهم بين الحين والحين، وبودهم لو ينعزلون ليعيشوا في حالة سكون. عدنان هوساوي