عن (النادي الأدبي الثقافي بالحدود الشمالية) وبالاشتراك مع (مؤسسة الانتشار العربي ) ببيروت، صدر حديثاً كتاب تحت عنوان (ملامح ورؤى.. دراسات في الأدب السعودي ) بطبعته الأولى عام 2022م، لمؤلفه الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري، المذيع والإعلامي السعودي المعروف، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، ورئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً. ويقع هذا الكتاب القيّم في مادته وغزارتها (من حيث الكم)، وأهميتها (من حيث الكيف) في تتبع المسار التاريخي للأدب السعودي في 272 صفحة من القطع الصغير، تناولت أهم المراحل والتحولات التي مرّ بها تاريخ الأدب السعودي منذ نشأته الأولى في الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي، أي منذ إعلان توحيد المملكة العربية السعودية تحت هذا المسمى على يد جلالة الملك المؤسس والموحد الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. وتشمل هذه الدراسة -تحديداً- تلك الحقبة الزمنية المتمثلة في فترة حكم الملك سعود بن عبدالعزيز منذ عام 1373 ه حتى عام 1384 ه، وفترة حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ عام 1426ه حتى عام 1436 ه رحمهما الله تعالى! وهي فترة تقدر بفاصل زمني يمتد لأكثر من 40 عاماً بين حكم الملكين (سعود وعبدالله) وأبرز الملامح أو الخصائص التي امتاز بها الأدب السعودي من شعر ونثر خلال هاتين الفترتين من الزمن والحركة الأدبية وأبرز أنشطتها ومظاهرها خلال العهدين المذكورين. وهذا ما أشار إليه الباحث المؤلف في (مقدمة) الكتاب، اذ يأتي قوله: « ينهض هذا الكتاب بالتأريخ للحركة الأدبية والثقافية في عهد ملكين، وهما: الملك سعود، والملك عبدالله رحمهما الله، ويتناول جوانب متعددة من حياة أديبين وهما: عبدالقدوس الأنصاري، وعبدالرزاق المانع رحمهما الله، ويؤرخ لجنس أدبي جديد في أدبنا السعودي، وهو «فن المقامة». انتهى كلامه ومن الناحية البحثية أو المنهجية فقد عمد الباحث المؤلف إلى تقسيم موضوع الكتاب إلى قسمين رئيسين اندرج تحت كل منهما مجموعة من العناوين و(المباحث) كالتالي: القسم الأول: وقد كان بعنوان (الحركة الأدبية في عهد الملك سعود 1373 - 1384 ه). وقد اندرج تحت هذا العنوان الرئيس جملة من العناوين الفرعية التي تتناول المشهد الثقافي والحراك الأدبي السعودي خلال هذه الحقبة من الزمن، مثل: الإنتاج الأدبي من شعر وقصة قصيرة ومقالة ورواية، ومسرحية وغيرها من فنون الأدب الأخرى، كالسير الذاتية، وأدب الرحلات، بالإضافة الى الفنون الأدبية الموازية، كالدراسات الأدبية والنقدية، والأنشطة الأدبية والثقافية التي تقام في الأندية الأدبية ومراكز البحوث والمؤتمرات والمهرجانات والملتقيات وفعالياتها والأنشطة التي يشارك فيها الأدباء والمثقفون من أمسيات وندوات ومحاضرات وأماكنها، كالصالونات الثقافية والمجالس الأدبية ونحوها وتلك العوامل المساعدة في نشر هذا الانتاج بكافة أشكاله وايصاله للمتلقي -داخلياً وخارجياً- كالصحف والمجلات والإذاعة والتلفاز وما شابهها من وسائل الإعلام الأخرى. القسم الثاني: وقد كان بعنوان (الحركة الأدبية والثقافية في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود 1426- 1436 ه). وقد احتل هذا القسم أكثر من نصف عدد صفحات الكتاب، وقد تم تقسيمه إلى أربعة (مباحث) رئيسة، اندرج تحت كل منها مجموعة من العناوين الفرعية، جاءت على النحو التالي: المبحث الأول: المهرجانات والمؤتمرات والملتقيات والمنتديات. المبحث الثاني: الوزارات والجامعات والمراكز والكراسي. المبحث الثالث: الكتب والمكتبات والمجلات والصحف. المبحث الرابع: الجوائز الأدبية والثقافية. ويحسن بنا أن نشير في ختام حديثنا عن هذا الكتاب الى أهميته وفائدته العلمية ومنهجيته التاريخية خاصة في مجال (التأريخ ) لأدبنا السعودي ورصد الحراك الثقافي والأدبي لمشهدنا الثقافي والمعرفي برمته ونماذجه، منذ نشأته وبداياته الأولى، وما مر به من مراحل وتطور وتحولات، فهو كتاب لا يستغني عنه الباحث أو الدارس أينما كان موقعه من العلم والبحث والدراسة، ومهما كان مستواه العلمي والثقافي باعتباره مرجعاً قيماً في هذا المجال.