نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    استشهاد أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل وسط قطاع غزة    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    سفارة السعودية بواشنطن تحتفي باليوم العالمي للغة العربية    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    ضبط (20159) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    الإستثمار في الفرد والمجتمع والوطن    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    لمحات من حروب الإسلام    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    طريقة عمل شوربة البصل الفرنسية    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    القبض على شخص في الرياض لترويجه المخدرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    محمد آل فلان في ذمة الله    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل ما يجب أن تعرفه عنها للوقاية منها . أمراض السرطان تتجاوز 166 نوعاً بعضها قابل للعلاج في وقت مبكر
نشر في الحياة يوم 07 - 03 - 1994

يعتبر السرطان من أكثر الامراض خطورة في العالم اذ انه متنوع الحالات قاتل في معظم الاحيان على الرغم من جهود الطب والعلم لايقاف جحافله من الفتك بالبشر.
ففي العام 1992 وحده، ارتفع عدد الحالات السرطانية الجديدة الى اكثر من مليون في الولايات المتحدة الاميركية فقط، توفي نصفهم تقريباً. ومن المحتمل ان يلقى واحد من بين ستة اشخاص حتفه في اميركا وبريطانيا نتيجة الاصابة باحدى هذه الحالات.
"الوسط" تفتح من خلال التحقيق الآتي ملف امراض السرطان: أسبابها، أنواعها، طرق الوقاية منها وامكانات العلاج.
لم يعد خافياً أن السرطان ليس مرضاً واحداً بل مجموعة من الامراض المختلفة التي يتجاوز عددها 166. أسبابه ما زالت مجهولة الا ان معظم الاطباء يعتقدون ان العوامل البيئية والوراثية والمناعية والغذائية تلعب دوراً هاماً في بروزه. وتتكون الاورام السرطانية نتيجة خلل واضطراب في عملية نمو خلايا الجسم. ولا يمكن فهم ذلك الا من خلال فهم ما يحدث داخل الخلايا الطبيعية. فجسم الانسان يتألف من انواع مختلفة من الأنسجة، كالرئتين والكبد والجلد وغيرها، تحتوي كل منها على ملايين الخلايا الطبيعية المنتظمة بترتيب محدد وتركيب خلوي خاص بها. كما ان مظهرها وشكلها في كل عضو من اعضاء الجسم يختلف عما هو موجود في الاعضاء الاخرى. فخلية الجلد تختلف تماماً عن خلية الكبد مثلاً. وفي كافة الانسجة تتداعى الخلايا القديمة ثم تتجدد بعملية انقسام منتظمة جداً بحيث يتم انتاج عدد محدود منها يعادل عدد الخلايا الضائعة. وعندما يتعرض الجسم للجروح او الامراض يزداد انتاجها لتعويض ما يفقد منها. اما الخلايا السرطانية فانها تنقسم بطريقة عشوائية وبسرعة هائلة تلائم هذه الخلايا فتستمر بالتوالد والازدياد بلا حدود ما لم يتم اكتشافها وعلاجها بسرعة. ومع مرور الوقت يؤدي ازديادها وتجمعها الى ظهورها على شكل اورام واضحة. ولا تستطيع الخلايا السرطانية ان تنظم نفسها لهذا يختلف مظهرها عن الانسجة العادية.
أنواع السرطان
تنقسم امراض السرطان حسب الخلية التي تنبثق منها. تلك التي تظهر من الاغشية السطحية للجسم كالجلد والامعاء وتسمى السرطانيات .Carcinomas وأخرى تنبثق من غضروف العظام والعضلات وتسمى الأورام اللحمية Sarcomas. وتنتشر السرطانيات بشكل أكبر من الأورام اللحمية لأن خلايا الاغشية السطحية تضطر الى الانقسام بشكل اكبر للحفاظ على سلامة الاغشية.
ليست جميع الأورام التي تصيب الجسم سرطانية. فهنالك الأورام الحميدة والأورام الخبيثة. تقوم الأورام الحميدة بدفع الانسجة السليمة دون ان تنمو داخلها، بينما تنمو خلايا الأورام الخبيثة حول الانسجة السليمة المحيطة بها بطريقة هجومية تشبه الغزو. وهذه العمليات التي تنفذ فيها الخلايا غير الطبيعية الى داخل الانسجة السليمة تعرف بالسرطان.
تظهر الأورام الحميدة تماماً كالأنسجة الطبيعية عند فحصها تحت المجهر، وعلى الرغم من انها غير مؤذية الا انها تزداد خطورة اذا ظهرت في عضو هام من اعضاء الجسم كالرئتين. لذا يستحسن استئصال الأورام الحميدة جراحياً لأن هذا الاسلوب ينجح دائماً في توفير الشفاء لمعظم المرضى.
وتجدر الاشارة الى ان الخلايا السرطانية تنمو في صلب الخلايا الطبيعية الموجودة في الجسم، ويكفي وجود خلية سرطانية واحدة لتكوين الورم. لكن تغيير الخلية الطبيعية الى خلية سرطانية يمر بصورة تدريجية وعلى مراحل تستغرق سنوات عدة. في كل مرحلة تزداد حالة الخلية سوءاً ويقل تجاوبها وخضوعها لسيطرة الجسم. وفي حالات عدة يصعب كشف مرض السرطان قبل تكامل نموه.
