الشيخ أحمد بن علي آل مبارك حفظه الله معين لا ينضب لمصادر العلم والأدب والمعرفة والبحث. أحمد آل مبارك شخصية أدبية ثقافية متميزة بكل مقاييس عصره، أحمد آل مبارك منارات ثقافية إنه سفير وأديب وشاعر ومرب كنا نتشوق للجلوس معه والاستئناس بآرائه وسماع أدبه وأدبياته وكان لا بد من إيفاء هذه الشخصية حقها، واستكشاف كل ما يتعلق بتاريخها وأدبها وهذا الاستكشاف سيجعلنا نبحر عمقاً نحو زوايا مختلفة في حياة هذا الرجل المكافح من أجل العلم وتحصيل المعرفة. يقول مؤلفا الكتاب في مقدمتهما «والشيخ أحمد كما يعرفه الجميع بحر لا ساحل له من العطاء العلمي والفكري والثقافي ومن الصعب إحاطة جميع جوانب شخصية الشيخ أحمد، لذا تبقى هناك العديد من الجوانب متروكة للباحثين والدارسين للبحث فيه» أ.ه وفي هذا الصدد فلقد تشرفت بأن أحصل على النسخة الأخيرة من كتاب «الشيخ أحمد بن علي آل مبارك رائد الأدب الأحسائي الحديث حياته وأدبه» قبل طباعته وهو من تأليف الأستاذين الفاضلين: خالد بن قاسم الجريان وعبدالله بن عيسى الذرمان. ولقد شرفت بأن أكون أول من تلامس أنامله صفحات هذا الكتاب وأوراقه والكتابة عنه وعرضه للقارئ الكريم. فهذا الكتاب هو صفحات مجيدة في حياة رجل عظيم. جاء الكتاب ليسطر سيرة حياة وجهاد في طلب العلم ورحلات تحمل بين ثناياها صفحات من المجد الثقافي والمعرفي والأدبي. جاء الكتاب ليجسد صورة واضحة لحقبة من الزمن يتجلى فيها الإنسان والتاريخ والفكر والأدب والحياة. يقول معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء في تقديمه للكتاب «هذا كتاب قيم مترع بالفائدة، موثق المصادر، سديد المنهج قيمته أنه رسم صورة واضحة لمجتمع الأحساء الفكري في حقبة مضيئة من الزمن» أ.ه. الأديب أحمد بن علي آل مبارك عاش حياة حافلة كلها عطاء ووفاء هو ر ائد من رواد الأدب في المملكة العربية السعودية حقق إنجازات عظيمة في سبيل خدمة الحياة الثقافية وتطوير المجتمع، وسلك السبيل الجاد لخدمة مجتمعه السعودي وثقافته. التعريف بالمؤلفين: بداية علينا أن نعرف بالمؤلفين لهذا الكتاب القيم: فالأستاذ خالد بن قاسم الجريان من مواليد الأحساء بمدينة المبرز عام 1388ه وهو باحث وكاتب ويحضر لنيل درجة الماجستير من كلية التربية جامعة الملك فيصل بالأحساء ويعمل حالياً معلماً بإحدى ثانويات المحافظة وهو ملازم للشيخ أحمد منذ أربعة عشر عاماً وذلك حين كان يتردد على منتدى الأحدية فأصبح من روادها، وله اهتمامات أدبية وفكرية وأبحاث علمية ولغوية. أما الأستاذ عبدالله بن عيسى الذرمان فهو من مواليد الأحساء بمدينة المبرز عام 1391ه وهو باحث وكاتب ومؤلف حيث صدر له كتاب بعنوان «مظاهر ازدهار الحركة العلمية في الأحساء خلال ثلاثة قرون 1000 - 1300ه». له أبحاث ومقالات منشورة في مطبوعات مختلفة ويعمل حالياً رئيساً لإحدى شعب الإشراف التربوي بإدارة تعليم الأحساء. عرض الكتاب: يبلغ عدد صفحات الكتاب ثلاثمائة صفحة تقريباً وحجمه ومقاسه من القطع المتوسط «25x17» أما الصفحات الأولى من الكتاب اشتملت على: أ. الغلاف الذي كتب عليه العنوان «الشيخ أحمد بن علي آل مبارك رائد الأدب الأحسائي الحديث حياته وأدبه». ب. ثم الإهداء إلى الشيخ أحمد وأسرته ومحبيه. ج. ثم الشكر والعرفان إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وإلى معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري حفظه الله . والشكر موصول إلى كل من