قال رئيس حكومة جزيرة صقلية جنوبإيطاليا إن حرائق غابات اجتاحت الجزيرة أودت بحياة ثلاثة مسنين، وذلك في وقت تتسبب فيه موجات حرارة وعواصف شديدة في خسائر فادحة في مناطق أخرى. وأفادت تقارير لوسائل إعلام إيطالية بالعثور على جثتين متفحمتين لرجل وزوجته في السبعينيات من العمر بمنزلهما المحترق على أطراف عاصمة المنطقة باليرمو. كما توفيت امرأة أخرى في أواخر الثمانينيات من عمرها بباليرمو بعد أن عجزت سيارة إسعاف عن الوصول إلى منزلها بسبب الحرائق في المنطقة. وقال رئيس صقلية ريناتو شيفاني على فيسبوك في رسالة خلال الليل "الحر القائظ والحرائق المدمرة غير المسبوقة" جعلت أمس الأول الثلاثاء "أحد أصعب الأيام منذ عقود". وقالت فرق الإطفاء إنها حاولت إخماد ما يقرب من 1400 حريق بين يومي الأحد والثلاثاء، منها 650 في صقلية و390 في كالابريا. إلى ذلك تتواصل الحرائق في جزر رودوس وكورفو وإيفيا بعدما تسببت الثلاثاء بمقتل ثلاثة أشخاص بينهم طياران من سلاح الجو كانا يكافحان النيران. يشهد حوض المتوسط حرائق عنيفة. في الجزائر يواصل رجال الإطفاء جهودهم في شمال شرق البلاد حيث تسببت الحرائق بوفاة 34 شخصا على الأقل منذ الأحد. وفي كرواتيا انهمك أكثر من مئة إطفائي الأربعاء في إخماد حريق اندلع الاثنين قرب موقع دوبروفنيك التاريخي والسياحي. وفي جزيرة كورسيكا (جنوب شرق فرنسا)، كافح رجال الإطفاء طوال الليل حريقا عنيفا أججته الرياح القوية بالقرب من ثلاث قرى. ولكن الوضع تحسن صباح الأربعاء. وفي البرتغال، يواصل المئات من رجال الإطفاء العمل على احتواء حريق غابات اندلع الثلاثاء في محيط منتجع سينترا السياحي، مما تسبب في ثماني إصابات طفيفة، بحسب الحماية المدنية. وأوضح قائد الحماية المدنية إليسيو أوليفيرا صباح الأربعاء أن الحريق بات "تحت السيطرة". في اليونان، وبعد تحسن بسيط الاثنين، بدأت موجة حر جديدة الثلاثاء مع حرارة بلغت 42 درجة مئوية فيما ينتظر أن تصل إلى 43 و45 درجة مئوية في وسط وجنوب البلاد بحسب الأرصاد الوطنية. في أتيكا، منطقة أثينا التي تشهد موجة حر شديد منذ أكثر من عشرة أيام، ستصل الحرارة الى ما بين "43 و 44 درجة مئوية" بحسب المصدر نفسه. سيغلق الأكروبوليس في اثينا أبوابه الأربعاء عند الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (8,00 ت غ) بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المعلم الأثري الذي يستقطب أعلى عدد من الزوار في البلاد، بحسب وزارة الثقافة. ستبقى كل المواقع الأثرية في البلاد مغلقة الأربعاء في ساعات النهار الأكثر حرا بين الظهر والخامس بعد الظهر، كما حصل الأسبوع الماضي خلال أول موجة حر في أوج عطل الصيف. واليونان المعتادة على موجات الحر في الصيف، تقع في شرق المتوسط إحدى "النقاط الأكثر سخونة" في الاحترار المناخي وتشهد حاليا واحدة من أطول موجات الحر في السنوات الماضية بحسب خبراء الأرصاد الوطنية. وقال مرصد أثينا الوطني إن الرقم القياسي المطلق سجل في العاصمة في يونيو 2007 ، مع 44,8 درجة مئوية. على الصعيد الوطني، بلغ في يوليو 1977، 48 درجة مئوية في إلفسينا قرب أثينا. حداد على صعيد الحرائق التي تجتاح البلاد منذ أكثر من عشرة أيام، ما زالت الحرائق العنيفة مستعرة في جزيرتي رودوس في جنوب شرق بحر إيجه وكورفو في الطرف الآخر شمال غرب البلاد في البحر الأيوني وفي إيفيا التي لا تبعد كثيرًا عن اثينا. يواصل حوالي مئة رجل إطفاء الأربعاء مكافحة النيران في إيفيا حيث قتل طياران في سلاح الجو اليوناني حين تحطمت قاذفة المياه التي كانا يقودانها في واد. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس "لقد ضحيا بحياتهما أثناء قيامهما بانقاذ ارواح". وأعلنت قيادة أركان الجيش اليوناني الحداد لثلاثة أيام. في هذه الجزيرة أيضا عثر على جثة متفحمة لضحية ثالثة. وحضرت الشرطة الى المكان للتحقق ما اذا كان راعيا فقد منذ الأحد. في رودوس حيث تشتعل النيران لليوم التاسع على التوالي، يحاول 266 رجل إطفاء بدعم من ثلاث مروحيات وطائرتين إخمادها. ويتزايد غضب السكان خصوصا في القسم الجنوبي من هذه الجزيرة السياحية. وقال فاسيليس الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه الكامل، "ليس لدينا لا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات منذ أسبوع". ويسيطر على ساحل الجزيرة جو كئيب، فالشوارع مقفرة والأبواب مغلقة ولا يُسمع غير صوت سيارات الإطفاء ومركبات المتطوعين. وقال كريستوس كيتسوس، أحد سكّان الجزيرة الذي يعمل في فندق فخم، أنّ "ليس هناك ما هو اسوأ من الذي نعيشه اليوم". وأضاف "السلطات فشلت، رئيس البلدية والمحافظ والحكومة جميعهم!". في كورفو، يكافح النيران التي بدأت الأسبوع الماضي 62 رجل إطفاء تؤازرهم طائرتان ومروحيتان. في غرب البيلوبونيز، وعلى جبهة رابعة كبرى، كان 140 رجل إطفاء ومروحية يعملون على إخماد حريق غابات. "صيف صعب" فيما هزت صور الغابات المتفحمة كل اليونان، حذر ميتسوتاكيس الثلاثاء من أن مكافحة الحرائق تبقى "صعبة". وقال خلال اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء والذي خصص لهذه المسالة "نعيش تداعيات أزمة المناخ ... أمامنا صيف صعب". تسببت درجات الحرارة المرتفعة جدا والتي رافقتها رياح قوية وصلت سرعتها أحيانا الى 60 كلم في الساعة في بحر إيجه، بحرائق كبرى منذ اكثر من أسبوع. وبحسب تقديرات الفرع اليوناني للصندوق العالمي للطبيعة الثلاثاء، أتت الحرائق على 35 ألف هكتار من الغابات والأشجار منذ الأسبوع الماضي في هذا البلد الواقع في شرق المتوسط.