ان قدرة خلايا السرطان على الانتشار هي التي تجعله في منتهى الخطورة، ومن حسن الحظ ان المراحل التي يمر بها هي مراحل تدريجية تبدأ بالانتشار في المناطق المحيطة بالانسجة فتسبب لها دماراً موضعياً يخلق اعراضاً ظاهرة مع مرور الوقت. ثم تبدأ الخلايا السرطانية بالانفصال عن السرطان الأم لتسبح في سائل الانسجة ومنه الى القنوات اللمفوية والدورة الدموية. وأثناء رحلته يمر السائل اللمفوي بعدد من الغدد التي تعرف بالعقد اللمفوية التي تصفي الخلايا الميتة والأخماج. وتُحجز الخلايا السرطانية في العقد اللمفوية القريبة من السرطان حيث يموت معظمها. وآجلاً أم عاجلاً تبقى احداها على قيد الحياة داخل الغدة فتبدأ بتكوين السرطان او الأورام الثانوية. ومع مرور الزمن تنتقل الخلايا السرطانية من الغدد اللمفوية الى مجرى الدم حيث تصل الى اعضاء الجسم المختلفة كالرئتين والكبد والعظام والدماغ وتنتشر فيها.
أساليب جديدة للكشف المبكر
ويكتسب موضوع تطوير أساليب الكشف المبكر عن امراض السرطان المختلفة اهمية خاصة نظراً للفوائد العلاجية الهائلة التي يمكن ان يوفرها اذا ما باشر الاطباء في علاج تلك الامراض وهي في مهدها. ولقد تمكن الباحثون من ابتكار اساليب جديدة تكشف السرطان في مراحله المبكرة وتتيح المجال لعلاجه في وقت يكون فيه السرطان قابلاً جداً للعلاج، الأمر الذي يوفر للانسان الوقاية والحماية الضرورية من تلك الأمراض.
سرطان الجلد: تمكن العلماء من انتاج جهاز جديد يدعى Nevoscope يمكن حمله باليد ويستخدم ضوءاً مرئياً ومجهراً صغيراً مع كمبيوتر للكشف عن أية تغيرات دقيقة في الجلد او الثآليل التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، سواء كان ذلك التغيير في لون او كثافة او محيط المنطقة الجلدية التي تنذر بوجود سرطان فيها في مرحلة مبكرة جداً. يسمح هذا الجهاز للأطباء بفحص الآفات الجلدية دون الاضطرار لقطع الجلد وأخذ عينة منه. ويؤكد الدكتور "أتام ضوان" من جامعة سينسيناتي في الولايات المتحدة الاميركية، ان جهاز نيفوسكوب سيساعد الاطباء في الكشف عن سرطان الجلد قبل بدء انتشاره بسنوات عدة. كما ان جهاز الكمبيوتر سيمكنهم من حفظ المعلومات والصور الخاصة بالآفات الجلدية التي يلتقطها جهاز نيفوسكوب للمريض ومن ثم مقارنتها مع الصور التي يتم التقاطها لذات المريض في المستقبل.
سرطان البروستات: ابتكر الدكتور روبرت ليرنر والدكتور كيفن باركر من جامعة روتشستر الاميركية اسلوباً جديداً يمكنهما من رؤية الاورام الخبيثة الصلبة التي تعجز أجهزة الاشعة السينية والتموجات الصوتية عن كشفها يسمى Motion - mapping او التخطيط الحركي. يعتمد هذا الاسلوب الحديث على اهتزازات دوبلر او التصوير الصوتي المرن، حيث تهز التموجات الصوتية الانسجة التي يراد فحصها وتساعد التموجات فوق الصوتية على رؤية حركتها. وبما ان الأورام الخبيثة الصلبة تهتز بطريقة تختلف عن اهتزاز الانسجة السليمة، فانها تظهر كمناطق قاتمة في بحر من الألوان. وسيساهم هذا الفحص غير المؤلم في الكشف عن سرطان الثدي وسرطان الكبد في المستقبل. ويتوقع الدكتور باركر ان يتم تطبيق هذا الاسلوب للكشف عن سرطان البروستات خلال السنوات الثلاث المقبلة.
سرطان الرئة: تم تطبيق اسلوب جديد في المعالجة الدينامية الضوئية Photodynamic Therapy PDT يمكنه تشغيل الادوية الحساسة للضوء داخل الجسم بواسطة اشعة الليزر والمساعدة على تشخيص سرطان الرئة القاتل في مراحله الأولى. يعمل هذا الاسلوب بحقن دواء حساس للضوء داخل الجسم تتناوله كافة الخلايا، إلا انه يدوم فترات أطول داخل الخلايا السرطانية. بعد خروجه من الخلايا السليمة يقوم الضوء الصادر عن اشعة ليزر الكريبتون بزيادة تألق الدواء بحيث يشع وكأنه مصباح متوهج يشير الى مكان وجود الخلايا السرطانية. فاذا تم التأكد من كون الخلايا خبيثة وليست حميدة بعد فحص عينة منها، يستطيع الاطباء استخدام ليزر الآرغون لتشغيل الدواء الموجود فيها وبالتالي قتلها. وتجرى حالياً تجارب اكلينيكية متقدمة على بعض المرضى المصابين بسرطان الرئة او المثانة او المريء في اكثر من 45 مركزاً طبياً في الولايات المتحدة وكندا. وسيكون ممكناً جداً في المستقبل القريب الكشف عن سرطان الرئة في مراحله الأولى وذلك بتطبيق اسلوب PDT على عينات من البلغم.
