تضاءلت حظوظ فريق النصر في تحقيق بطولة لقب دوري «روشن» للمحترفين بشكل كبير خاصة بعد الخسارة الموجعة والمؤلمة من منافسه وغريمه التقليدي في ديربي الرياض الأزرق العاصمي، وستتضاءل الآمال أكثر في حال انتصار الاتحاد المتصدر في لقائه القادم مما سيوسع الفارق بينه وبين النصر لست نقاط. الخسارة النصراوية لم تكن ثلاث نقاط فقط ولم تكن بالأخطاء التحكيمية كما يروج لذلك بعض المحسوبين على النصر من بعض إعلامه وجمهوره وشرفييه بل تتجاوز ذلك بكثير فالخسارة كشفت الوضع الفني للفريق ومعاناته الكبيرة هذا الموسم عندما يلعب أمام الفرق الكبيرة أو فرق الصف الأول في الدوري والذي يظهر من خلالها النصر بمستوى وأداء باهت وسط غياب كبير للجوانب النفسية والمعنوية للكثير من نجومه والذي بالتأكيد يحضر في مقدمتهم النجم البرازيلي (Anderson Souza Conceição) وابن جلدته (Luiz Gustavo) وثنائي الدفاع الدولي سلطان الغنام وعبدالإله العمري. هذا الغياب الفني والنفسي والمعنوي للنصر ولنجومه في اللقاءات الكبيرة والجماهيرية هو ترجمة حقيقية لوضع الفريق الفني والإداري بعيدًا عن حالة النفخ والتطبيل التي تحيط بالنصر من الآلات الإعلامية وأذرعها التي تحيط به متخذة بذلك سلمًا لها للوصول لأهدافها بعيدًا عن واقعه الذي تكشف في مثل هذه اللقاءات المفصلية في طريق عودته للبطولات الكبيرة! النصر خلال لقاء الديربي ظهر بمستوى فني ضعيف جدًا ولم يكن أكثر المتشائمين يتوقعه رغم أهمية المباراة وحالة التأهب التي سبقتها من الجانب النصراوي والصعوبات التي يعيشها الطرف الآخر في اللقاء من إيقافات وإصابات وضغط مواجهات محلية وقارية. خط الوسط النصراوي خلال اللقاء لم يستطع مجاراة وسط الهلال وليس التفوق عليه فالثنائي البرازيلي (Anderson Souza Conceição) و(Luiz Gustavo) وعبدالمجيد الصليهم وأيمن يحيى وعبدالرحمن غريب اكتفوا بالفرجة على إبداعات وسط الهلال بقيادة البيروفي (André Martín Carrillo Díaz) والأكوادوري (Gustavo Cuéllar) والدولي المتجدد سلمان الفرج مما جعل مهاجم الفريق البرتغالي (Rudi García) وحيدًا ومعزولاً بين دفاعات الهلال القوية مما أجبره على الظهور بصورة مهزوزة غلفتها حالة من العصبية والشد النفسي الكبير، ولا يلام في ذلك فلا مساندة من لاعبي الوسط ولا من الأطراف ولا كرات تصله بالشكل الصحيح كما هو حال مهاجم الهلال وهدافه النيجيري (Odion Ighalo) الذي سجل هدفين وأهدر مثلهما. خط الدفاع النصراوي لم يكن بعيدًا عن حال خط الوسط، ولولا الله ثم براعة الحارس الشاب نواف العقيدي لتلقى الفريق خماسية زرقاء ثالثة، فقد ارتكب هذا الخط بكل عناصره هفوات بدائية. الخسارة وإن كانت مؤلمة إلا أنها قدمت لصانع القرار في الأصفر العاصمي خدمة جليلية بإعادة ترتيب أوراق الفريق ودعم خطوطه الثلاثة بنجوم من الصف الأول وليس صفقات منفوخة. إذا أراد فريقًا في أرضية الملعب قويًا ومهابًا ومنافسًا لعدة مواسم وليس فريقًا منفوخًا إعلاميًا منافس فقط لعدة جولات محددة يعود بعدها لحالة التوهان والتقاطعات كما حدث بالأمس. فاصلة: فريق بهذه الدعم المالي والجماهيري والإعلامي المهول وغير المسبوق لا يستطع المحافظة على هويته في مواجهة تنافسية بل لا يستطيع الخروج ولو بنقطة واحدة تحافظ على آمال حظوظه في المنافسة على بطولة الدوري هو بالتأكيد بحاجة لإعادة تقييم في كل ما يتعلق به من جوانب إدارية وفنية والوقوف على عوائق استمراره كفريق قوي له هويته وقدرته على المنافسة على الألقاب وسط الميدان وليس بعدد الصفقات التي برهنت اللقاءات الكبرى بأنها بلا جدوى ولا يمكن أن تصنع لك مجدًا أو تحقق لك لقبًا، اللهم بلغت.