ساعد المؤلفين برأي أو نصيحة أو توجيه. د. المقدمات: فلقد حظي الكتاب بمقدمات سامية رفيعة المستوى والأسلوب جليلة القدر والمكانة، ولقد كان شعوري وأنا أقرأ هذه المقدمات أنني أرتقي أدباً وأسمو فكراً. وكانت أولى هذه المقدمات مقدمة معالي الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء حفظه الله التي كانت رافداً ثقافياً وشاطئاً من الذكريات الجميلة التي تطل علينا من شرفة الماضي الجميل المزهو بألوان من العلم وهمسات من المعرفة: يقول الدكتور في مقدمته وعن صحبته مع الشيخ أحمد «وكنت أنفرد به وأتملى من صحبته عندما نسافر إلى أحد المصايف لمدة أسبوع أو أسبوعين وحاول في رحلة لنا إلى الاسكندرية أن يعلمني السباحة إلا أنني كنت تلميذاً خائباً حينئذ ولكنه نجح في أن يجعلني أتذوق الأدب والشعر» أ.ه. ثم جاءت مقدمة معالي مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف بن محمد الجندان حفظه الله الذي أكد فيها أن هذا الكتاب يمثل مرحلة تاريخية لجيل الرواد فيقول فيها «بالاطلاع على هذا الكتاب وجدته يسجل مرحلة تاريخية لأجيال الرواد ومنهم الشيخ أحمد ذلك الجيل الذي بذل الجهد في سبيل اكتساب المعارف» أ.ه. ثم جاء تقريظ الكتاب من سعادة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالكريم التويجري الأستاذ المساعد في كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة الملك سعود. فيقول عن الشيخ أحمد: «ولعلّ من عدم المبالغة في القول: إن الشيخ أحمد بن علي آل مبارك هو غصن نضر من أغصان شجرة آل مبارك هذه الأسرة العريقة ذات الوجاهة الاجتماعية والشهرة العلمية، ومن هنا فإن ريادته العلمية والفكرية المتمثلة في كتبه نثراً وشعراً وتسنمه في وقت مبكر مناصب تعليمية حال تخرجه ثم توليه عدداً من المناصب الدبلوماسية كل ذلك أمر جاء في محله لم يكن نشازاً إذ إن خروج الشيء من معدنه لا يُسْتَغْرب». وبنظرة ثاقبة يقول الدكتور عن الكتاب وإسلوبه «سعدتُ بقراءة هذا الأثر الأدبي الجيد لما توافر فيه من سمو الفكرة وكونها أرضاً أنفاً لم ترعَ من قبل وللصياغة الأدبية العالية التي امتاز بها أسلوب الكتاب عن كثير مما كتب في هذا الحقل فقد تميز هذا الأسلوب بجودة الطرح، وعمق الأفكار ومعالجتها وفق ما تقتضيه مناهج البحث العلمي»أ.ه. وما زلنا نغوص في بحر الصفحات الأولى للكتاب حيث اشتمل على قصائد كتبت في شخص «الشيخ أحمد» وهي تعبق بالمعاني النبيلة والمشاعر الصادقة من أدباء الأحساء والمملكة.. من هذه القصائد قصيدة صدى المشاعر للأستاذ يوسف أبو سعد رحمه الله يقول فيها: بدر زها في سماء المجد عنوانا يهدي فؤاداً لروض العلم صديانا يا أحمد الخير قد طابت مغارسكم فغردت صادحات الأيك ألحانا وقصيدة «ليلة الوفاء» للأستاذ الشاعر أحمد سالم باعطب يقول في مطلعها: ألق الشهامة في جبينك يشرق وشذى المروءة من يمينك يعبق كل البحور أغوص في أعماقها لكنني في بحر جودك أغرق وكذلك قصيدة للأستاذ الشاعر محمود الحليبي إذ يقول في مطلعها: تقولين: نم فالليل أمسى مودعاً وكادت غصون الفجر أن تتفرعا تفوح الليالي منك عطرا وروعة وتدنو قلوب الناس منك لتسمعا أبا مازن وارفع جبينك إنني أناشدك المولى كفاك تواضعا ملأت قلوب الناس حبا وهيبة فكنت وإياهم فؤاداً وأضلعا وكذلك قصيدة للأستاذ الأديب خالد الجريان إذ يقول في مطلعها: لا شعر عندي لهذا الشيخ أهديه أهدي فؤادي لمن حار الورى فيه أبواب الكتاب