أعلنت أكاديمية العلوم الملكية، الجهة المانحة لجائزة نوبل، فوز العالمين جيمس أليسون وتاسوكو هونجو بجائزة نوبل للطب لعام 2018 لاكتشفاهما علاجًا للسرطان، واستحق كلّ من (جيمس بي أوليسون) من الولاياتالمتحدةالأمريكية و(تاسوكو هونجو) من اليابان جائزة نوبل لنجاحهما في تحرير أو إطلاق قدرة الجهاز المناعي على مهاجمة الخلايا السرطانية من خلال فك المكابح عن الخلايا المناعية (T-Cells ) لمكافحة وعلاج مرض السرطان. وتمكن أوليسون وهونجو --اللذان عملا بشكلٍ منفصل- من إظهار كيفية عمل بعض البروتينات كفرامل لتثبيط خلايا T المناعية، مما يحد من قدرتها على مهاجمة الخلايا السرطانية، وبالتالي فإنَّ كبح تلك البروتينات من شأنه تحرير وتحفيز قدرة الجسم على مكافحة السرطان، ومن ثم أظهرا كيف يمكن استخدام إستراتيجيات مختلفة لتثبيط المكابح على الجهاز المناعي في علاج السرطان، وكان العلاج محصورًا ما بين الجراحة والإشعاع والعلاج الكيماوي، أمَّا الآن فقد أدى عملهم إلى الحصول على فئة رابعة من العلاج بتسخير نظام المناعة! ودرس أوليسون في بادئ الأمر بروتينًا معروفًا يُسمى (CTLA-4)، ولاحظ كعديد من العلماء أنَّه يعمل كفرامل كابحة على جهاز المناعة (تحديدًا الخلايا التائية)، فحاول تطبيق هذا المفهوم وتحويله إلى منهج جديد لعلاج المرضى، وقام فعليًا بتطوير جسم مضاد يمكنه الارتباط بالبروتين (CTLA-4) وحجب وظيفته، ومن ثم بدأ بالتحقق ما إذا كان حصار هذا البروتين CTLA-4 يمكن أن يوقف كبح الخلايا التائية، ويطلق العنان لنظام المناعة لمهاجمة الخلايا السرطانية. لذا، أجرى أوليسون وزملاؤه تجربةً أوليةً بنهاية 1994، وقد كانت النتائجُ مذهلةً، حيثُ تمّ علاج الفئران المصابة بالفعل. وفي 2010 أظهرت دراسة سريرية مهمة آثارًا مذهلةً في المرضى المصابين بالورم الميلانيني المتقدم (نوع من سرطان الجلد)؛ إذ اختفى السرطان تمامًا في عدّة مرضى.