كانت الدراما السعودية، تفتقر إلى العنصر النسائي السعودي، سنوات طويلة اعتمدت على البديل الذي يأتي من الخارج ويشوه اللهجة المحلية التي اعتاد عليها المشاهد داخل مجتمعه، شيئاً فشيئاً تكونت فكرة دخول العنصر المحلي بالمنتج التلفزيوني وبرزت أسماء، لكنها في نفس الوقت لا تسد حاجة الإنتاج. اليوم تغير الحال في إطار «رؤية 2030» وفتح المجال للكثير من الفتيات السعوديات لإظهار موهبتهن، من بينهن الفنانة والإعلامية لبنى عبدالعزيز. التي تؤكد أننا نعيش في فترة ذهبية توسعية أفضل من السابق بكثير.. لبنى تحدثت عن شواهد هذه النقلة وما وجدته من «أكاديمية MBC».. فإلى الحوار: * حدثيني كيف كانت ردود الفعل بعد نهاية "جريمة قلب"؟ * الحمد لله، الردود إيجابية بالنسبة لي، لم اتلقى نقد نهائيا، كنت سعيدة ان الجمهور تقبلني كممثلة، ولم يخلط بين لبنى عبدالعزيز الممثلة وبين لبنى المذيعة، حقيقة استطعت مفاجأة الجمهور "الحمد لله" بأداء نوعا ما، والمتابعين كانوا يقولون لأنها تجربة أولى كانت أكثر من ممتاز، وهو الشيء الذي يجعلني فخورة بماقدمت، وسعادتي لا توصف حينما اجد هذه الردود الإيجابية من الزملاء والمشاهدين والمنتجين. * يبدو أن هناك فوارق كثيرة بين استراتيجية الاخراج في الوطن العربي والأتراك، كيف تعاملت مع هذه التغيرات؟ * ربما يستطيع الأجابة على هذا السؤال، ممثلين شاركوا في اعمال كثيرة، وخاضوا تجارب متعددة، منها التجربة التركية والعربية بشكل عام، وهؤلاء سيجيبون عليك بشكل أدق، لكن بالنسبة لي تعتبر التجربة الأولى الاحترافية، فربما سيكون من الظلم مقارنة الانتاج التركي بالسعودي، وأنا الان في أولى خطواتي الإحترافية ولم اخض التجربة الوافية للمقارنة بينهما. لكن لدي ثقة كبيرة، أن أبناءنا مبدعون وسباقون ورائدون، لكن عندما نتكلم عن الدراما التركية، فالأكيد أننا استفدنا من اشخاص سبقونا في هذه الصنعة واصحاب صناعة قديمة. هنا أتكلم عن شخصي، فالفائدة من المخرج الكبير هاكان ارسلان كبيرة، وكنت من المحظوظين بالعمل معه، نعم كان شديدا جدا وقاسيا علي بالذات.! كوني لأول مرة اظهر في عمل بهذا الشكل الإحترافي والمشاركة، بل كنت حينها أتاثر بالقسوة عندما نكون "اللوكيشن"، لكنني اكتشفت لآحقا أن هذه القسوة تأتي من صالحي في تحريض موهبتي وادواتي، وفي حقيقة الأمر، كان ل"أرسلان" بعد الله سبحانه، فضل في ظهوري بشكل يتقبله المشاهد. *مفاجئة، ان تستحوذ لبنى على بطولة مشتركة، في أول عمل، بعد مشاركتين في فيلمين "شهادة شكر"، و"سندس"؟ * صراحة، اُجير هذه الفرصة إلى الفنان الرائع والكبير حسن عسيري، ذلك عندما يأتي منتج ويقدم وجه جديد للتو في بدايته، فهي ثقة كبيرة جدا، ايضا أشكر "MBC تايلنت"، التي كان لها الفضل بعد الله، في تقديمي بالطريقة التي تناسب صناعة أسم لبنى عبدالعزيز. هذه الأشياء كانت تفرحني، ولا اخفيك أن إلهام علي ايضا، كانت داعمة جدا وتساعدني في اللوكيشن، واسمع منها الكثير وأثق في توجيهاتها لانها صاحبة خبرة وتسبقني في هذا المجال، وليس من حسن حظي أن اخذ بطولة مشتركة فقط، إنما من حسن حظي أن أكون اسم ثاني بعد إلهام شخصياً، كذلك لا أنسى الرائعة عتاب التي قامت على تدريبي وتوجيهي، وكل من شاركني ودعمني، وعلى رأسهم المنتج الكبير والممثل المخضرم حسن عسيري. *إذن، ماذا سيضيف عقدك الجديد مع ادارة الاعمال لMBC، وانت واجهة اعلامية؟ * "MBC تالينت"، هي نقلة نوعية في التعاقد مع أي فنان مبتدئ، وتختصر الخطوات للمواهب، حقيقة نحن نتكلم عن مطبخ الإبداع والفن السعودي مصدره الكبير هي "MBC"، فكوني ضمن الذين دعمتهم وساهمت في حضورهم، وتعاملهم الراقي، وإيمانهم في استثمار موهبتي وامكانياتي، لذلك لم يبخلوا علي بجهدهم وفكرهم، ويستطيعون فتح المجال أكثر من المجال الدرامي، وليس هذا وحسب، بل حتى في المجال الإعلامي ومجال التأثير الإجتماعي، لذلك أنا فخورة جدًا واتباهى أن اسمي تحت مرتبط ب"أكاديمية MBC"، واعرف أنني في أيدي امينة وفي المكان الصحيح. هل سيمانعون ظهورك في برنامج "سيدتي" على قناة منافسة، بعد توقيع العقد؟ * "MBC تالينت" مستقلة وتحت مجموعة "MBC"، ودائما تقدم مصلحة الموهبة والفنان، بغض النظر، هل هو يعمل مع شركة منافسة أم لا، بالنهاية هو استثمار ابداعي، وتبنوني وانا احد الأسماء المرتبطة مع روتانا، وسأظل مرتبطة مع روتانا خليجية في برنامج "سيدتي"، فهو بيتي الأول، وتايلنت أكبروا ذلك وعززوه، نهائيا لم يكن هناك أي عائق، كون "تالينت MBC" تدير اعمالي وانا احد مذيعي روتانا. * ظهر لك مشهد جدلي مع إلهام علي، قبل عرض المسلسل بوقت قريب، ماذا نعتبره تسويق للعمل، أو استشراف ردود فعل الجمهور؟ * هذا الموقف سبق واشرنا له، عندما استضفت مع الرائعة إلهام علي في برنامج "صباح الخير ياعرب"، واعترفنا ان هذا الموقف ماهو الا مقلب مصطنع، مقلب نسقناه مع إلهام و"شاهد" كنوع جديد من التسويق، والغريب في مجالنا ومجتمعنا، لكن اردنا أن نجرب حقيقة، وكانت لبنى عبدالعزيز تمثل سيدرا وإلهام تمثل ريتال، كيف ستكون خلافاتنا في المسلسل، وكان مقلبا على الجميع، فلم يكن يعلم عنه الا انا وإلهام وشاهد، وحتى باقي الفنانين واعضاء العمل تفاجئوا بالموقف، واستطعنا صراحة في هذا الفيديو أن نحقق ارقاما قياسية تجاوزت "18" مليون مشاهدة في حينه، وينتشر "كالنأر في الهشيم"، بلاشك الفيديو اداة تسويقية جماهيرية عن المسلسل، مع هذا أعتذر بأسمي وبأسم إلهام وشاهد، لو كٌنا اغضنا البعض، و"سامحونا" فقد كنا نحاول أن نلفت إنتباهكم لنا. * حدثينا عن التحولات الثقافية في المجتمع، وهل لها تأثير على صناعة الدراما المحلية؟ * بلاشك، ان المجتمع السعودي في الفترات الأخيرة، مرّ في تحولات ثقافية واجتماعية، لن نقول انها جديدة عليه، لكنها موجوده منّذ زمن، وظهرت بشكل حضاري وتوسعي افضل من المتوقع، وبما اننا نتحدث عن الانفتاح الثقافي وما يحصل في وقتنا الراهن، ونعيش في فترة ذهبية ممتعة وتبشر بالخير، وهذا الأصل فيه "رؤية سيدي ولي العهد 2030" والقيادة التطلعيه ودولة لديها خطة تبدأ من المواطن مرورا بكل مناحي الحياة، والتي لعبت دورا كبيرا في هذا الإنفتاح، وهذا بكل تأكيد سينعكس على الفن والنهضة الدرامية ولغة الخطاب الفنية التي نشهدها في الوقت الحالي، من قصص جديدة والتي حفزت المشهد للخروج عن الكلاسيكيات، بدأنا نشهد قصص الغموض والإثارة والرومانسية، اصبح يقدمها الممثلون وصناع القوة الناعمة، ولديهم فكرة ان المجتمع سيتقبلها، وهذا سيدعم الأمر سيدعم مشروع الدراما والسينما للتنوع أكثر وإكتشاف مواهبنا وعرض اعمالهم على الشاشة السعودية والمنصات، وبالتالي هذا ماسيجعل موادنا الفنية تنتشر بشكل أكبر وتعرض في كل مكان. * حتى الآن لم نتحدث عن جديدك؟ * حاليا لست بالفنان المستعجل، وابني خطواتي بتأني، وبعد نجاح "جريمة قلب" وتقبل المشاهدين لي كممثلة، يجعلني أتردد أكثر وأتريث وانتقي بشكل افضل، رغم أن لدي ثلاثة أعمال نباشرة بعد نجاح "جريمة قلب"، لكنني مازلت خائفة، ولا اريد ان ألغي نجاحات ما قدمت، حتى انني لم استوفي كامل الإنطباع عن العمل السابق، وحتى الان مازال العمل مشاهد. وانتظر العمل المقبل، فأنا منفتحة على تقديم تجارب اخرى وامتهن الفن لأنه ضمن اهدافي القادمة. ومع ذلك لا أريد حرق نجاحات "جريمة قلب" ودور سيدرا في محطة استعجالي، لذا احاول أن أكون حريصة أن يكون عملي القادم أكثر تميز وأكثر ابداعا بالنسبة لي من دور سيدرا، لتكون عنوانا للجمهور أن لبنى عبدالعزيز تستطيع اختيار اعمالها بشكل رائع. * هلّ استمرارك في الدراما، يعطي انطباع عن توقفك في برنامج "سيدتي"؟ * ابداً، هذا الانطباع غير صحيح، وربما تزامن اطلاق عرض مسلسل "جريمة قلب" مع فترة إيقاف برنامج "سيدتي"، وذلك بسبب الدورة البرامجية المعتادة في كل التلفزة، وسيعود بحلة جديدة، لكن لبنى لن تتنازل عن روتانا خليجية وبرنامج "سيدتي" ولن تترك العمل الإعلامي وحتى التأثير على منصات وسائل التواصل الإجتماعي، لان العمل الإعلامي هو الواجهة الحقيقية وهو الذي عرفني بالناس وفتح لي المجال بشكل اوسع، ولو انشغلت لآحقا في الأعمال الفنية وحسب مايناسب توجهاتي فربما قد تتغير المفاهيم والتوجهات، لكن في الوقت الحالي وفي الظروف الحالية، اعتقد لايمكن التنازل عن الإعلام. * الساحة الفنية لا يوجد فيها ممثلاث سعوديات، هذا مايقوله المنتجون، لذا يلجأ بعضهم الى استقطاب المقيمات، لكن مابعد هذا النقلات الثقافية والانفتاح المجتمعي، تغيرت الفكرة؟ * اعتقد هذي اقوال قديمة، لكن في الوقت الراهن الساحة مليئة بالموهوبات السعوديات والممثلات اصحاب الخبرة، وكلهم من النسيج المجتمعي المختلف وستجد من الحجاز ومن الجنوب ومن نجد ومن كل مكان في مملكتنا الحبيبة، الفكرة ان في الماضي كان انحصار شديد على ظهور الفنانة السعودية، لذلك كان المنتجين يلجئون إلى اخواتنا من الدول العربية أو من دول الخليج، ولكن الأن البنت السعودية موجوده وموهوبة ومبدعة وتقدم نفسها بشكل رائع في الأعمال الدرامية والسينمائية، وهي من تقود هذه المرحلة، الا الأسماء التي كانت معنا في البدايات وساهمت في وجود الدراما السعودية، ونفتخر باستمراريتهم ووجودهم معنا، وحتى لو ذهب المنتجين السعوديين لجلب ممثلة من الدول العربية، فهو يأتي على سياق الخط الدرامي نفسه، لان العمل يحتاج إلى زميلة كويتية أو مصرية أو أي من الأخوات الممثلات في الدول العربية، فهي تحضر للخط الفني الموضوع واللهجة، لكنها لاتستطيع اخذ دور فتاة سعودية، فهذا الأمر انتهى منّذ فترة ولا تحتاج الدراما المحلية في سدّ خانة السعوديات بجنسات أخرى.. بالطبع هذا الذي افهمه واشاهده في الساحة. * هل أثرت النهضة الفنية، في وجود منافسة بين الممثلات السعوديات؟ -لا اعتقد ذلك، لان مشكلتنا ليست الممثلات السعوديات، لان الممثل والممثلة لا يتنافسوا مع بعض، لان لدينا في المملكة تنوع كبير ومجال واسع من الإبداع، ومازلنا في مجال منفتح ومتعطش للكثير من المواهب. الساحة واسعة وكبيرة وتقدر كل ممثلة تستطيع صناعة ساحتها وشكلها واعمالها الخاصة، لاننا مازلنا ناشئين في الدراما. وبغض النظر عن الصرف المالي والأمكانيات المتاحة، لكن العتب على المنتجين الذين مازالوا يوجهون بطولات أعمالهم إلى الأسماء المعروفة، ولا يستطيعون المغامرة بتقديم اسم جديد لبطولة اعمالهم، وهذا الأمر هو الذي يصنع التحدي ويحفيز المنافسة الفنية. * هل الممثل السعودي بات يحلم في شاشة العرض والمنصة، قبل النظرة على المحتوى؟ * لا استطيع الحكم على الاخرين، فمازلت شخص مبتدأ، ليس لدي علم في كيفية اختيار الزملاء، هل بناء على المحتوى أو المبلغ المالي أو أنهم يختارون بناء على الأسماء الموجودة بالعمل، الأمور كثيرة في هذا الشأن، لكن لو طرح السؤال لشخصي، فانا أختار العمل الذي يليق أن اضع اسمي عليه، فالعمل عندي انتقائي ولدي تحفظات كثيرة على بعض الأدوار، فمن الممكن ان اقبل عمل وبمشهد يشبهني ولا بطولة تشوه مسيرتي، وبصرف النظر عن كل هذا، فلدي همّ أن اجاهد لتقديم ما يتناسب مع لبنى عبدالعزيز. * كيف تتخلص الممثلة من العوامل النفسية، بعد تقديم شخصيات مختلفة عن واقعها؟ * حقيقة، لم ادخل في ادوار كثيرة ومركبة، حتى استطيع الجواب، لكن الذي اعرفه أن هناك ممثلين يقومون باداء دورين في نفس الوقت ولا تأثير على نفسيته في الخارج، حقيقة لست بمؤمنة أن الممثل يعاني نفسيا ويأخذ وقتا حتى يستطيع الخروج من تلك الشخصية والعودة إلى وضعه الطبيعي، أشعر أنها نوعا من المبالغة، فالممثل الحقيقي يعرف انه جاء ليقدم دور يمثله، ثم يعود إلى منزله.. حقيقة لا أستطيع الفلسفة في هذا الجانب، لا سيما وانني لم استكشف الساحة، لكن في صعيدي الشخصي، اجد أن المشكلة نفسية لدى الفنان ذاته أو أنها دعائية لتسليط الضوء على الدور.