مع تزايد معدلات التدخين فإن معدل الإصابة بالمرض يزداد، والتدخين مسؤول عن أكثر من 85 % من جميع سرطانات الرئة، إذ يحتوي الدخان في التبغ على أكثر من 7000 مادة كيميائية و60 مادة متنوعة، تسمى المواد المسرطنة، وهي سامة ومعروفة بأنها تسبب السرطان، وليس المدخنون فقط هم المعرضون لخطر التدخين بل الخطر يشمل من يتعرضون للتدخين السلبي وهم كل من يجالسون المدخنين، لذا يعد التدخين السلبي أكبر عدو لغير المدخنين، وهذا العدو خطر على كافة أفراد أسرة المدخن الذين تطول مجالستهم له أثناء ممارسته التدخين، وقد حذرت وزارة الصحة بالمملكة، من مخاطر التدخين السلبي، ونشرت مؤخراً رسالة تحذيرية مفادها (دخانك يؤذي من حولك)، مؤكدة أن التدخين السلبي يتسبب بنقل 70 مادة مسرطنة تنتقل مع دخان السجائر إلى محيط الأشخاص حول المدخن. وأوضحت الوزارة، أن ضرر التدخين السلبي يبدأ في أقل من 5 دقائق، لتصبح بعدها الشرايين أقل مرونة، فيما يبدأ تخثر الدم وترسب الدهون في الأوعية الدموية بعد 20 دقيقة، وأكدت أن التعرض للتدخين السلبي لساعتين، يسبب أعراضاً في الجهاز التنفسي، طويلة المدى وترى أن إقلاع المدخن عن التدخين سيحميه ويحمي من حوله -بإذن الله- من مخاطر الإصابة بالسرطان والجيوب الأنفية والحلق، فيما يزيد عدم الإقلاع عن التدخين والتعرض له من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وسرطان الرئة بنسبة تتراوح بين 20-30 %. وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية فنحو 1.3 مليون شخص يموت بسبب التدخين السلبي كل عام، علمًا بأن جميع هذه الوفيات يمكن الوقاية منها تمامًا، ويُعد الأشخاص المعرضون لدخان التبغ السلبي عرضة لخطر الوفاة نتيجة للأمراض القلبية أو السكتة أو الأمراض التنفسية أو داء السكري من النمط 2، أو السرطانات، ويبين التقرير أنه يمكن لجميع البلدان، بغض النظر عن مستويات دخلها، أن تحد من الطلب على التبغ المميت، وتحقق مكاسب كبيرة في مجال الصحة العامة، وتوفر للاقتصادات مليارات الدولارات من تكاليف الرعاية الصحية والإنتاجية. "التدخين السلبي" وقد يتساءل البعض عن ما التدخين السلبي؟ فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية التدخين السلبي هو الدخان الذي يتعرض له غير المدخنين ويحتوي على خليط من الدخان الصادر من طرف السجائر المحترقة والدخان الصادر مع زفير المدخن، عندما يلوث الدخان الصادر عن التبغ الهواء، وخاصة في الأماكن المغلقة، فإن جميع الموجودين يستنشقونه، مما يعرض كلاً من المدخنين وغير المدخنين لأضراره، وعلى الرغم من أن غالبية المدخنين هم من الرجال، فإن العديد من النساء والأطفال غير المدخنين يتأثرون بتعرضهم لدخان التبغ وفي جميع أنحاء العالم يتسبب تعرض غير المدخنين لدخان التبغ في وقوع 600 ألف وفاة مبكرة سنوياً، وغالبية هذه الوفيات تقع بين النساء (64 %). وفي إقليم شرق المتوسط، يتعرض 38 % من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً لدخان التبغ في المنزل، وفي كثير من البلدان لا يخلو سوى ربع المنازل تقريباً من التدخين. وتحظر حوالي 50 % فقط من المدارس استخدام المعلمين لمنتجات التبغ، ويروي الطبيب د. عبدالعزيز الجاسمي حادثة متداولة حول التدخين السلبي فيقول: في عيادتي تم تشخيص امرأة بسرطان الرئة تبلغ من العمر 50 عاماً تمارس النشاط الرياضي وتحافظ على نمط حياة صحي من رياضة وعدم تدخين ليتضح أنها أصيبت بالتدخين السلبي لأن زوجها مدخن لما يقارب 14 عاماً. ويرى الإعلامي سعد سعود أن من الصعوبة التفاهم مع مدخنين بأن التدخين من العوامل التي تسبب السرطان بالرئة، وكذلك التعرض للتدخين السلبي، وتساءل كيف تقنع مدمني التدخين وهم يتحججون بقولهم: (فيه ناس تمرض وتموت.. ليس شرطاً من التدخين.. والأعمار بيد الله)، وهناك أكثر من 4000 مادة كيميائية معروفة في دخان التبغ، وكثير منها ضار، وبها على الأقل 40 مادة تسبب السرطان، كما يحتوي دخان التبغ على كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون، وهو غاز يعوق قدرة الدم على حمل الأكسجين إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والدماغ، وعلى مواد تسهم في حدوث أمراض القلب والسكتة. والتقرير يؤكد أن تعرض غير المدخنين لدخان التبغ له آثار فورية وآثار طويلة الأمد تشتمل على الآثار الفورية تشمل تهيج العينين والأنف والحلق والرئتين، وأحياناً الصداع والغثيان والدوار، ويمكن أن يؤدي التعرض أيضاً إلى نوبات الربو بسبب تعرض غير المدخنين لأمد طويل لدخان التبغ في حدوث سرطان الرئة وأمراض القلب التاجية والموت