سرطان المبيض وسرطان القولون والمستقيم: على الرغم من نجاح اجهزة المسح التشخيصية التي تعمل بالتصوير الشعاعي الطبقي CT والرنين المغناطيسي MRI في الكشف عن الأورام التي تنتشر داخل الكبد، لم تنجح هذه الاجهزة في التعرف على انتشار الاورام في العقد اللمفوية الموجودة في منطقة الحوض وأسفل البطن. وبما ان الكشف عن امراض السرطان التي تصيب المبيض او القولون والمستقيم يتطلب وسيلة تشخيصية أفضل تمكن من رؤية ما يحدث فيها تغيرات في أسفل البطن، قام الباحثون بتطبيق اسلوب التصوير بالاجسام المضادة المدموغة بالنظائر المشعة RLAI حيث تقوم الاجسام المضادة الوحيدة النسيلة المدموغة بالنظائر المشعة بالبحث عن الخلايا السرطانية والالتصاق بها، وبعد أيام عدة يتمكن الاطباء من رؤية الوميض الصادر عن هذه الخلايا الموجودة في المبيض او القولون والمستقيم أثناء مسحهم لمنطقة الحوض وأسفل البطن بواسطة كاميرا خاصة. ويؤكد الدكتور جون اولسن اخصائي الاشعة في مستشفى جيمس للسرطان ومعهد الابحاث في جامعة اوهايو بأن هذا الاسلوب يوفر كشفاً دقيقاً للخلايا السرطانية بنسبة 88 في المئة وان استخدامه سينتشر بكثرة بعد ان وافقت عليه ادارة الادوية والاغذية الاميركية اخيراً.
سرطان عنق الرحم: بعد الفضائح الطبية الخطيرة التي ظهرت في بريطانيا نتيجة الاخطاء التشخيصية العديدة من قبل بعض اخصائيي علم الامراض الذين اعطوا نتائج سلبية لمرضى مصابين بسرطان عنق الرحم، بينما اعطوا نتائج ايجابية لأشخاص لا يعانون من هذا المرض، يبدو ان فحوصات مسحات عنق الرحم ستصبح شيئاً من الماضي اذا نجح العلماء البريطانيون في تجاربهم للكشف عن سرطان عنق الرحم، بواسطة جهاز "Polarprobe" الجديد الذي تم استخدامه بنجاح في اوستراليا. وكانت نتائج الدراسة الاوسترالية التي شملت 2000 امرأة أظهرت ان الجهاز قادر على اكتشاف الحالات السرطانية والحالات القابلة للاصابة بسرطان عنق الرحم خلال دقائق معدودة بدقة تصل الى 90 في المئة. يعمل جهاز Polarprobe عن طريق التقاطه لمجاري الطاقة المختلفة بين الانسجة السرطانية والانسجة غير السرطانية ثم يقوم بتحليلها مباشرة بواسطة جهاز الكمبيوتر الذي يطلق انذاراً صوتياً عند اكتشافه للخلايا السرطانية الخبيثة. ويأمل البروفسور الاوسترالي "بيفان ريد" بأن تؤدي السرعة والدقة التشخيصية لهذا الاسلوب الى الاستغناء عن فحص مسحات عنق الرحم وما يحيط بها من مشاكل وأخطاء بشرية. وأشار البروفسور البريطاني "البرت سينغر" الى ان نجاح جهاز Polarprobe يعتبر انجازاً في غاية الاهمية نظراً لما يمكن ان يوفره من وقاية ضد سرطان عنق الرحم.
سرطان المعدة: باشرت شركة بيوسن الايرلندية تسويق فحوصات جديدة للكشف عن الاورام السرطانية بطريقة دقيقة سهلة وغير مكلفة تسمح بالكشف عن وجود الخلايا السرطانية بعد 10 دقائق فقط من وضع قطرات من مصل المريض فوق قطعة من البلاستيك مغطاة ببروتينات هضمية اصطناعية معالجة بفيتامين "بيوتين" القابل للومضان والتألق، بحيث تتفاعل مع البروتين الموجود في الخلايا السرطانية وتشكل فضلات مميزة يمكن للطبيب التعرف عليها في عيادته. وستساعد هذه الفحوصات الرخيصة في تسهيل عملية المسح الصحي للكشف عن سرطان المعدة وسرطان الرئة اللذين يشكلان 70 في المئة من حالات السرطان التي يتم علاجها في العالم. كما انها ستساهم في متابعة نجاح العلاج بعد ازالة الاورام السرطانية وستغني عن انتظار المرض لنتائج فحوصات المستشفيات الاكثر تعقيداً.
سرطان القولون: سرطان القولون هو ثاني اكثر امراض السرطان انتشاراً في الدول الغربية بعد سرطان الرئة. حيث تظهر اكثر من 600 ألف حالة جديدة سنوياً يموت بسببها 300 ألف شخص حول العالم. وحديثاً تمكن فريق من الباحثين الفنلنديين والاميركيين منها تحديد موقع مؤشر للجينة المورثة المسؤولة عن اصابة واحد من كل 200 شخص في الدول الغربية بهذا النوع من السرطان. وقد اشار الدكتور "البرت دي لا تشابل" من جامعة هلسنكي في فنلندا، والدكتور "برت فوغلستاين" من جامعة جون هوبكنز في بالتيمور بالولايات المتحدة الاميركية الى ان الاشخاص الذين يرثون تلك الجينة لديهم احتمال كبير بالاصابة بسرطان القولون بنسبة تفوق 90 في المئة. هذا مع العلم ان سرطان القولون قابل للشفاء بنسبة 90 في المئة من الحالات اذا تم اكتشافه وعلاجه باكراً. وحتى هذه اللحظة كان معظم الذين لديهم تاريخ طبي عائلي بالاصابة بهذا النوع من السرطان يعتقدون بأنهم معرّضون للاصابة به بصورة مؤكدة. الامر الذي دفع البعض لاتخاذ اجراءات احتياطية خطيرة، كاستئصال الرحم او القولون لخوفهم من انتقال المرض اليهم.
