قالت أوكرانيا الثلاثاء إن قواتها تخترق خطوط الدفاع الروسية قرب قرية روبوتين الواقعة على الجبهة الجنوبية والتي أعلنت استعادة السيطرة عليها الاثنين. وتشن كييف هجوما مضادا منذ يونيو بعد حصولها على أسلحة غربية وبناء وحدات هجومية، لكن التقدم كان بطيئا. وقال الناطق العسكري أندريه كوفاليوف إن القوات الأوكرانية تتقدم بشكل أكبر في منطقة زابوريجيا التي تقول موسكو إنها جزء من روسيا. وصرح لوسائل إعلام رسمية الثلاثاء أن "القوات الأوكرانية حققت تقدما في اتجاه نوفودانيليفكا إلى فيربوف" متحدثا عن قريتين صغيرتين في المنطقة. وأضاف أن القوات الأوكرانية تبسط سيطرتها على الأراضي التي تستعيدها وتهاجم المدفعية الروسية، وتحاول القوات الأوكرانية أيضا تطويق بلدة باخموت الواقعة شرقا والتي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو، وقلل رئيس إدارة منطقة دونيتسك حيث تقع باخموت، دنيس بوشيلين الثلاثاء من أهمية الهجوم الأوكراني بعد أن أعلنت كييف تحقيق نجاحات، وقال إن الجيش الروسي "يسيطر على الأطراف المحيطة بباخموت، والوضع هناك يستقر"، وأكدت وزارة الدفاع الروسية إن طائرة للجيش الروسي دمرت طائرة مسيرة أوكرانية فوق البحر الأسود أمس الثلاثاء، وذلك دون التطرق لمزيد من التفاصيل. كما قال مسؤولون أوكرانيون إن ثلاثة قتلوا في هجوم صاروخي روسي الليلة قبل الماضية على أوكرانيا، كما قتل اثنان في قصف يوم الاثنين. وقال وزير الداخلية إيهور كليمينكو إن الثلاثة الذين قتلوا خلال الليل كانوا من العمال في منشأة صناعية استهدفها هجوم روسي في منطقة بولتافا بوسط أوكرانيا، وأضاف أن خمسة أصيبوا وهناك شخص لا يزال في عداد المفقودين، وقال مدعون إن القصف الروسي أودى بحياة رجل كان يعمل خارج منزله في بداية المساء في توريتسك بمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وقال الجيش الأوكراني إن روسيا أطلقت أربعة صواريخ على البلاد من البحر الأسود الليلة قبل الماضية وتم إسقاط اثنين منها، وأضاف الجيش أن منطقة كريفي ريه في وسط أوكرانيا تعرضت أيضا لهجوم صاروخي، وقالت سلطات المنطقة إن عدة منازل تضررت، لكنها لم تعلن عن خسائر بشرية، ولم تعلق روسيا، التي أرسلت عشرات الآلاف من جنودها لغزو أوكرانيا قبل 18 شهرا، على هذه التقارير بعد. من جانب آخر قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) الثلاثاء إن الهجمات المستمرة على المدارس الأوكرانية جعلت نحو ثلث الأطفال فقط ممن هم في سن الدراسة قادرين على الحضور للفصول الدراسية بشكل كامل وشخصي فيما يتغيب كثيرون. وذكرت يونيسف أن أكثر من نصف الأطفال الذين فرت أسرهم من الصراع إلى سبع دول غير مسجلين في أنظمة التعليم المحلية، مشيرة إلى حواجز اللغة وأنظمة التعليم التي تتحمل فوق طاقتها. وتعرضت بعض المدارس لاستهداف مباشر وأغلقت مدارس أخرى أبوابها كإجراء احترازي منذ بداية الغزو الروسي قبل 18 شهرا، والذي تضمن هجمات بالصواريخ والمدفعية على مناطق سكنية في جميع أنحاء البلاد. وأضافت المنظمة "داخل أوكرانيا، استمرت الهجمات على المدارس بلا هوادة، مما عرض الأطفال لمحنة شديدة وتركهم بدون أماكن آمنة للتعلم"، وقالت إن الحرب جاءت عقب اضطرابات سابقة بسبب فيروس كورونا، مما يعني أن بعض الأطفال الأوكرانيين سيواجهون اضطرابات للعام الدراسي الرابع على التوالي عند عودتهم للدراسة هذا الأسبوع بعد انتهاء العطلة الصيفية. وقالت ريجينا دو دومينيكيس المديرة الإقليمية لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى بالمنظمة "لم يجد أطفال أوكرانيا صعوبة في استكمال تعليمهم بسبب هذا الوضع فحسب، وإنما صعوبة أيضا في الاحتفاظ بما تعلموه عندما كانت مدارسهم تعمل بكامل طاقتها". وأضافت أن نحو نصف المعلمين في أوكرانيا أبلغوا عن تدهور في قدرات الطلاب على تعلم اللغات والقراءة والرياضيات. من جهتها كشفت كوريا الجنوبية الثلاثاء عن أنها ستقدم مساعدات مالية بقيمة 520 مليار وون (394 مليون دولار) لأوكرانيا العام المقبل بزيادة ثمانية أمثال عن العام الحالي. ووفقا لموازنة كوريا الجنوبية لعام 2024، تشمل حزمة المساعدات 130 مليار وون لإعادة الإعمار، و260 مليار وون في صورة مساعدات إنسانية، و130 مليار وون أخرى عبر المنظمات الدولية. وقال الرئيس يون سوك يول في يوليو إن بلاده ستقدم "كمية كبيرة من الإمدادات العسكرية" هذا العام لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل. وأعلن يون الثلاثاء أيضا عن زيادة المساعدة التنموية الرسمية التي تقدمها كوريا الجنوبية للمناطق الاستراتيجية، التي تشمل منطقة آسيا والمحيط الهادي وأفريقيا، من 1.4 تريليون وون إلى تريليوني وون (1.51 مليار دولار). وفي باريس كررت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي تعقد مؤتمرا صحافيا مشتركا مع نظيرها الأوكراني الثلاثاء، أن بلادها ستواصل دعمها لأوكرانيا "طالما لزم الأمر". ويحل دميترو كوليبا ضيف شرف على الدورة التاسعة والعشرين للمؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين. وأشارت كولونا في كلمة أمام السفراء إلى أنها تقول لكوليبا مجددا إن "دعم فرنسا العسكري والسياسي والمالي والإنساني والقانوني سيستمر" كما مصالح فرنسا وأمن أوروبا والاستقرار الدولي، وأضافت "العدوان الروسي لا بد أن يفشل" قائلة إن روسيا تدمّر منذ 18 شهرا "كل الأطر القانونية والأخلاقية التي تحكم النظام الدولي وترسّخ السلام والاستقرار في العالم". على صعيد آخر، قالت كولونا إنها "مقتنعة بأن أمام العلاقات بين فرنسا والدول الإفريقية مستقبلا مشرقا".