عن نادي الحدود الشمالية الأدبي، صدر مؤخرًا كتاب جديد للدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقًا)، عنوانه "ملامح ورؤى: دراسات في الأدب السعودي". ينهض الكتاب بالتأريخ للحركة الأدبية والثقافية في عهد الملك سعود رحمه الله، ويتناول جوانب متعددة من حياة أديبين، وهما: عبدالقدّوس الأنصاري، وعبدالرّزاق المانع رحمها الله، ويؤرّخ لجنس أدبي جديد في أدبنا السعودي، وهو "فن المقامة". ويضم أربعة بحوث علميّة محكّمة، وهي: "الحركة الأدبية في عهد الملك سعود"، ويتضمن رصدًا للحركة الأدبية في عهده الذي امتد أحد عشر عامًا (13731384ه)، والإنتاج الأدبي في كل الأجناس الأدبية: الشعر، والقصة القصيرة، والرواية، والسيرة الذاتية، وأدب الرحلة، والمسرحية، ثم توقف عند الدراسات الأدبية والنقدية، منطلقًا إلى تقويم الحركة الأدبية، ومطلاً على النشاط الأدبي والثقافي في عهده، ومن الأمثلة عليه: انعقاد مؤتمر ثقافي في جدة، وظهور المجالس الأدبية (الصالونات)، وبدء نشاط ثقافي في جامعة الملك سعود، وتنامي الصحف والمجلات. ويأتي البحث الثاني وعنوانه "آراء عبد القدوس الأنصاري في قضايا الأدب وسمات منهجه النقدي" راصدًا لآراء الأنصاري الأدبية والنقدية، ومتناولاً آراءه الأدبية والنقدية من خلال مجموعة من المحاور، منها: الأنصاري والنقد، ومدرسته النقدية، وآراؤه الأدبية والنقدية، والمعارك الأدبية والنقدية، مع الاهتمام بالمعركة الشهيرة "مرهم التناسي"، وهذه المحاور تلح في المقام الأول على الإطار النظري في نقده، واستكمالاً للدائرة عُني البحث بالجانب النقدي التطبيقي له مع ضرب الأمثلة من خلال نقده للقصة وللشعر. أما البحث الثالث فعنوانه "عبدالرزاق بن سعود المانع (ت 1438ه/ 2016م): حياته وأدبه"، حيث يؤرخ لحياته، ويكشف مضامين إنتاجه الأدبي في القصة والشعر والرواية، ويلقي نظرة تحليلية على هذا الإنتاج في أربعة مباحث، وهي: المبحث الأول: حياة عبدالرزاق المانع في الزبير وفي الرياض، والمبحث الثاني: عبدالرزاق المانع قاصًا، والمبحث الثالث: عبدالرزاق المانع روائيًا، والمبحث الرابع: عبدالرزاق المانع شاعرًا. وأما البحث الرابع فعنوانه "فن المقامة في الأدب السعودي المعاصر: دراسة تاريخيّة"، ويتكون من تمهيد يتضمن تعريفًا موجزًا بفن المقامة بوصفها من الفنون الأدبية القديمة، ويتحدث عن نشأة هذا الفن على يدي كتّابها القدامى، ثم يرصد ملامح ظهور هذا الفن لدى الأدباء في الجزيرة العربية ممن عاصروا الدولة السعودية الأولى، والدولة السعودية الثانية، ثم يتوقف عند أدباء الدولة السعودية الثالثة (مدار البحث)، ويتوقف مؤرّخًا لكل الأعمال التي صدرت في هذا الإطار، ومن أبرزها أعمال الشيخ محمد العبودي، وسليمان الحمّاد، وعبدالعزيز الحربي، وجبران سحّاري، وغيرهم.