اما الآن فقد اصبح بالامكان تحري الاشخاص الذين يحملون المؤشر الوراثي المسبب لسرطان القولون، واتخاذ الاجراءات الضرورية التي يمكنها ان تنقذ حياة مئات الألوف من الاشخاص المعرضين للاصابة به. ويقترح الباحثون ان يخضع افراد العائلات التي تعاني من وجود اصابات بسرطان القولون بينها، الى فحوصات تشخيصية كل 6 أشهر وإعادة اجرائها مرة اخرى خلال 5 أعوام.
سرطان الثدي: حصل تقدم ممتاز في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعلاجه. فقد أعلن العلماء انهم على وشك التعرف على الجين الوراثي المسؤول عن المرض. وسيؤدي هذا الاكتشاف الى ثورة في تشخيص المرض وعلاجه. حيث تمكن الباحثون من تحديد بقعة صغيرة فوق احد الكروموسومات الأربعة والستين الموجودة في خلية الجسم. ويعتقد العلماء انه سيصبح بامكان النساء اللواتي يوجد لديهن تاريخ عائلي للاصابة بالمرض، التأكد خلال عامين مما اذا كانوا ورثوا هذا الجين مع تقدير نسبة الخطورة الشخصية للاصابة بالمرض، وذلك بعد القيام بفحص بسيط للدم. ومع نهاية القرن العشرين سيتم ابتكار وسائل علاجية حديثة لتصحيح العطب الموجود في الجين الوراثي المسؤول عن سرطان الثدي. ويعتقد الدكتور "روجر بلايمي"، استاذ الجراحة في جامعة نوتنغهام البريطانية، ان الوراثة هي من اهم العوامل في بروز سرطان الثدي، لهذا يتوقع حصول تغيير جذري في طرق المسح الصحي بحيث يقتصر ذلك على فحص الدم فقط.
الوسائل العلاجية
بعد ان وصلت المعالجة الجراحية لأمراض السرطان الى قمة انجازاتها ازداد سعي العلماء والاطباء لتطوير وسائل العلاج الاخرى كالمعالجة الكيميائية والمعالجة الاشعاعية والمعالجة المناعية والمعالجة الوراثية. وتمكن الباحثون من تحقيق تطورات هامة في كافة هذه المجالات، ويكاد لا يمضي يوم دون سماع انباء عن تطور جديد في الحرب الدائرة ضد هذه الامراض.
المعالجة الدوائية الكيميائية
1 - بدأت تجارب سريرية واسعة النطاق لثلاثة ادوية جديدة تستهدف الخلايا السرطانية التي لا يمكن الوصول اليها بالمعالجة الكيميائية او المعالجة الاشعاعية التقليدية، حيث تهاجم هذه الادوية الخلايا التي تفتقر للاوكسيجين والتي لا تتأثر بالمعالجة الاشعاعية والكيميائية نظراً لحاجة تلك الوسائل العلاجية للأوكسيجين الموجود في الخلايا السرطانية لتتمكن من تدمير المادة الوراثية DNA التي تساعدها على التكاثر والانتشار. وإذا نجحت هذه التجارب سيمكن تطبيقها لعلاج مجموعة كبيرة من امراض السرطان التي تصيب الثدي والامعاء وعنق الرحم والرئة والدماغ. ويعتقد العالم البريطاني الدكتور "بول ووركمان"، احد القائمين على هذه التجارب، بأن الخلايا التي تفتقر للأوكسيجين تساهم بفشل علاج هذه الامراض السرطانية وغيرها. وقد يعود ذلك الى الاضطراب الذي يصيب الاوعية الدموية ووظائفها نتيجة لوجود الاورام السرطانية، الامر الذي يؤدي الى عدم وصول كميات كافية من الاوكسيجين الى بعض الخلايا فتتضاعف حصانتها ضد وسائل العلاج التقليدية لأمراض السرطان. فالأدوية التي تسمم الخلايا السرطانية تصل الىها عادة بكميات ضئيلة تكفي لتدمير مادتها الوراثية طالما كانت نسبة الاوكسيجين فيها طبيعية وكافية لقيام الخلايا بوظائفها العادية. الا ان هذه الادوية التقليدية تعجز عن التأثير على الخلايا التي تنخفض فيها نسبة الاوكسيجين وتتعطل عملياتها الفيزيولوجية.
أما الأدوية التي يقوم الباحثون بتجربتها في مدينة روتردام الهولندية وتشرف عليها منظمات ومؤسسات متخصصة بأبحاث السرطان في أوروبا وأميركا فهي E09 وWIN 59075 وRB6145. وتمتاز هذه الادوية في انها تتحول الى شكلها الفعّال بواسطة الانزيمات المناسبة الموجودة في الخلايا التي تفتقر الى كميات كافية من الاوكسيجين والتي لا تصل اليها الادوية التقليدية ولا تؤثر عليها. وهكذا تتمكن الادوية الحديثة من تدمير المادة الوراثية لهذه الخلايا وتقضي عليها. ويركز الباحثون جهودهم حالياً على تحديد الجرعة العلاجية المناسبة لمكافحة الخلايا السرطانية المختلفة.
