يهدد خطر حرائق الغابات الأوروبية الريفييرا الفرنسية، فيما يكافح رجال الإطفاء في اليونان ما يربو على 100 حريق، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء الجمعة. وتشمل المنطقة المعرضة لخطر مرتفع بجنوبفرنسا قطاعات كبيرة من الساحل ومناطق داخل البلاد بين مدينتي مرسيليا ونيس اعتبارا من بعد غد الأحد، وفقا لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي. كما تهدد الحرائق أنحاء من إيطاليا وإسبانيا، حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في شبه جزيرة أيبيريا الأسبوع المقبل. وتعرقل الرياح الشديدة جهود احتواء حرائق الغابات المستعرة في أنحاء منطقة البحر المتوسط، من الجزائر إلى تركيا. ويشهد العالم أشد الشهور حرارة في يوليو الجاري، ويشير الخبراء إلى أن الحرارة القياسية التي يشهدها النصف الشمالي من الكرة الأرضية من الولاياتالمتحدة إلى الصين ما كانت لتحدث لولا التغير المناخي. تراجع الحريق اليوناني أكدت فرق الإطفاء اليونانية الجمعة أن الوضع العام يتحسن على صعيد حرائق الغابات المستعرة منذ أكثر من أسبوع على جزر رودوس وكورفو وإيفيا السياحية فضلا عن وسط البلاد مع البقاء في حالة تأهب. وقالت ناطقة باسم المكتب الاعلامي لفرق الإطفاء لوكالة فرانس برس "في الوقت الراهن ليس لدينا بؤرة نيران نشطة، المشهد العام يتحسن لكن نبقى على أهبة الاستعداد لاحتواء النيران". وطال الحريق الذي اندلع قرب فولوس في وسط اليونان الشرقي الأربعاء، ثكنة لسلاح الجو في نيا انغيالوس الواقعة على بعد حوالى 20 كيلومترا من فولوس ما تسبب بانفجارات متتالية في مخزن للذخائر الخميس. وقال خفر السواحل إنه تم إجلاء أكثر من 130 شخصا مساء الخميس في زوارق من مرفأ نيا انغيالوس. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى احتواء النيران في الثكنة فيما بدأ سكان نيا أنغيالوس العودة إلى منازلهم لتقدير حجم الأضرار اللاحقة بالبيوت والمتاجر التي تحطمت بعض نوافذها. في رودوس الواقعة في بحر إيجه، يحاول عناصر الإطفاء المدعومين بقاذفات مياه احتواء حريق مستعر منذ أكثر من أسبوع في جنوب الجزيرة وشرقها. وفي شمال جزيرة كورفو في البحر الأيوني في شمال غرب اليونان نُفذت عمليات إجلاء مطلع الأسبوع بعد اندلاع حريق قوي نهاية الأسبوع الماضي فيما تضرب موجة قيظ البلاد منذ أيام عدة.وثمة دول أخرى في المتوسط تعاني من القيظ والحرائق إلا ان اليونان سجلت موجة حر استمرت أكثر من عشرة أيام وهي الأطول لشهر يوليو، في العقود الأخيرة في هذا البلد على ما يفيد خبراء.وقضى أربعة أشخاص في حرائق اليونان التي أتت على حوالى 50 ألف هكتار من الغابات والغطاء النباتي بحسب تقديرات مرصد أثينا. وبدأت الحرارة تتراجع الخميس بعدما وصلت إلى 45 درجة مئوية في نهاية الأسبوع الماضي ويتوقع ألا تتجاوز الجمعة 37 درجة مئوية بحسب مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية فيما ستصل سرعة الرياح أحيانا إلى 60 كيلومترا في الساعة. مزيد من الحرائق بالإضافة إلى جزيرة صقلية بالبحر المتوسط، اشتعلت حرائق الغابات والحرائق الكبيرة مجددا، وعلى نحو أوسع، في منطقة أبوليا الإيطالية على البحر الأدرياتيكي، حيث لا تزال مستعرة في جنوبإيطاليا. وامتدت الحرائق بإقليم ليتشي في شبه جزيرة سالنتو إلى بعض المنازل مساء أمس الخميس وكادت تقترب من الساحل. وفي تلك الأثناء، جرى إخلاء منازل قضاء العطلات. وتم تداول مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص وهم يفرون من ألسنة اللهب التي تقترب من الشاطئ في بلدة أوجينتو. وتمكنت دائرة الإطفاء من السيطرة على معظم الحرائق الخطيرة في أوجينتو، في عملية مطولة ليلا، حسبما ذكر متحدثون باسم الدائرة عبر شاشة التلفزيون الإيطالي، وأضافوا أن الوضع قد هدأ. وفي أبوليا، تضررت مزرعة جراء الحرائق، ودمرت النيران العديد من أشجار الزيتون. وأضافت الدائرة أنه تم استدعاء رجال إطفاء في جنوبيإيطاليا، بين صقلية وسردينيا وأبوليا وكالابريا، في ما يربو على 3200 عملية، منذ الأحد الماضي. وفي غضون ذلك، يواصل رجال الإطفاء في صقلية أداء واجبهم، حيث ما زالت الحرائق مستعرة في الشمال حول العاصمة باليرمو. وأوضحوا أن الوضع لم يعد حساسا كما كان في الأيام القليلة الماضية. ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم جراء الحرائق التي تستعر منذ مطلع الأسبوع الجاري.