قال أحد كبار العلماء البريطانيين في شؤون المناخ: إن السائحين الراغبين في القيام برحلات إلى منطقة البحر المتوسط يجب أن يعتبروا حرائق الغابات في اليونان "تحذيرا كبيرا للغاية"، حيث من المتوقع أن يؤجج التغير المناخي المزيد من الحرائق الخطيرة في المستقبل. ونقلت وكالة "بي ايه ميديا" البريطانية عن السير ديفيد كينج، كبير المستشارين العلميين في المملكة المتحدة سابقا ورئيس المجموعة الاستشارية بشأن التغير المناخي القول إن الكثير من الأشخاص سوف يلقون حتفهم بسبب الإجهاد الحراري نتيجة موجات الحر القاسية في أنحاء جنوب أوروبا، حيث يتوجه الملايين من البريطانيين لقضاء العطلات سنويا. وحث ديفيد في حديث لوكالة "بي ايه ميديا" البريطانية من جزيرة يونانية أخرى السائحين على توخي الحذر في مواجهة الحرارة الشديدة، مضيفا أنه "ليس لديه شك" أن درجات الحرارة القياسية ترجع إلى ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية الناجم عن الانبعاثات الغازية الناجمة عن تسخين البشر للغلاف الجوي للأرض. وقال "إذا كنت في إحدى هذه المناطق الدفيئة للغاية، وليس لديك تكييف في الأماكن المغلقة فقد تعاني بشدة، والكثيرون سوف يتوفون بسبب الإجهاد الحراري". وأضاف "يجب أن يكون لديك هواء متحرك، لأن ذلك يحدث اختلافا كبيرا، فوجود مروحة كبيرة، ويفضل أن تكون مروحة سقف، يساعد في تحريك الهواء في الغرفة... لأن تحريك الهواء يساعد في تخلص الجسم من العرق ويبقيك أكثر برودة". وأوضح "لن أكون متزمتا للغاية بشأن النصيحة، ولكن بالتأكيد هناك تحذير كبير للغاية هذا الصيف. لكل من يعتزم السفر للخارج من أجل قضاء عطلة الصيف... توخوا الحذر تماما... هذه سوف تكون نصيحتي". ويشار إلى أنه تم إجلاء نحو 20 ألف شخص، الكثير منهم من السائحين، من جزيرة رودس، بعدما اجتاحت حرائق كبيرة من الجبال نحو البلدات الساحلية بجنوب غرب اليونان. من ناحية أخرى، فر نحو 2000 شخص من جزيرة كورفو اليونانية خلال عطلة نهاية الأسبوع من الحريق، الذي تشير السلطات إلى أنه ربما يكون بدأ بسبب عمل متعمد. وتقوم السلطات اليونانية بمساعدة رجال الإطفاء وطواقم الطوارئ الأخرى من أنحاء الاتحاد الأوروبي بإجلاء المواطنين في شمال أثينا، حيث تحاول احتواء امتداد واحد من أكبر الحرائق التي شهدها البر الرئيس. والحقيقة هي أن الكثير من حرائق الغابات حول العالم تبدأ بسبب الإنسان سواء عن عمد أو دون قصد، ولكن هناك تفاقم لارتفاع درجات الحرارة والظروف المناخية الأكثر جفافا بسبب التغير المناخي، مما يعني أنه بمجرد اندلاع النيران، تمتد بسرعة وقوة مميتة. وقال السير ديفيد" ليس من قبيل الصدفة على الإطلاق أن جميع التغيرات المناخية أدت لرفع درجات الحرارة، وأنها بدورها تتسبب في اندلاع الحرائق التي تنتشر". وأضاف أن "السبيل الوحيد للتغلب على ذلك هو الخفض العميق والسريع للانبعاثات. وفيما يتعلق بالانبعاثات الغازية، لقد قمنا فعليا بمضاعفة حجم الانبعاثات الغازية مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية". ويقدر أن نحو 10 آلاف بريطاني يتواجدون في رودس، الكثير منهم اضطروا للفرار والنوم على أرضية المدارس والمطارات ومراكز الرياضة. وقد بدأت شركات الطيران في إعادة زبائنها للمملكة المتحدة. وقالت وزارة الخارجية إنها أرسلت خمسة من طاقم عملها وأربعة من العاملين في الصليب الأحمر البريطاني إلى رودس للمساعدة في دعم البريطانيين. وقال متحدث "سوف يتمركزون في مطار رودس الدولي للمساعدة في وثائق السفر والمعاملات مع السلطات اليونانية وشركات السفر". وأضاف "يتعين على المواطنين البريطانيين في رودس الاتصال بشركات السفر لأي سؤال بشأن تعديل مواعيد الرحلات الجوية". وكان رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس قد قال أمس الاثنين إن بلاده تخوض "حربا" مع حرائق الغابات المستعرة منذ أكثر من أسبوع في اليونان، وأجبرت السلطات على إجلاء عشرات الآلاف. وقال ميتسوتاكيس خلال مناقشة برلمانية، بثتها الاذاعة الحكومية، إن الوضع الذي وجدت اليونان نفسها فيه ناجم عن التغير المناخي. وما زال خطر اندلاع حرائق في اليونان مرتفع للغاية. وحذرت هيئة الدفاع المدني اليونانية من أن هذا ينطبق على منطقة أثينا الكبرى وشبه جزيرة بيلوبونيز والكثير من الجزر في بحر إيجة. ولأول مرة منذ نحو أسبوعين، أعلن خبراء الأرصاد في اليونان أنه من المتوقع تراجع درجات الحرارة الخميس المقبل. ومن المتوقع أن تتراجع درجات الحرارة لنحو 35 درجة مئوية، وهي درجة الحرارة الاعتيادية في هذا الوقت من العام.