2 - من جهة اخرى تمكنت مجموعة من العلماء العاملين في معهد سكريبس للأبحاث في مدينة لايولا في ولاية كاليفورنيا باشراف الدكتور "نيكولاو"، من تصميم مواد كيميائية قادرة على انتقاء الخلايا السرطانية ومهاجمتها بعد ان تحوّل نفسها الى ذرات حرة مدمرة تدخل المادة الوراثية لهذه الخلايا وتفتك بها. وصمم الدكتور نيكولاو وفريقه هذه المواد على نمط مادة داينيميسين - أ الطبيعية بحيث تتحول الى مادة الاينيداين ومادة البنزين اللتين ترتبط بهما ذرات حرة مضاعفة كفيلة بتدمير المادة الوراثية للخلايا السرطانية. وتمت تجربة هذه المواد على مجموعة واسعة من الاورام السرطانية المختلفة حيث تبين للباحثين ان التغيير الذي يصيب المادة الكيميائية المرتبطة بذرات النيتروجين يزيد قوة هذه الادوية بحوالي عشرة آلاف مرة.
3 - قام الدكتور "جيري بوتر" والدكتور "راي ماككاغ" من معهد ابحاث السرطان في لندن بتصميم مركّب كيميائي على نمط دواء "تاموكسيفين" المستخدم في علاج سرطان الثدي، يمكن تحويله الى دواء لعلاج سرطان البروستات الذي يصيب اكثر من 11 ألف شخص في بريطانيا سنوياً ويؤدي الى ثالث اعلى نسبة وفاة بين انواع السرطان الاكثر شيوعاً في العالم. ويعتقد بوتر وماككاغ ان النموذج الدوائي الذي صمماه وأطلقا عليه اسم "تامادرون" سيكون قادراً على منع نمو الخلايا السرطانية بطريقة مشابهة لدواء تاموكسيفين، وان آثاره ومضاعفاته الجانبية ستكون ضئيلة جداً مقارنة بوسائل العلاج التقليدية المستخدمة في علاج سرطان البروستات، كخصي الرجل لتخفيض الافرازات المنشطة للذكورة والمساعدة على مقاومة الخلايا السرطانية. الا ان ذلك لن يمنع افرازها من الغدد الكظرية. كما ادى علاج آخر يعتمد على حقن الرجال بهورمون الايستروجين الانثوي لمقاومة تأثير الافرازات المنشطة للذكورة الى اعراض جانبية خطيرة كأمراض القلب والاوعية الدموية وتضخم حجم الثديين والمثانة وفقدان الشهوة الجنسية. ويحاول بعض شركات الادوية الشهيرة مثل آي.سي.آي. وهوكست دراسة بعض المركبات الدوائية القادرة على تعطيل الاشارات الهورمونية الصادرة عن الغدة النخامية التي تدفع الخصي الى تكوين المزيد من الافرازات المنشطة للذكورة وتعرف هذه المركبات باسم LHRH Agonists.
4 - وتمكن علماء من شركة بريستول - مايرز سكويب للأدوية في ولاية نيوجيرسي من تطوير سلاح جديد ضد امراض السرطان، هو عبارة عن بروتين من الاجسام المضادة الوحيدة النسيلة ممزوج مع دواء دوكسوروبيسين المضاد للسرطان شبهوه بالرصاصات السحرية او القنابل الذكية نظراً لقدرته على مطاردة الخلايا السرطانية والالتحام بها ومن ثم تدميرها بدواء دوكسوروبيسين دون المساس بالخلايا السليمة. وقد نجحت التجارب الحيوانية التي قامت بها الدكتورة "باميلا تريل" اخصائية علم المناعة وفريقها، في القضاء على الخلايا السرطانية الصلبة الموجودة داخل الفئران. ويأمل الدكتور "ديفيد شاينبرغ" رئيس خدمات علاج اللوكيميا في مركز مموريال سلون كايترنغ للسرطان في نيويورك بأن تتمكن الدكتورة "تريل" والباحثون من تحقيق نجاح مماثل في تجاربهم على الانسان بعد ان وافقت ادارة الادوية والاغذية الاميركية عليها. وتجدر الاشارة الى ان هذا الدواء الجديد سيصلح لعلاج سرطان الثدي والمبيض والرئة والقولون، وان نسبة نجاحه في القضاء على المرض قد تصل الى 94 في المئة.
5 - سيقوم العلماء هذا العام بتجربة دواء جديد مكوّن من اجسام مضادة مستخرجة من الفئران لعلاج سرطان اللوكيميا النخاعية الحادة. وستعمل هذه الاجسام المضادة كحصان طروادة بحيث تنقل الدواء الى الخلايا السرطانية وتقضي على المواد السامة الموجودة فيها التي تسبب هذا المرض القاتل. وعادة يتمكن الجسم من التعرف على الاجسام المضادة للفئران ويرفضها لأنها اجسام غريبة، الا ان الباحثين تمكنوا من تغيير شكلها الوراثي ليسهلوا نقل الدواء من دون عرقلة او عقبات. ويقول رئيس قسم الابحاث في شركة سلتيك "ديفيد بلوكسام" ان التجارب المخبرية كانت ناجحة جداً، وفي حالة نجاحها على المرض سيكون ممكناً علاج سرطان الثدي وسرطان الرئة بذات الطريقة.
