حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين حكومة الاحتلال "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها في بلدة سبسطية بنابلس شمالي الضفة، وأسفرت عن استشهاد الفتى فوزي مخالفة، وإصابة واعتقال زميله محمد مخيمر"، وطالبت الوزارة في بيان لها وصل "الرياض" نسخة منه، السبت، ب"تحقيق دولي في جريمة الإعدام، وتقديم المجرمين، ومن يقف خلفهم للعدالة". واعتبرت الجريمة "امتدادا لاستهداف سبسطية، ومواطنيها، ومنطقتها الأثرية، ونتيجة للتسهيلات التي تمنحها الحكومة الإسرائيلية لجنود الاحتلال لإطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين، والتعامل معهم كأهداف للرماية، والتدريب وقتلهم بدم بارد". وأكدت الوزارة أن "تضارب روايات الاحتلال بشأن ملابسات جريمته دليل كذب تلك الروايات التي تهدف لتبريرها، وإطلاق وابل من الرصاص على المركبة التي كانت تقلهما تعبير عن حجم الكراهية والحقد والعنصرية والقتل عن سبق الإصرار والتعمد، وهذا يجعل من كل مركبة فلسطينية مشبوهة بالنسبة لجنود الاحتلال يمكن إطلاق النار عليها، وقتل من فيها". كما استنكر مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" جريمة إعدام قوات الاحتلال الطفل مصطفى البايض (17 عاماً) الجمعة في قرية أم صفا شمال غرب رام الله، الذي أطلقت النار على رأسه أثناء مشاركته في تجمع سلمي أمام القرية احتجاجاً على مصادرة قوات الاحتلال لأراض تابعة للقرية. وقال المركز إن هذه الجريمة ما هي إلا تجليا واضحا وصريحا لسياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تمعن بالقتل والإعدام عن سبق الإصرار من جيش الاحتلال، وبتعليمات مباشرة من المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال باستعمال القوة المميتة والعنف ضد التظاهرات السلمية الفلسطينية للقضاء على كل حالات الاحتجاج ضد مصادرة الأراضي لصالح المستوطنات الإسرائيلية والتضييق على الفلسطينيين أصحاب الأرض ومنعهم من الوصل إلى أراضيهم. كما شدد المركز على أن جريمة إعدام الطفل مصطفى البايض هي انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقية جنيف الرابعة وندد بالصمت الدولي عن تلك الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني بشكل يومي وممنهج وخاصة عمليات إعدام الأطفال. وارتفعت أعداد الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال منذ بداية العام 2023، وحتى اليوم، إلى 204 شهداء بينهم 36 طفلاً، و6 سيدات. كما شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، حملة مداهمات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، في مدن الضفة الغربية. وقالت مصادر محلية، إنّ جيش الاحتلال شنّ حملة اعتقالات واسعة في صفوف الفلسطينيين في بيت لحم جنوبي الضفة، واقتادهم إلى مراكز التحقيق. وأفاد مكتب "إعلام الأسرى" أن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة فلسطينيين من منطقة "العبيات" شرقي بيت لحم بزعم مسؤوليتهم عن طعن مستوطن في القدس. واندلعت مواجهات عنيفة عقب اقتحام قوات الاحتلال لبلدة "يعبد" غرب جنين شمالي الضفة، فيما اعتقلت القوات شاب خلال اقتحامها للبلدة. وتشهد مدن الضفة الغربيةالمحتلة، اقتحامات شبه يومية لقوات الاحتلال، تنتهي عادة باعتقال وإصابة عدد من الفلسطينيين، واستشهاد آخرين في بعض الأحيان، ويبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، نحو أربعة آلاف و900 أسير من بينهم 34 أسيرة، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.