قبل خمس سنوات، توج عالم المناعة الأميركي جيمس أليسون والياباني تاسوكو هونجو بجائزة نوبل في الطب لاكتشافهما وأبحاثهما لعقود مضت في علاج السرطان عن طريق العلاج المناعي أو البيولوجي. العلاج المناعي للسرطان ما هو إلا جزء من الطرق والمعالجات الحديثة في الأورام، هذه الطرق تشمل على سبيل المثال لا الحصر، الجراحة والعلاج الإشعاعي الخارجي والموضعي (براكي ثيربي) والعلاج الكيماوي وغيره. حديثاً زاد الاهتمام بالأبحاث السريرية والمختبرية في تطوير العلاج المناعي مما فتح بعض الآمال والأفق لمرضى السرطان. هذه الدراسات أثبتت زيادة الشفاء بنسب أعلى مما كانت عليه في أنواع عدة من السرطانات كسرطان الجلد والرئة والرأس وأورام النساء وغيرها. يستخدم العلاج المناعي الجهاز المناعي في الجسم بطريقة ما لمهاجمة وقتل الخلايا السرطانية، بطريقة ذكية ومعقدة صعبة الفهم يتم تحفيز الجهاز المناعي وتطوير قدراته الدفاعية لشل نمو وحركة الخلايا الخارجة عن سيطرة الجسم ومنع نموها ومن ثم انتشارها. تم تطوير العديد من الأدوية في هذا المجال والاعتراف بها من قبل هيئات ومنظمات عالمية كهيئة الغذاء والدواء الأميركية وغيرها لفعاليتها وإثبات الأمان باستخدامها. هذه الأدوية تشمل علاج الأجسام المضادة المستهدفة ومعدلات الجهاز المناعي ومضادات الأجسام الأحادية والأدوية المحفزة ومعدلات الاستجابة البيولوجية وبعض اللقاحات المضادة للسرطان وغيرها. الجدير بالذكر أن الخلايا السرطانية غالباً ما تحتوي على مستضدات للأورام ممثلة بجزيئات صغيرة على سطحها يمكن اكتشافها بواسطة بروتينات الأجسام المضادة في الجهاز المناعي والتي ترتبط به عند أي اشتباك. هذا مما ساعد العلاج المناعي بمهاجمة الخلايا النشطة والقابلة للهروب والانتقال إلى أماكن أخرى باكتشافها والتعرف عليها عن طريق هذه الرادارات الموجهة، هذا التعرف يحدث عند الاشتباك بالمستقبلات على أسطح الخلايا السرطانية ومن ثم إتلافها. أيضاً مما يعزز الجهاز المناعي ويعطيه طاقة وقدرة إضافية على المهاجمة مثبطات التفتيش المناعي على الخلايا الورمية كما تم تطويره لمعالجة سرطان الثدي، بعض الأجسام المضادة تم تطويرها لتحييد قدرات الخلايا السرطانية مما يجعلها فريسة سهلة لتدميرها بواسطة جهاز المناعة في الجسم، من الأمثلة على هذه معالجة الأورام السرطانية الليمفاوية وسرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة. قبل سنوات قليلة ساهم التقدم في علم الأورام المناعي إلى العديد من العلاجات الواعدة وتحسين نسبة الشفاء لمرضى سرطان الرئة. أهم اكتشاف كان في مثبطات التفتيش المناعي بالإضافة إلى تطوير بعض المضادات الأحادية الأجسام والأجسام المضادة للخلايا المبرمجة مما فتح أملاً كبيراً لهؤلاء المرضى. لا تخلو هذه الأدوية من الآثار الجانبية التي غالباً يتم معالجتها وإن حدثت كبعض الإعياء والحمى وأعراض تشبه الأنفلونزا ومشكلات بالجلد وبعض اضطرابات المناعية الذاتية وما إلى ذلك. كما ذكرنا سابقاً بأن العلاج الاشعاعي هو مكون أساسي في علاج السرطان وأكثر من 70 % من مرضى السرطان بحاجة إليه خلال مسيرتهم مع المرض، يستخدم كعلاج أساسي ومع طرق أخرى بالإضافة للعلاج التلطيفي. أثبتت الدراسات الحديثة فعالية العلاج الإشعاعي في تحفيز الجهاز المناعي خاصة عند استخدام العلاج الإشعاعي بجرعات عالية أو العلاج الموضعي (براكي ثيربي) خاصة عند معالجة الأورام المنتشرة، هذا التأثير المناعي من العلاج الإشعاعي ساهم بالتحكم في الأورام السرطانية وفعالية الأدوية المناعية، من الأمثلة التأثير المطلق (ابوسكوبال) للعلاج الإشعاعي على الخلايا المناعية المختلفة، هذا التأثير المطلق يؤدي إلى بيئة مهاجمة للخلايا السرطانية. مما أود التنويه إليه لا بد من مراعاة توقيت استخدام العلاج الإشعاعي عند استخدام العلاج المناعي، أغلب الدراسات الإكلينيكية تشير إلى أنها آمنة وحتى لو استخدمت سوية لكن احتمال زيادة المضاعفات أو الأعراض الجانبية. لكن من المهم إعطاء المريض فترة من أسبوع إلى أسبوعين بإيقاف العلاج المناعي قبل استخدام العلاج الإشعاعي خاصة عند المعالجة التلطيفية. المجال في تطور، وبريق الأمل كبير بإذن الله خاصة بعد دعم وتطوير الخدمات الصحية في بلدنا المعطاء من قبل حكومتنا الرشيدة حفظها الله. *استشاري الأورام والعلاج الإشعاعي