وفصوله: شرع المؤلفان بعد تلك المقدمات النثرية والإطلالات الشعرية التي تتوافق مع ما يحظى به الشيخ أحمد من علاقات طيبة وصداقات متينة وصفات نبيلة وأخلاق حميدة. بدأ الكتاب بالباب الأول: حياته ويشمل الفصل الأول: الحياة العلمية والأدبية في عصر الشيخ أحمد حفظه الله وأولها الحياة العلمية وأن الأحساء تعد مهداً حضارياً ومنهلاً علمياً حيث انتشرت المدارس العلمية في مدينتي المبرزوالهفوف لتكون معاهد تربوية وعلمية يتلقى فيها طلاب العلم والفقه والحديث والتفسير والفرائض والعقيدة وعلوم اللغة. وعرض المؤلفان بعضا من تلك المدارس. وجاء في هذا الفصل أن عصر الشيخ أحمد شهد نشوء التعليم النظامي الحديث في الأحساء بإنشاء المدارس والجامعات. وكذلك عُرف في عصره بكثرة المكتبات بأنواعها، وكثرة المؤلفات باتجاهاتها المختلفة، وذكر المؤلفان نماذج للعلماء ومؤلفاتهم. أما الحياة الأدبية: فلقد أوضح المؤلفان الكريمان أن عصر الشيخ أحمد شهد انتشاراً وتجديداً وتنويعاً في الشعر والنثر فظهر الرواة والمجاميع الشعرية وكان للشعر نصيب في المجالس وبروز شعراء في القرن الرابع عشر الهجري وشعراء في القرن الخامس عشر هجري. وتطرق المؤلفان لفن النثر وقالا بإنه نال اهتماماً وعناية من أدباء الأحساء في فنونه المتعددة كالرسائل والخطابة والمقالة والقصة والمسرح0 وذكرا أبرز من أبدع في كل فن. الفصل الثاني: التعريف بأسرة آل الشيخ مبارك: استطاع المؤلفان الجليلان أن يقفا ببحث دقيق موضوعي إلى أصل أسرة آل مبارك ومكانتها فقالا: بأن أسرة آل الشيخ مبارك من أسر العلم والفضل في الأحساء حيث قدم جدهم قاسم بن حمد إليها سنة 1087ه وسكن في محلة «السياسب» بمدينة المبرز وعرفوا بآل حمد النجدي، ولما انتقل الشيخ مبارك بن علي إلى محلة «الرفعة» بمدينة الهفوف سكن فيها وأنجب ذريته الذين انتسبوا إليه. أما أصل الأسرة فيذكر المؤلفان بأن أصول الأسرة تعود إلى قبيلة بني تميم إحدى القبائل العربية المعروفة وهي مالكية المذهب وأنجبت علماء وأدباء وشعراء. ثم عرضا سيراً مختصرة عن بعض العلماء الذين برزوا في الأسرة. الفصل الثالث: أسرة الشيخ أحمد الخاصة: ولا شك أنه من جميل ما صنعه المؤلفان الفاضلان أنهما أفردا فصلاً خاصاً عن أسرة الشيخ أحمد الخاصة بالحديث عن والده الشيخ علي بن عبدالرحمن بن عبداللطيف آل مبارك ولادته، علمه، ومنزلته، وأبنائه، وبعض صفاته، وشعره، وكذلك الحديث عن والدته عائشة بنت الشيخ حمد بن عبداللطيف آل مبارك وقصة زواجها من الشيخ علي والمذكورة في الكتاب - وكذلك إخوة الشيخ أحمد وهم ثلاثة ذكور وأخواته وهما أختان. ثم الحديث عن زوجة الشيخ أحمد وأولاده حيث رزقه الله بخمسة أولاد وبنت واحدة وهم مازن وعدنان ومها وحاتم وفيصل وفهد. الفصل الرابع: التعريف بالشيخ أحمد حيث شمل هذا الفصل تفصيلاً دقيقاً للشيخ أحمد من حيث اسمه وولادته ونشأته وتعليمه وصفاته ووظائفه ومؤلفاته ومكتبته ونشاطه الثقافي. فهو أحمد بن علي بن عبدالرحمن بن عبداللطيف آل مبارك ولد في الأحساء بمدينة الهفوف عام 1337ه ونشأ في بيت والده وهو بيت علم وأدب وعاش طفولته، وفي سن السابعة من عمره ختم القرآن حيث تعلمه عن الكتاب واختلف إلى العلماء ومساجدهم ومدارسهم فأخذ يقرأ الفقه والحديث والنحو والصرف. ثم أبان المؤلفان أبرز العلماء الذين تلقى الشيخ أحمد على أيديهم علمه في الأحساء وفي الخامسة عشرة من عمره ذهب إلى العراق والتقى بالشيخ نعمان