6 - تمكن الدكتور "هاغان بايلي" وفريق من الباحثين في مؤسسة وستر للتجارب البيولوجية في ولاية ماساتشوستس من تبديل دور بروتين ألفا هيمولايسن الذي تنتجه جراثيم ستافيلوكوكس أوراياس، بواسطة الهندسة الوراثية بحيث يمكنهم التحكم بقدرة هذا البروتين على اختراق الخلايا التي عليه اختراقها والخلايا الواجب عليه تفاديها. وبهذا يتمكن الأطباء من استخدامه لتدمير الخلايا السرطانية أو نقل الأدوية اللازمة داخل الخلايا السرطانية الأخرى التي تعاود اصلاح نفسها، دون المساس بالخلايا البشرية السليمة.
7 - نجح الدكتور "يانيتشي ساساكي" وفريق من الباحثين في جامعة هيروساكي شمال اليابان في اكتشاف مادة غامضة في حبر سمك الأخطبوط قد تكون فعّالة في مقاومة السرطان. وتتكون هذه المادة من السكر والبروتين والشحوم. وقد قام الباحثون بحقن مجموعة من الفئران المصابة بأورام خبيثة مختلفة بهذه المادة حيث أظهرت النتائج أن ثلثي عدد الفئران قد تعافى بينما ماتت جميع الفئران التي زرعت فيها الأمراض السرطانية ولم تحقن بهذه المادة. ويعتقد العلماء أن هذه المادة الغامضة تنشط خلايا الدم البيضاء ذات البلاعم الكبيرة في موقع الأورام الخبيثة وترفع من قدرة المقاومة المناعية.
8 - وتمكن البروفسور "مايكل تيسديل" وزملاؤه في قسم العلوم الصيدلية في جامعة آستون البريطانية من استخدام حامض زيتي مستخرج من الأسماك اسمه Eicosapentaenoic Acid EPA بنجاح في تجاربهم المخبرية لعلاج حالة النهكة
Cachexia التي تعتبر من الأعراض الرئيسية لأنواع عديدة من السرطان، وبوجه الخصوص سرطان المعدة والرئة والبنكرياس والقولون، والتي تؤدي الى اضمحلال العضلات والشحوم داخل الجسم. ولا يتوقع الدكتور تيسديل أن يكون لهذا الحامض الزيتي أية مضاعفات جانبية، كما هو الحال في أنواع العلاج الكيميائية والاشعاعية الأخرى التي تقضي على الخلايا السرطانية والخلايا الطبيعية دون تمييز. كما أن نجاح هذه التجارب ما هو إلا دليل اضافي على أهمية تناول الأسماك في وجباتنا الغذائية. وهذا ما يشير اليه البروفسور "غوردون ماكفي" المدير العلمي لحملة أبحاث السرطان عندما يتحدث عن قلة اصابة سكان الأسكيمو بأمراض السرطان. ويؤكد البروفسور ماكفي على أن استخدام دواء تاكسول المستخرج من لحاء شجر Yew يساهم فعلياً في علاج سرطان المبيض إذا تم استخدامه في مرحلة مبكرة من اكتشاف المرض وقبل ظهور الأعراض. وتقوم شركة بريستول مايرز سكويب بتسويق هذا الدواء ودواءين آخرين يعتمدان على معدن البلاتين لعلاج السرطان الخصوي والسرطان المبيضي والسرطان الرئوي.
المعالجة المناعية
كرّس البروفسور ستيف روزنبرغ، رئيس قسم الجراحة في المعهد الوطني لأمراض السرطان في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من عشرين سنة من حياته لمكافحة السرطان وإيجاد علاج فعّال ضده. ونظراً لايمانه الشديد بأن جهاز المناعة هو السلاح المثالي ضد كافة الأمراض، فإنه صرف معظم وقته وجهده محاولاً استخدام مناعة الانسان للسيطرة على أمراض السرطان. وقد اعتمدت خطته العلاجية على ايجاد خلايا مناعية تعرف بالخلايا اللمفوية التائية T-Cells في جسم الانسان تكون قادرة على استهداف الخلايا السرطانية وقتلها، ومن ثم سحبها من الجسم واستنباتها بمعونة بروتين انترلوكين - 2 IL-2 لتنمو بأعداد هائلة خارج الجسم، ثم اعادتها مرة أخرى للجسم المريض حتى تفترس الخلايا السرطانية وتبتلعها. ويأمل البروفسور روزنبرغ أن يساعد هذا الأسلوب العلاجي في القضاء على 10 في المئة من حالات سرطان الكلى والجلد مع تراجع المرض عند 20 في المئة من الحالات. وعلى الرغم من كون المعالجة المناعية من الأساليب العلاجية التي تبشر بآمال كبيرة لمكافحة أمراض السرطان في المستقبل فإن نجاحها ما زال محدوداً جداً حتى الآن. وقد عبرت الدكتورة كارول سيكورا، احدى أشهر أخصائيي أمراض السرطان في بريطانيا عن شكوكها في جدوى المعالجة المناعية وتجارب الدكتور روزنبرغ بحجة أن جهاز المناعة القادر على كشف الخلايا السرطانية يعجز عن محاربتها أو إيقاف نموها وتكاثرها. بينما ثمّن البروفسور فيليب سالم، رئيس برنامج أبحاث السرطان في مركز أم. دي. أندرسون للسرطان في هيوستون تكساس، جهود الدكتور روزنبرغ ونجاحه في تطبيق أسلوب المعالجة المناعية ضد سرطان الجلد القتامي وسرطان الكلى. وأكد البروفسور سالم على أن المعالجة المناعية قد بدأت في اثبات وجودها وجدواها، خاصة عندما يتم ربطها مع المعالجة الدوائية.
