أكد متخصص في قطاع السفر والسياحة أن هذا الصيف شهد حركة ونشاط سياحي عالمي غير مسبوق لكثير من دول العالم، وتجاوزت في كثير من الدول لأرقام المسجلة قبل جائحة كورونا وتحديداً في عام 2019، منوهين الى أن أرقام واحصائيات الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» ومنظمة السياحة العالمية برهنت على هذا النمو إضافة لنمو حركة رحلات الطيران وزيادة السعة المقعدية للطائرات، والأرقام المعلنة من المطارات الدولية ومنها مطارات دبي والمطارات السعودية ومطار إسطنبول فضلا عن المطارات الأوربية في لندن وباريس وموينيخ. وقال وليد السبيعي ل»الرياض» منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج تحديداً كانت هي الأبرز في هذه الأرقام سواء للسياحة الداخلية واستقبال السياحة الوافدة فضلاً عن توجه سواح الخليج للعديد من الوجهات خاصة إلى أوروبا وتركيا وشرق آسيا وأميركا وعدد من دول العالم المشهورة بجذب الحركة السياحية. ونوه في هذا الصدد إلى أن المملكة العربية السعودية وبرغم تواصل تصديرها للسواح للخارج، أصبحت كذلك من أبرز دول الجذب السياحي بشكل كبير وسجلت وجهات سياحية داخلية نمو كبير خاصة الطائف والمنطقة الجنوبية ممثلة بعسير والباحة وكذلك محافظة جدة والعلا وفي الرياض، حيث إنها وجهات مفضلة للسواح السعوديين ومن المقيمين في المملكة، وكذلك من السياحة الوافدة حيث سهلت المملكة الحركة السياحة عبر دعم هذا القطاع وتسهيل دخول السواح لقرابة 58 دولة حيث يحصلون على التأشيرة من المنافذ بطريقة ميسرة وسريعة، وتفوقت بالأرقم على دول سياحية في منطقة الشرق الأوسط نظراً لوجود التنوع المناخي وتميز البنية التحتية ووجود الإرت التاريخي فضلا عن التطور الحضاري والتقني الذي تشهد مختلف المدن السعودية، مؤكداً أن مؤشرات هذا العام واكتمال عدد من مشاريع السياحة في نيوم والبحر الأحمر وتشغيل مطارات جديدة فضلاً عن اكمال التوسعات وتشغيل طيران الرياض، جميعها سوف تسهم بشكل كبير في تنامي هذه الأرقام بشكل واضح وغير مسبوق وتحقق أهداف المملكة نحو تنويع الموارد وتوفير فرص العمل يعد رقماً أساسيا لاستيعاب العمالة في القطاع السياحي بشكل مباشر وفي الخدمات المساندة لها. كان للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا، قد أعلن عن ارتفاع إجمالي حركة السفر الجوي (ويُقاس بإيرادات الركاب لكل كيلو متر) في يونيو 2023 بنسبة 31.0 % مقارنةً بشهر يونيو 2022، وعلى المستوى العالمي، بلغ إجمالي حركة المسافرين لعام 2023 نسبة 94.2 % من المستويات المسجلة قبل جائحة كوفيد - 19 في عام 2019. وارتفع إجمالي حركة المسافرين في النصف الأول من عام 2023، بنسبة 47.2 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وسجلت حركة السفر المحلية ارتفاعاً لشهر يونيو 2023 بنسبة 27.2 % مقارنة بشهر يونيو من العام الماضي، فيما سجلت ارتفاعاً بنسبة 5.1 % مقارنة بشهر يونيو 2019. وسجلت حركة السفر المحلية ارتفاعاً في الطلب بلغ 33.3 % في النصف الأول من عام 2023، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وارتفعت حركة السفر الدولية بنسبة 33.7 % قياساً بالمستويات المسجلة في شهر يونيو 2022 حيث أظهرت جميع الأسواق نموًا قويًا، ووصلت نسبة إجمالي حركة المسافرين إلى 88.2 % من مستويات يونيو 2019. كما سجلت حركة السفر الدولية في النصف الأول من عام 2023 ارتفاعاً بنسبة 58.6 % وذلك بالمقارنة مع النصف الأول من عام 2022 وسجلت شركات الطيران في الشرق الأوسط زيادة بنسبة 29.2 % مقارنة بشهر يونيو من العام الماضي. كما زادت السعة بنسبة 25.9 %، وعامل الحمولة 2.0 نقطة مئوية لتصل إلى 79.8 %. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا): «سجل موسم السفر الصيفي في نصف الكرة الشمالي انطلاقة قوية في يونيو مع مضاعفة نمو الطلب، وتجاوز متوسط عامل الحمولة نسبة 84 %. الطائرات ممتلئة وهو خبر سار لشركات الطيران والاقتصادات المحلية، كما هو كذلك بالنسبة للوظائف المعتمدة على السفر والسياحة، وهو الأمر الذي يجعل عملية التعافي المستمر للصناعة مفيدة للجميع». وأضاف، «رغم ازدياد الطلب على السفر إلا أنه كان من الممكن أن يكون أعلى من الرقم الحالي، الطلب يفوق قدرة نمو شركات الطيران، إن المشاكل التي تم تسجيلها في سلاسل التوريد في قطاع الطيران تعني أن العديد من الشركات لم تستلم طائراتها الجديدة الأكثر ملائمة للبيئة، والتي توقعوا دخولها إلى الخدمة، في الوقت الذي يسجل فيه توقف عدد من الطائرات في الصيانة بانتظار قطع الغيار. أما فيما يتعلق بالأساطيل الجوية الموجودة في الخدمة، فإن بعض مزودي خدمات الملاحة الجوية لم يكن بالمرونة والقدرة الكافية لتلبية الطلب على السفر»، موضحاً أن «التأخير وتغيير الجداول الزمنية للرحلات أمر محبط للركاب وشركات الطيران في آن معاً، ولا يمكن للحكومات الاستمرار في تجاهل مساءلة مقدمي خدمات الملاحة الجوية في الوقت التي تضع فيها بعض الأنظمة عبء حقوق الركاب على شركات الطيران وحدها». وليد السبيعي