القلبي، ويتعرض غير المدخنين الذين يعيشون مع المدخنين لخطر متزايد من الأمراض المتعلقة بالتدخين. فيزداد لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 25 % -30 % وسرطان الرئة بنسبة 20 % -30 %، وهذا يزيد من العبء على الرعاية الصحية. "ضرر على الحامل" ويرتبط تعرض غير المدخنات لدخان التبغ أثناء الحمل بانخفاض وزن المولود عند الولادة، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمشكلات الطبية وصعوبات التعلم. وقد يضرّ الآباءُ المدخنون أطفالهم الرضّع فيزداد لديهم خطر حدوث متلازمة موت الرضّع المفاجئ وانخفاض النمو البدني والإصابة بسرطان الأطفال، والأطفال أكثر ضعفاً في تعرضهم لدخان التبغ بسبب صغر رئتيهم وعدم تطور أجهزتهم المناعية، ما قد يؤدي تعرض الأطفال لدخان التبغ إلى أمراض وأعراض تنفسية مزمنة (مثل الربو) وإلى عدوى الأذن وانخفاض وظائف الرئة. ويصاب الأطفال من الأمهات المدخنات بمزيد من النوبات المرضية التنفسية، وهناك صلة واضحة بين التدخين في المنزل ودخول الأطفال للمستشفيات للعلاج من الالتهاب الرئوي والتهاب القصبات الهوائية. ونبهت وزارة الصحة بالمملكة عن التدخين السلبي على الحامل لأن التدخين السلبي يمكن أن يسبب مشكلات للجنين، كما أن التدخين أثناء الحمل يمكن أن يتسبب في مخاطر صحية للطفل طويلة الأجل؛ حيث يمكن أن يتسبب في إصابة الطفل بنزلات البرد، ومشكلات الرئة، وصعوبات التعلم، ومشكلات النمو البدني، ووصفت التدخين غير المباشر(السلبي) للحامل والأطفال بأنه هو التلوث الذي يحدث من تدخين السجائر، بحيث تتراكم هذه السموم بمرور الوقت، ويتكون الدخان غير المباشر من الغازات والسموم التي تبقى في الملابس، والشعر، والسجاد، والأثاث، والستائر؛ نظرًا لأن أدمغة الأطفال والرُّضع ما زالت تتطور، فهم أكثر عرضة لأي مستويات من السموم، لذا يجب على النساء الحوامل والأطفال الصغار محاولة الابتعاد عن أي أماكن التدخين. "نتائج مبشرة" وأشادت منظمة الصحة العالمية في تقريرها بتطور حماية الجمهور من التدخين السلبي في العالم، مشيرة إلى أن ما يقرب من 40 % من البلدان لديها الآن أماكن عامة مغلقة خالية تمامًا من دخان التبغ، وأوضح تقرير جديد صادر عن المنظمة أن 5.6 مليارات شخص أي 71 % من سكان العالم، يتمتعون حاليًا بالحماية من التدخين السلبي، من خلال سياسة واحدة على الأقل من سياسات أفضل الممارسات من أجل المساعدة على إنقاذ الأرواح من التبغ المميت، وهو ما يمثل زيادة بمقدار 5 أضعاف مقارنة بعام 2007 ومن المهم تذكر ما نبهت عليه منظمة الصحة العالمية من أن ليس هناك مستوى آمن لتعرض غير المدخنين لدخان التبغ، وإن للمدخنين، بمن فيهم النساء والأطفال، الحق في تنفس هواء نقي خالٍ من التبغ، كما لا توفر غرف التهوية أو الغرف المخصصة للتدخين حماية فعالة من التعرض، ويجب أن تكون جميع أماكن العمل المغلقة ووسائل النقل العام والمدارس والخدمات الصحية خالية من التدخين، ويحتاج الناس إلى توعية أفضل بالأخطار الناجمة عن التعرض لدخان التبغ على أنفسهم وعلى الأجنة والأطفال وأفراد الأسرة الآخرين. "الوقاية والعلاج" والتدخين السلبي مدمراً لصحة الأطفال بشكل خاص، خصوصاً من يتشاركون الأمكنة مع المدخن فهم أشد عرضةً لمشكلات التنفس والربو والحساسية، وأفضل طريقة لحماية الآخرين منَ التدخين السلبي، ليس فقط تخصيص أماكن للمدخنين، بل ومنعهم من ممارسة التدخين في الأماكن التي يتشاركونها مع غير المدخنين للحفاظ على البيئة المحيطة بهم خاليةً من التدخين، وأفضل من ذلك الإقلاع عن التدخين تماماً، ويمكن للمدخنين العازمين على ترك التدخين زيارة عيادات الإقلاع عن التدخين، التي أقامتها وزارة الصحة بالمملكة، والتي تهدف إلى تسهيل الوصول للخدمات العلاجية، ودمج العيادات ضمن القطاعات الأخرى المقدمة للخدمات الصحية؛ لضمان تقديم خدمة موحدة لكل مُراجِع بجودة عالية، وهذه العيادات تحمل رؤيتها الوصول إلى نموذج عالمي في جودة تقديم الخدمات العلاجية لمكافحة التبغ، ورسالتها السعي من خلال هذه المبادرة إلى تقديم أفضل الخدمات الوقائية والعلاجية لأكبر شريحة ممكنة من الراغبين بالإقلاع عن التدخين، بكوادر مؤهلة ومدربة، وفق الدليل السعودي لخدمات الإقلاع، والوصول بخدمات تلك العيادة إلى نموذج يُحتذى به بالكفاءة محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا بالالتزام بالتحسين المستمر، ويحذر د. عبدالله الفاخري استشاري ورئيس قسم جراحة أمراض وأورام الكلى والمسالك البولية من التدخين ونصح بتجنب التدخين السلبي. د. عبدالله الفاخري أسعد مسعود