الأعظمي وروى الشيخ للمؤلفين قصته مع القبول ودخوله في المدرسة الأعظمية في بغداد وهي مذكورة في الكتاب، ثم سافر الشيخ إلى مصر ودرس في الأزهر الشريف في كلية اللغة العربية من الإعدادية حتى مرحلة الليسانس حصل منها على ليسانس في اللغة العربية وآدابها عام 1368ه 1949م. وذكر الباحثان أبرز العلماء والأستاذة الذين تتلمذ عليهم الشيخ أحمد في مصر. أما الصفات الخلقية: فمن خلال صلة المؤلف الأستاذ خالد الجريان بالشيخ أحمد حفظه الله التي تجاوزت أربعة عشر عاماً ومجالسته له ولقاءاته معه على مائدة الثقافة والأدب فقد وجد في الشيخ صفات جليلة منها رحلته الطويلة في طلب العلم وحبه للعلماء ووفائه لهم، ذكي، كريم، متواضع، صبور، عزيز النفس، عاشق لوطنه الكبير والصغير، مطلعاً وقارئاً نهماً. أما وظائفه: فلقد تنقل الشيخ أحمد في وظائف عدة: أولها منصب مفتش عام على المدارس الابتدائية والثانوية وبعد تحول المعارف إلى وزارة سنة 1373ه عين مديراً للتعليم بمحافظة جدة وفي مطلع 1375ه انتقل إلى وزارة الخارجية وتقلب في عدة وظائف ورأس عدة إدارات، ومن ثم نقل إلى سفارة المملكة في الأردن وعين مستشاراً في الكويت وقنصلاً في البصرة وقائماً بالأعمال في سفارة المملكة ب«غانا» ثم سفيراً في وزارة الخارجية إلى عام 1415ه حيث انتهت خدماته في الوزارة وأحيل إلى التقاعد ويعمل حالياً أستاذاً غير متفرغ بجامعة الملك فيصل بالأحساء. أما مؤلفاته: مما لا شك فيه أن للشيخ أحمد عطاء غزيرا في الفكر والأدب والتاريخ ولقد تعرف المؤلفان الكريمان على مؤلفات الشيخ المخطوطة ونقلاها في كتابهما منها «الأحساء ماضيها وحاضرها كتاب عبقرية الملك عبدالعزيز رحمه الله سوانح الفكر وهو عبارة عن مقالات كتبها في الفكر والحياة والمجتمع». أما مكتبته: فلقد زرت أنا شخصياً مكتبة الشيخ أحمد في إحدى حواراتي الثقافية معه، وتعرفت عليها عن قرب وكان الشيخ أحمد يشرح لي فهرستها ونظامها في التبويب والتصنيف، ويرى المؤلفان أن الذي ساعد الشيخ على تكوين مكتبته أنه ورث عن أبيه كتباً مخطوطه، وأنه عاش جزء من حياته في مصر. وتضم مكتبته كتباً مخطوطة ومطبوعة ووثائق شرعية ورسائل ومجلات ولقد ذكرت بشيء من التفصيل في هذا الكتاب القيم. أما نشاطه الثقافي: فحياة الشيخ أحمد كما جاء في الكتاب حياة حافلة بالعطاء الثقافي والتنوع الفكري فله نشاط ثقافي في عدد من المقالات والمحاضرات والأحاديث الإذاعية والندوات والمجالس الأدبية. الباب الثاني: أدبه: الفصل الأول: شعره: يذكر المؤلفان أن اللشيخ أحمد ديوان شعر ما زال مخطوطاً، وأوضحا رؤية بعض النقاد والباحثين والدارسين لشعر الشيخ أحمد وندرته وقلته وأرجع المؤلفان بعض الأسباب التي دفعت هؤلاء الباحثين إلى الحكم على شعر الشيخ أحمد بالقلة منها انشغالاته بالعمل السياسي والدبلوماسي وبإعداد بعض المؤلفات وانشغالاته بالمنتدى الأسبوعي. ثم أكدا في معرض حديثهما عن شعر الشيخ أن شاعرية الشيخ ترجع إلى عدة عوامل منها: نشأته في بيئة علمية شاعرية، واتصاله بالأدباء والعلماء من الأحساء وخارجها وقراءاته ورحلاته وعناية والده به. ونقل المؤلفان بعض الآراء والأقوال النقدية التي بينت منزلة الشيخ أحمد الأدبية عند كثير من المثقفين والأكاديميين كالدكتور عبدالرزاق حسين والأستاذ عبدالسلام الساسي والشيخ المربي عثمان الصالح وغيرهم. ثم عرضا قراءة نقدية لشعر الشيخ أحمد للدكتور الناقد عبدالرزاق حسين. بعد