لن أذهب مع تلك الآراء التي وصفت العمل النصراوي بالفشل، أو تلك التي مازالت تحمل الإدارة النصراوية ما يعتري الفريق من قصور فني وإخفاق في حسم بعض الصفقات العالمية التي ارتبطت باسم النصر خلال الفترة الماضية، فالوقت مازال مبكرًا لإطلاق مثل هذه الأحكام المستعجلة والمتطرفة في توجهها بشكل كبير جدًا لمجرد خسارة صفقة لاعب أو نتيجة لقاء ودي عابر فوائده وإيجابياته أكثر من سلبياته. العمل الإداري النصراوي مازال في بدايته، وكل المؤشرات تؤكد أن ما تحقق للفريق من صفقات، واستقطاب لأسماء كبيرة يدخل في حيز الإيجابية وبشكل لم يسبق أن مر به النصر منذُ فترة ليست بالقصيرة، فالجهاز الفني بقيادة البرتغالي (Luís Manuel Ribeiro de Castro) وجِد مع الفريق منذُ انطلاقة معسكره، واطلع من قرب على أداء ومستوى لاعبيه المحليين والمحترفين قبل انطلاقة المعسكر بوقت كافٍ، وما تم استقطابه من أسماء أجنبية لها ثقلها الفني وقيمتها السوقية العالمية كالكرواتي (Marcelo Brozović) والبرازيلي (Alex Telles) والعاجي الفرنسي (Seko Fofana) تؤكد ذلك، إضافة للحماس الكبير الذي أظهره ثنائي الفريق البرتغالي (Cristiano Ronaldo) والبرازيلي (Anderson Souza Conceição) في مواجهات الفريق الودية وما يمتلكانه من خبرة كبيرة ومعرفة بمنافساتنا المحلية تضاف لما تحقق للفريق حتى وقت إعداد هذا المقال. أما على صعيد العناصر المحلية، فالنصر لديه من الأسماء المحلية عدد لا بأس به من أصحاب المستويات الجيدة، ممن يمكن الاعتماد عليهم كعناصر محلية مؤثرة ومكملة لأداء الأسماء الأجنبية الكبيرة التي تزخر بها صفوفه، كالغنام خالد وسلطان وعبدالرحمن غريب الذي يشهد مستواه تصاعدًا إيجابيًا في كل لقاء يخوضه. من ينظر لمصلحة النصر ومستقبله من عشاقه، وهم كثر خلال الفترة القادمة، سيدعم الفريق وتلك العناصر التي ستمثله في البطولات التي سيخوضها محلية كانت أو أجنبية بعيدًا عن خسارة لقاء وكسب آخر في مواجهات ودية، بالتأكيد لن تعطي نتائجها صورة حقيقة لأداء ومستوى الفريق والعناصر التي ستمثله. فالبطولات التي سيخوضها النصر خلال الفترة المقبلة صعبة وقوية جدًا سواء كان ذلك على الصعيد المحلي كبطولة دوري «روشن» للمحترفين، وبطولة الكأس، وبطولة السوبر، أو البطولات الخارجية كالبطولة العربية وكذلك دوري أبطال آسيا وجميعها مطلب للنصر كإدارة وجماهير، وهذا لن يتحقق -بعد توفيق الله- إلا بالعمل الإيجابي ودعم تلك العناصر التي ستمثل الفريق وممن يثق بهم السيد (Luís Manuel Ribeiro de Castro) لذا وجب الدعم لهذه العناصر وعدم تحطيمها قبل بدء انطلاقة الموسم الذي سيختلف كثيرًا عن الموسم السابق في قوته وارتفاع مستوى فرقه الفني وحضور العديد من الأسماء العالمية للكثير من الفرق، مما سيعصب من مهمة أي فريق يسعى لكسب أغلى وأقوى البطولات. النصر في الموسم الماضي وما قبله كان قريبًا جدًا من تحقيق عدة بطولات يأتي في مقدمتها بالتأكيد بطولة الدوري، وهذا الموسم النصر من الفرق الثلاثة المرشحة لتحقيق بطولات الموسم بجانب أندية الهلال والاتحاد، وهذا الأمر يتطلب دعمًا جماهيريًا واستقرارًا إداريًا وفنيًا، والتعامل مع ما يطرأ خلال الموسم من أحداث كخسارة لقاء أو هبوط مستوى نجم أو نجمين، والاستفادة من درس الموسم الماضي بشكل كبير، فخسارة بطولة واحدة ليست نهاية المطاف بل إنها قد تكون بوابة لكسب بطولات أخرى، وهذا ما يجب أن يعيه من يدير النصر ومن خلفهم جماهيره العريضة. فاصلة: من يتابع عمل الفرق الأخرى وفي مقدمتها الثنائي الذي تقاسم بطولات الموسم الماضي الاتحاد والهلال، يدرك أن العمل الإداري في النصر خلال هذه الفترة لا يختلف كثيرًا عن عمل إدارتهما؛ بل ربما يتفوق عليهما، وهذا شيء يستحق الدعم والتشجيع وليس إطلاق الآراء المتطرفة والأحكام المبكرة والمتسرعة على فشل الفريق وعمل إدارته التي أضرت بالنصر خلال المواسم الماضية كثيرًا، من بعض ممن يحيطون به إعلاميًا وجماهيرًا، أثبتت الأيام أنهم معاول هدم ودُعاة فشل.