المعالجة الوراثية
المعالجة الوراثية صارت من الأساليب العلاجية الجديدة التي يسعى الأطباء والباحثون لاستغلالها والافادة منها نظراً للنتائج الايجابية الهائلة التي يمكن أن تحققها في حال نجاحها. وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب العلاجي ما زال في طور نموه، تمكن العلماء من تحقيق انجازات كبيرة في هذا المجال.
1 - نجح فريق من العلماء والأطباء الفرنسيين مؤلف من الدكتور ديفيد كلاتزمان من مستشفى لابيتيه سالبتريير والدكتور ديدييه أوسان من مستشفى كوشان والدكتور جان لو سالزمان من مستشفى ابن سينا في استخدام جينات انتحارية قاتلة مستخرجة من فيروس الهربس المسؤول عن انتاج أنزيم زايميدين كاينيز لتدمير الأورام السرطانية داخل كبد الجرذان. ولايصال الجينات الانتحارية داخل هذه الأورام، قام الباحثون الفرنسيون بحقنها بفيروسات تقهقرية تطيل من فترة انتشارها داخل الجسم الى أن تنقل حمولتها من الجينات الانتحارية الى الخلايا السرطانية الموجودة في الكبد أو الدماغ أو أي عضو آخر يراد علاجه، أثناء توالد تلك الخلايا وتكاثرها. والمثير في الأمر أن هذه الجينات الممزوجة بخلايا الفيروسات تبقى داخل الأورام السرطانية الى حين اعطاء المريض أدوية مضادة للفيروسات مثل "غانغلوفير" أو "غانسيكلوفير" بحيث تعمل كصاعق يفجر الجينات الموجودة داخل الخلايا السرطانية ويقضي عليها وعلى الخلايا السرطانية الأخرى التي لم تصلها الجينات دون المساس بخلايا الجسم السليمة التي لا تدخلها الجينات الانتحارية أصلاً. ويؤكد الدكتور سالزمان على أن التجارب نجحت في القضاء على كافة الخلايا السرطانية الموجودة في بعض الجرذان بينما انخفض عددها بمعدل 60 مرة في الجرذان الأخرى.
وستبدأ في الولايات المتحدة الأميركية تجربة هذه الطريقة العلاجية خلال الأشهر المقبلة على المرضى من البشر بعد أن وافقت إدارة الأدوية والأغذية الأميركية على اجرائها في معهد السرطان القومي في بيتيسدا إثر نجاح الدكتور كينيث غلفر في تجاربه على الحيوانات.
2 - من جهة أخرى نجح الدكتور غاري نايبل وفريق من الباحثين في معهد هوارد هيوز الطبي في ولاية ميتشيغان الأميركية في تجربة علاج وراثي مكوّن من مادة DNA الوراثية لمكافحة سرطان القولون عند الفئران. ويمتاز هذا العلاج في كونه واحداً من أبسط أنواع المعالجة الوراثية وأسرعها فاعلية. فبينما تتطلب المعالجة الوراثية للسرطان أخذ عينات من الخلايا المناعية للمريض لتحضيرها وقولبتها وراثياً ضد السرطان قبل اعادتها الى جسم المريض، فإن حقن المادة الوراثية DNA لا يتطلب أياً من ذلك. ويشير الدكتور نايبل الى أن علاجه الجديد يعمل وكأنه دواء منبه لجهاز المناعة يدفعه الى الصحوة وعدم إغفال الخلايا السرطانية ويساعده على متابعة بروز الأورام السرطانية بحيث يتم تحديد مكانها وبالتالي تدميرها. وقد أثبتت نتائج التجارب نجاح مادة DNA المحقونة في موقع سرطان القولون في شفاء 20 في المئة من الفئران المصابة بشكل تام، وتقليص الأورام السرطانية بصورة جذرية عند 70 في المئة من الفئران الأخرى.
3 - تمكن الدكتور سكوت كيرن وبعض الباحثين من جامعة جون هوبكنز في بالتيمور بالولايات المتحدة الأميركية من تأكيد دور احدى الجينات المعروفة بجينة P53 الموجودة في سرطان القولون والرئة والثدي والمبيض، في دفع الجينات القريبة منه على صنع البروتين الخاص به، مما يكبت نمو الخلايا الطبيعية ويسمح للخلايا السرطانية بالنمو والتوالد والانتشار دون أية قيود. ويحاول الباحثون الآن تحديد المواقع التي تلتصق بها جينة P53 على الخارطة الوراثية للانسان وتحديد الجينات الملاصقة لها، لأن ذلك يساعد في علاج أمراض السرطان، إذ أن نتائج البحث أثبتت أن مزج جينة P53 الطبيعية مع جينة P53 السرطانية ينجح في منع الجينات الملاصقة أو القريبة من صنع البروتين المولد للسرطان.
