تنطلق الصناعات الإبداعية عبر أنساق وميكانيزمات توظيف الصناعة لتحقيق الأرباح المالية والريادة، ومحرك نمو المجتمعات، ونيل الأسواق العالمية، وتدشين شراكات كحل مؤسس على الإبداع والتكنولوجيا، لتصدير نمط اقتصادي ينوع مصادر الدخل ومعدلات النمو، ويوفر فرص العمل والربحية المادية. وتعتبر صناعات الخزف ومنتجاتها الوظيفية والجمالية تربة خصبة لشحذ الاقتصاد الإبداعي وتعضيد التنافسية في صناعة الفنون لبلورة رؤية مستقبلية تدر العوائد، ليشكل الخزف محركاً للصناعات الموازية ومضخة للابتكار، بما يدعم الهوية الثقافية، وتصميم منتجات معاصرة وظيفية، للتحول لمجتمع معرفي يرسخ للتنمية المستدامة. «ناهد تركستاني» أصالة المفهوم والدلالة لتعزيز الهوية والذاتية: تمتعت الفنانة بدراسات أكاديمية احترافية في جامعة جدة كأستاذة لفن الخزف، والقدرات التقنية وعلوم التشكيل والتزجيج والبطنات وفق منهجية احترافية تنسب حالات تعبيرية عميقة التفرد وكأنها براحات تصويرية لطاقات تعبيرية، بجانب الخبرات المكينة، والخلفيات السيسيولوجية لها، والاستيعاب والمهارات التي تدعمها الذهنية الواعية. عبر الاستعانة بالاستعارات والرمزية في التعبير الإشاري لمفاهيم دلالة النصوص البصرية، لتقفز خزفيات «ناهد تركستاني» فوق محيط ومدار المعنى الأحادي، والانحياز صوب التشعب وتعددية المعاني، والخلو من الشكلانية التصورية، لصالح التركيز الصادق على الحسية. لتتمازج في نتاجاتها (الرمز، والعلامة، والشفرة) لترجمه منهج ومفاهيم وأفكار محددة ترتكل لمعطى، وقذف ذهني شاحذ لتأكيد خصوصية العمل. «خالد السريحي» والنحو عن الظاهر لرؤية الطبيعة بأفكاره: عبر رواد مبدعين قفز فن الخزف فوق حواجز، واجتاح مساحات متقدمة تعدى فيها مفهوم (الاستعمالية والوظيفية)، فاستثمر «خالد السريحي» عناصر وعلاقات تتحرك فوق أبدان المجسمات مؤسسة على الشحذ الذهني، وتعزيز الفكرة الملائمة لتكوين المنجز لتوليد معاني مستحدثة بسمات دلالية. ليسعى الفنان لإضفاء الموروث المحلي، واستعراض قدراته الفنية والتقنية عبر تمكن في دمج مجموعاته اللونية، في سيمفونية بصرية، عبر مجال ثري لاستلهام الأفكار وإبداع أعمال فنية تكون البيئة هي المصدر الخصب لتصدير رؤى وأطروحات فنية ملهمة، بما يعزز طرق عرض المفهوم، واختزال الخصائص المادية للأشياء وصلابتها، من خلال ألوان تتمايز بحركة ديمومية تعزز دينامية الشكل، ليمثل تناول العمل بتلك الكيفية الخاصة والعاطفية من قبل فنان تمتع بقدر من الطلاقة. «الخزف» كصناعة إبداعية قوة ناعمة في المملكة: حسب مؤشر نسب صادرات السلع الإبداعية من إجمالي التجارة للدول العربية، استحوذت صادرات السلع الإبداعية السعودية على نسبة 0.2 %، وفي تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية «أونكاتاد»، ما بين 2015،2002، جاءت صادرات السعودية في 2015 بقيمة 102 مليون دولار من الصناعات اليدوية، بنسبة 0.3 % من السوق العالمية. ثم بلغ 371.4 مليون (2009)،589.7 مليون (2010)، 966.9 مليون (2011)، وبلغت واردات السلع الإبداعية 3.925 مليارات دولار في 2014. وهو البارومتر الذي يحتاج الدعم، لامتلاك الريادة عبر تدشين منظومة تسويق فعالة، وتوجيه الاستثمارات للمشروعات الثقافية، وتدشين حزمة من التشريعات والقوانين الحديثة، بما يعظم حرية الإبداع، ويوفر المناخ الابتكاري. مع تعزيز «الوعي التصديري» للصناعات الإبداعية، والنفاذ للأسواق الدولية بمنهجية إبداعية، ورفع الوعي بالمنتجات الإبداعية السعودية وتحسين الصورة الذهنية عنها. * الأستاذ في كلية التصاميم والفنون المساعد - جامعة أم القرى من أعمال د. «خالد السريحي» والكشف عن عوالم لرؤية الطبيعة بأفكاره د. ناهد تركستاني من أعمال د. «ناهد تركستاني» التي تعبر عن أصالة المفهوم لتعزيز الهوية