ذكرت تقارير اقتصاديّة حديثة أنّ أكثر من 40 دولة أبدت رغبتها في الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، ولكنّ المجموعة في اجتماع قمّتها الخامسة عشرة (22 - 24 أغسطس 2023) في جنوب أفريقيا قدّمت الدعوة فعليّاً إلى ستّ دول للانضمام للمجموعة وهي: المملكة العربيّة السعوديّة، ومصر، وإيران، والإمارات العربيّة المتّحدة، والأرجنتين، وإثيوبيا. وبحسب بيانات وتصريحات بعض أعضاء "بريكس" فإن المجموعة تعتزم التوسّع في إنشاء أنظمة اقتصاديّة وتجاريّة جديدة منفصلة عن الأنظمة الغربيّة التي تقودها الولاياتالمتحدة، بما في ذلك ربما نظام مالي جديد للتبادل التجاري بهدف تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وتشجيع استخدام العملات الوطنيّة في التجارة الدوليّة. وقد حظيت دول "بريكس" الخمس بتوقّعات استمرار النمو في فترة ما كونها ظهرت لسنوات من بين أسرع اقتصادات الأسواق الناشئة نمواً في العالم، وبطبيعة الحال كان لتباطؤ الاقتصاد الغربي، والشرقي دور في هذا النمو الذي ساعده أيضاً انخفاض تكاليف العمالة، والتركيبة السكانيّة الملائمة، ووفرة الموارد الطبيعيّة، ومرونة تلبية الطلب العالمي المزدهر على السلع المتنوعة. ووفقاً لبيانات قريبة من مجموعة "بريكس"، فقد تجاوزت مساهمة مجموعة "البريكس" في الاقتصاد العالمي مجموع الناتج المحلي الإجمالي العالمي لدول مجموعة السبع، لتمثل المجموعة ما يقرب من ثلث النشاط الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، على الرغم من هذه الأرقام المثيرة للإعجاب والمؤسسات التي أنشأتها المجموعة بالفعل، ما انفك المتشكّكون في البريكس "BRICSoskeptic" عن ذكر بعض نقاط الضعف في بنية هذا التحالف، مثل ضعف حجم التجارة البينيّة داخل التحالف، وأن هذا التجمّع هدفه الوحيد هو الرغبة في التخلص من الهيمنة الغربيّة (الأميركيّة)، إذ لا توجد روابط (ثقافيّة/سياسيّة/ عرقيّة) قويّة تجمع شعوب دول التحالف. إضافة إلى أنّ وجود مسافات (جغرافيّة) كبيرة تفصل بين دول البريكس يعد عامل إضعاف لهذا التحالف. كما يرى المشكّكون أن الهدف العام لدول بريكس (مواجهة الغرب) سيواجه تحدي افتراق مصالح دول المجموعة كونها ذات أنظمة اقتصاديّة، وسياسيّة مختلفة وتتناقض فيها الأيديولوجيات وأهداف السياسة الخارجيّة. كما لا يمكن إغفال حقيقة تفاوت معدلات النمو الاقتصادي الحاليّة والمتوقّعة عند بعض دول البريكس والتي تعتمد بشكل كبير على صادرات السلع الأساسيّة، مما قد يجعلها عرضة للتقلّبات في أسعار هذه السلع. كما لا يمكن هنا إغفال الدور (المتوقّع) للخصوم الشرسين لدول المجموعة وهم ماهرون في إثارة العراقيل، والتناقضات بل وحتى الصراعات التجاريّة وما هو أكبر منها. * قال ومضى: التحديات (قدر) الإنسان، ومواجهتها (اختيار) الشجعان..