4 - أعلن الدكتور تيري ليرمور، أحد الجراحين العاملين في كلية الطب في مستشفى واشنطن في ولاية سانت لويس الأميركية، في المؤتمر السنوي لكلية الجراحين الأميركية في نيو أورليانز أنه تمكن وفريق من الباحثين من تحضير فحص جديد للدم قادر على اكتشاف وجود سرطان الغدة الدرقية والتعرف عليه عند الأطفال بعد ولادتهم مباشرة بدقة متناهية تصل نسبتها الى 99 في المئة. وذلك من خلال تعرفه على مؤشرات وراثية قريبة من الجينة الوراثية للمرض التي ربما يكون الطفل اكتسبها من أحد ذويه. ويقول الباحثون الأميركيون أن الأطفال الذين يكون أحد ذويهم مصاباً بسرطان الغدة الدرقية مهددون بالاصابة بالمرض بنسبة 50 في المئة. وهنالك احتمال كبير بامكانية علاجهم بنجاح إذا تم التعرف على المرض باكراً، خاصة وأن المرضى قد يمضي على اصابتهم 10 سنوات أو أكثر قبل ظهور كتلة أو ورم واضح في الرقبة. ويعتقد الدكتور ليرمور أن المرض يحدث عادة ما بين سن 20 و30 سنة. وأنه على الرغم من أن الباحثين لم يتمكنوا من اكتشاف الجينة الوراثية المسؤولة مباشرة عن هذا المرض إلا أنهم تمكنوا من اكتشاف المؤشرات الوراثية التي تحيط بالجينة الوراثية والكروموسوم الذي يحملها. وهذا بحد ذاته انجاز عظيم. وينصح الأطباء بضرورة اجراء الفحوصات اللازمة التي لها علاقة بسرطان الغدة الدرقية سنوياً للأطفال الذين يعاني أحد ذويهم من المرض.
5 - تطويع ظاهرة الالتحام الخلوي وراثياً: لولا قدرة خلايا الانسان الحية على الالتصاق ببعضها البعض لكنا جميعاً عبارة عن كتل هلامية سائبة لا حياة ولا معنى لها. فالتصاق الخلايا ببعضها ميزة بيولوجية هامة للحفاظ على هيكل الانسان وتكوين الأعضاء والقيام بالوظائف الفيزيولوجية الهامة داخل الجسم، كالمساهمة في عملية النمو وتكوين الأجنة واصلاح الأغشية المعطوبة وطرد الفضلات. ولكن عندما تفشل هذه الأصماغ الخلوية في عملها بحيث تصبح شديدة الالتصاق أو شديدة الانزلاق فإن النتائج تكون وخيمة وخطيرة للغاية. كما هو الحال في أمراض السرطان حيث تفرز الأورام السرطانية أنزيماً يأكل قالبها ويطلق سراح الخلايا السرطانية الخبيثة التي تتسرب الى مجرى الدم فيلتصق بعضها في مواقع مختلفة من الجسم مؤدياً الى انتشار المرض وتفشيه. لهذا يأمل الباحثون وفي طليعتهم الدكتور ريتشارد هاينز، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بأن يؤدي تلاحم الخلايا والتصاقها الى منع انتشار السرطان. ولقد نجح علماء الوراثة في مؤسسة أبحاث السرطان في مدينة لايولا بكاليفورنيا بزرع احدى الجينات المختصة بالتحام الخلايا داخل خلية سرطانية بحيث تمكنت الجينة الوراثية من لصق المواد الخبيثة الصادرة عن الخلية في مكانها ومنعتها من الوصول الى خلايا الجسم الأخرى. ويتوقع الدكتور مايكل غيمبرون، رئيس قسم أبحاث الأوعية الدموية في كلية طب هارفارد بأن يتم تطويع هذه الظاهرة العلمية لمنع انتشار الأورام السرطانية داخل الجسم.
الوصايا العشر للوقاية من السرطان
1 - التوقف عن التدخين: لأن المدخنين معرضون للاصابة بسرطان الرئة بمعدل 10 أضعاف أكثر من غير المدخنين. كما أنهم معرضون للاصابة بسرطان الحلق بمعدل 7 أضعاف غير المدخنين، وللاصابة بسرطان الفم والحنجرة والمثانة بمعدل الضعف. أما المدخنات فهن مهددات بالاصابة بسرطان عنق الرحم.
2 - الابتعاد عن الكحول: المشروبات الروحية تهدد المدمنين عليها بالاصافة بسرطان الحنجرة والمريء والكبد.
3 - تفادي أشعة الشمس: التعرض الزائد لأشعة الشمس يهدد بالاضابة بسرطان الجلد القتامي.
4 - أكل الفاكهة والخضار بكثرة: لأنها تحتوي على فيتامينات ومعادن مضادة لعمليات التأكسد الضارة ولأنها تقضي على الذرات الحرة المسببة للسرطان.
5 - القيام بفحوصات دورية: لأن الكشف المبكر عن أمراض السرطان يزيد من فرص نجاح علاجها.
6 - الابتعاد عن اللحوم المدخنة والمفحمة والمصنعة: لأن البروتينات الموجودة فيها تتعرض لتغيرات كيميائية تساهم في خطورة الاصابة بسرطان المعدة والأمعاء.
7 - التنبه للمؤشرات والأعراض الصحية: إن استشارة الطبيب بأسرع وقت ممكن في حالة ظهور أعراض صحية كالسعال المستمر وبصق الدم وخسارة الوزن بسرعة ودون مبرر، وبروز أورام في مناطق مختلفة من الجسم، أو تغير لون وحجم الثآليل، أو نزف الدم بصورة غير طبيعية.
8 - الابتعاد عن المواد المولدة للسرطان: كمبيدات الحشرات والأشعة والأسبستوس والنيكل والكروميوم.
9 - تحاشي المآكل الشحمية الدسمة: فالوجبات الغنية بالشحوم تزيد من خطورة الاصابة بسرطان الثدي والأمعاء.
10 - التقليل من الاجهاد والضغوط النفسية: فالحالة العقلية للانسان تؤثر على مزاجه وصحته. لهذا لا بد من تخصيص وقت للاسترخاء والراحة ومحاولة عدم الاستسلام للضغوط وما ينجم عنها من قلق وتوتر وانزعاج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.