حسب نشرات الأممالمتحدة"يدشن الاقتصاد الإبداعي الموسع في المكان ذاته الذي تلتقي فيه الفنون والثقافة والتجارة والتكنولوجيا"، كعناصر رئيسة للتنمية المستدامة، وما تمثله كمصادر للهوية والابتكار الإبداعي. وتمتلك المملكة إرثاً ثرياً من الثقافة والفنون بما يسمح لتدشين منظومة من "الاقتصاد الإبداعي" وسوق صاعدة للأنشطة الإبداعية كمصدر رئيس للثروة، عبر تحويل الأفكار لكيانات تدر الدخل. ولتعزيز الهوية الوطنية تحت أهداف تتماشى مع المحاور الاستراتيجية للرؤية (الثقافة كنمط حياة، الثقافة من أجل النمو الاقتصادي، الثقافة لتعزيز مكانة المملكة الدولية)، للإسهام في الاقتصاد الوطني، والإفادة من قدرات المواطن السعودي لمواكبة مسؤوليات المستقبل، وتعديد فرص العمل والربحية. الصناعات الإبداعية والنمو الاقتصادي لريادة وسبق المملكة حسب إشارات تقرير"إيرنست آند يونغ" للأبحاث سيصل سوق الصناعات الإبداعية العالمي إلى تريلوني دولار، وتوفير أكثر من 29.5 مليون وظيفة، تستحوذ منطقة الشرق الأوسط على 58 مليار دولار، وتوفر 2.4 مليون وظيفة. ومن منظور اقتصادي ينحو عن ضخ الميزانيات وفي منحى وضع الخطط التي تثري المشهدية بالمقومات الثقافية، والربحية المادية، أطرح مقترحات لتحفيز الاقتصاد الإبداعي بالمملكة منها: * نحت أولوية لتدشين هيئات تخصصية تابعة لوزارة الثقافة تحت مسمى "هيئة الاقتصاد الإبداعي" كركيزة أساسية لتشكيل ملامح اقتصاد المستقبل، المؤسس على المعرفة والتكنولوجيا، وتتولى تلك الهيئة رسم الملامح وتحديد المسارات ومتابعة التنفيذ للوصول للنتائج. وكذا "هيئة المقتنيات" لتجميع الأعمال والمنتجات الفنية بغرض تخصيب الثقافة الفنية في المجتمع، حيث تكمن أهمية الاقتناء في مناحٍ عدة، مجتمعية: عبر ازدياد عدد المقتنين للأعمال الفنية وانتشارها في البيت والمؤسسة والقاعة، ومهمة للفنان: في دعمه وشحذه مادياً لحافزية العمل والاستمرار داخل منظومة (العمل، المسوق، الفنان)، ومهمة متحفياً لتضم نماذج من الروائع التي تؤرخ المشهد البصري السعودي وتحتفي بهويته. * زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية الاستثمار في القطاع الإبداعي، وبيان دوره الحيوي والمهم في تحفيز القطاعات الاقتصادية الأخرى. * تدشين الشراكات وتوثيق العلاقات مع مختلف الجهات والهيئات المعنية بالقطاع لإتاحة مصادر التمويل. * التركيز على إطلاق صناعات إبداعية ذات قيمة اقتصادية عالية، كصناعة التصميم والفنون وتصميم المنتجات وتصميم البرامج والبرمجيات الجرافيكية والفنون البصرية والصحافة، والإعلام المسموع والمرئي، وهو ما يتطلب تدشين الشراكات مع (كليات التصاميم والفنون، والحاسب الآلي). * الربط بين المستثمر والفنان ورائد الأعمال في القطاع والصناعات الإبداعية، وتشريع سياسات وقوانين ونظم لتتسق مع المستجدات التي فرضها عالم الاقتصاد الإبداعي لتوفير المنظومة والبيئة التشريعية والتشريعات الإجرائية لتعزيز الفرص الاستثمارية الداعمة. *الأستاذ بكلية التصاميم والفنون المساعد - جامعة أم القرى من أعمال الفنان عبدالحليم رضوي من أعمال الفنان د. محمد الرصيص من أعمال الفنان راشد الشعشعي