تلك الرحلة العطرة في حياة الشيخ الأدبية أفرد المؤلفان جانباً مهما في حياة الشيخ الشعرية وهي بعض النماذج الشعرية وقد جاءت هذه النماذج موثقة بالتاريخ والمناسبة التي قيلت فيها ونختار مما ورد من هذه القصائد في هذا الكتاب. «قصيدة برقية النبأ الأليم»، قالها الشيخ أحمد وكان آنذاك طالباً في القاهرة بمصر في المرحلة الثانوية سنة 1362ه . وقد ورد نعي والده رحمه الله في برقية وردت إليه من المملكة العربية السعودية فقال يخاطب تلك البرقية: برقية النبأ الأليم المضجع يا قطرة السمِّ الزعاف الأنقعِ يا حرقة القلب الجريح وحسرة الأمل البريء الأنضر المترعرعِ يا جذوة النار التي أوقدت بين الضلوع لهيب حزن موجعِ وقصيدة «مكتبتي»: إذ يقول فيها: إذا زرت بيتي على غرة فإن جليسي به الدفتر فيا دار كتبي ويا خلوتي وسلوة قلبي متى أضجر الفصل الثاني: نثره الأدبي: تطرق المؤلفان المبدعان إلى مباحث في هذا الجانب المبحث الأول الفنون النثرية في أدب الشيخ أحمد. منها فن الرسائل وقد جاءت موضوعاتها للتعزية، والعتاب، والشوق، والتهنئة والاعتذار. وفن المقالة حيث كتب أنواعها: المقال الثقافي والأدبي، ومقال السيرة، والخاطرة، ورحلته العلمية الموسومة «رحلة الأمل والألم» وهي عبارة عن سيرة الشيخ العلمية ولقد احتضنت مجلتنا الغرّاء «المجلة العربية» هذه الرحلة ونشرتها على حلقات حتى وصلت الآن إلى الحلقة الثامنة والثلاثين. ثم قرأ المؤلفان نثر الشيخ قراءة فنية من حيث الأسلوب والألفاظ والصور. الفصل الثالث: منتداه الأدبي الأحدية المباركية: حيث شمل هذا الفصل أولاً: عرضاً تاريخياً مختصراً للمجالس الأدبية في الأحساء قديماً. ثانياً: أسباب بروز الأحدية ومنها حب الأحسائيين للشعر والأدب ثم التعريف بها فهي مجلس أدب وفكر وثقافة وإبداع يقام مساء كل يوم أحد من كل أسبوع ثم بين المؤلفان أن الأحدية لاقت نجاحاً وذلك للقوة الثقافية والأدبية التي يتمتع بها صاحبها، وتنوع اتجاهاتها واستضافتها لكبار الأدباء والمثقفين. ثم عرض الباحثان أقوال بعض الأدباء والمثقفين عن الأحدية كرافد ثقافي في المنطقة. ملحق خاص بالوثائق والصور لقد أحسن المؤلفان وأجادا حين ضمنا بين دفتي الكتاب ملحقا خاصاً بالصور ضم العديد من الصور النادرة للشيخ أحمد أول دخوله مصر عام 1356ه وعمره فيها سبعة عشر عاماً. ومن الوثائق رسالة والده الشيخ علي إلى ابنه الشيخ أحمد وهو في مصر 1361ه ثم الفهرس والمراجع التي استفاد منها المؤلفان البارعان في تأليف هذا الكتاب. كلمة أخيرة: وختاماً إنني لأرجو أن يتاح لنا ولجيلنا الحالي التعرف والاستفادة من عزائم وكفاح هؤلاء الرواد، ولا بد من التأكيد للأجيال القادمة أن الأبناء هم ثمرة آبائهم وأنهم خلفاء لهم في سلوك السبيل الجاد لخدمة المجتمع والثقافة. يقول الدكتور محمد غانم الرميحي في إحدى مقدماته النثرية «نحن نجدد العهد بأن نبقى أوفياء لهؤلاء الرواد وإنتاجهم الغني وأن نحتفظ بإبداعاتهم في قلوبنا أسفاراً حروفها من نور وأن نظل نتذكرهم ونفتخر دائماً بإنجازاتهم العظيمة في سبيل خدمة الحياة الثقافية وتطوير المجتمع» أ.ه. حفظ الله شيخنا أحمد لكل خير، وأمدَّ الله في عمره وألبسه لباس الصحة والعافية ونيابة عن القراء جميعاً أقدم شكري الجزيل لمؤلفينا الجليلين القديرين على ما قاما به من جهد كبير في أن يرى هذا السفر المتميز النور للقراء الكرام والذي يحكي قصة حياة رجل من رجالات المملكة الأوفياء.