أدى هجوم بطائرة مسيّرة شنّته أوكرانيا إلى "انفجار" مخزن ذخيرة في القرم التي ضمّتها روسيا في العام 2014، ودفع السلطات إلى إجلاء السكان ضمن نطاق خمسة كلم وتعليق حركة السكك الحديد، وفق ما أعلن حاكم شبه الجزيرة السبت. وقال سيرغي أكسيونوف عبر تطبيق تيليغرام "نتيجة هجوم بطائرة مسيّرة معادية على مقاطعة كراسنوغفارديسكي، حصل انفجار في مخزن ذخيرة"، من دون تقديم تفاصيل إضافية بشأن الموقع. وأضاف "تم اتخاذ القرار بإجلاء الناس في نطاق خمسة كلم"، مؤكدا أنه "بهدف تقليل المخاطر، تم اتخاذ القرار أيضا بتعليق حركة القطارات على السكك الحديد في القرم". ويأتي هذا الهجوم بعد خمسة أيام من تعرض جسر مضيق كيرتش، وهو الوحيد الذي يربط بين القرم والبرّ الروسي، لهجوم أوكراني أدى الى مقتل شخصين. وأعلنت السلطات الموالية لموسكو السبت "استئناف" حركة الآليات على الجسر الذي يربط بين روسيا والقرم، بعد تعليقها مؤقتا إثر الهجوم. وقالت إن "حركة السيارات عبر جسر القرم مغلقة بشكل مؤقت"، لتعلن بعد نحو عشر دقائق "استئنافها". وزادت وتيرة الهجمات على شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود في الأسابيع الأخيرة، تزامنا مع بدء كييف اعتبارا من مطلع يونيو، هجوما مضادا لاستعادة مناطق في شرق أوكرانيا وجنوبها تسيطر عليها القوات الروسية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي في كلمة عبر الفيديو أمام مؤتمر أسبن للأمن الجمعة، إن جسر القرم يجب أن يتمّ شلّ عمله. واعتبر أن الجسر يساهم في "تزويد شبه جزيرة القرم بالذخيرة". ويعد الجسر ممرا حيويا لنقل الإمدادات إلى الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ بدء الغزو مطلع 2022. ويعرف هذا الجسر باسم جسر كيرتش، ويتألف من قسم للمركبات وآخر للسكك الحديد. ودشّن الرئيس فلاديمير بوتين في العام 2018 هذا الجسر الذي تم تشييده بكلفة باهظة. وتعتبر كييف الجسر منشأة "معادية" يخالف بناؤها القانون الدولي. وردا على سؤال عما اذا كانت أوكرانيا تعتزم استعادة القرم في هجومها المضاد، قال زيلينسكي "الهدف هو استعادة كل القرم لأنها جزء من دولتنا ذات السيادة، وأرضنا السيادية هي جزء لا يتجزأ من دولتنا". وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية أمس إن أوكرانيا أطلقت ذخائر عنقودية على قرية بالقرب من الحدود الجمعة، لكن ذلك لم يسفر عن سقوط ضحايا أو أضرار. وقال الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف "في منطقة بيلغورود، تم إطلاق 21 قذيفة مدفعية وثلاث ذخائر عنقودية من نظام صاروخي متعدد الإطلاق على قرية جورافليفكا". واستُهدفت منطقة بيلغورود، المتاخمة لأوكرانيا، مرارا بما تقول روسيا إنه قصف عشوائي من قِبل القوات المسلحة الأوكرانية. ولقي ما لا يقل عن أربعة أشخاص حتفهم في أحدث هجمات روسية استهدفت قرية قرب مدينة دونيتسك بشرق أوكرانيا، حسبما قال مكتب المدعي العام السبت. ووفقا للمكتب، اسقطت قوات موسكو قنابل فاب -250 على قرية نيو –يورك في دونيتسك مساء الجمعة، وتم نقل ثلاثة مصابين مدنيين للمستشفى. وعدد الضحايا مرشح للارتفاع. وفتح مكتب المدعي العام تحقيقا في جرائم حرب. وذكرت السلطات الإقليمية في دنيبروبيتروفسك أن ثلاثة أشخاص أصيبوا جراء نيران المدفعية الروسية في بلدة نيكوبول، التي تقع على ضفاف نهر دنيبرو في الجهة المقابلة لمحطة زابوريجيا النووية، والتي تحتلها القوات الروسية. من جهتها دعت الصينأوكرانياوروسيا إلى استئناف صادرات الحبوب بسرعة، بعد انسحاب روسيا من اتفاق دولي، يسهل الصادرات الزراعية. ودعا نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأممالمتحدة، جينج شوانج، في مجلس الأمن الجمعة إلى استئناف مبكر لصادرات الحبوب والسماد من روسياوأوكرانيا. وتأمل بكين في أن يعمل هؤلاء المعنيون مع هيئات الأممالمتحدة لإيجاد حل متوازن للمخاوف المشروعة، لجميع الأطراف، طبقا لما ذكره جينج، في الاجتماع، في نيويورك، حسب تقرير بثه التلفزيون الرسمي الصيني. وأضاف أن هذا ضروري لضمان الأمن الغذائي الدولي. كما أبدت الأممالمتحدة خشيتها من حصول تصعيد خطر في البحر الأسود بعد إعلان روسيا إجراء تدريبات عسكرية شملت إطلاق صواريخ على خلفية توتر متزايد مع كييف وحلفائها إثر تأكيد موسكو انتهاء العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية. وشهد هذا الأسبوع زيادة في التوتر والقلق على الأمن الغذائي بعد إعلان روسيا الإثنين انتهاء العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود أبرمت العام الماضي. وتلا ذلك إعلان موسكو أنها ستتعامل مع السفن المتجهة إلى أوكرانيا بوصفها ناقلات "عسكرية محتملة"، وردّ كييف بالإعلان أنها ستتعامل مع تلك المتجهة إلى موانئ روسية أو أوكرانية تحتلها روسيا، بصفتها "سفنا عسكرية" محتملة. وشكّلت المسألة مدار بحث في مجلس الأمن الدولي، حيث قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري دي كارلو الجمعة إن "التهديدات باستهداف السفن المدنية في البحر الأسود غير مقبولة". وأكدت أن "خطر اتساع النزاع ردّا على حادث عسكري في البحر الأسود، أكان متعمدا أم عرضيا، يجب تفاديه بأي ثمن لأنه قد يؤدي إلى تبعات كارثية علينا جميعا". وأتى ذلك بعد إجراء القوات الروسية تدريبات عسكرية في البحر الأسود شملت إطلاق صواريخ باتجاه أهداف بحرية. وقالت وزارة الدفاع إن سفنا أطلقت صواريخ كروز "على زورق حدد هدفا في منطقة التدريب القتالي في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود"، مؤكدة أن "السفينة الهدف دمِّرت إثر الضربة الصاروخية".