أكدت أوكرانيا الأربعاء شن "عملية ناجحة" بعد اندلاع حريق في ميدان تدريب عسكري في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، ما دفع السلطات المعينة من جانب روسيا إلى إجلاء أكثر من ألفي مدني. وقال مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف "شنت عملية ناجحة في القرم المحتلة. يخفي العدو حجم الأضرار وعدد الضحايا". وقد أرفق رسالته بتسجيل فيديو قصير يظهر منشأة مشتعلة من دون أن يكون ممكنا تحديد هذه المنشأة. وكان سلاح الجو الأوكراني ذكر صباح الأربعاء أنه دمر 23 من 32 طائرة بدون طيار متفجرة أطلقتها القوات الروسية، و 13 من أصل 16 صاروخ كروز من طراز كاليبر على منطقة أوديسا (جنوب). وتسببت هذه الهجمات الروسية الجديدة في جرح 12 شخصًا على الأقل خلال الليل في هذه المنطقة، حسب حاكمها أوليغ كيبير. وتتركز المعارك في شرق البلاد حيث يتواجه الجيشان الأوكراني والروسي. وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو الأربعاء إن عشرة مدنيين جرحوا في قصف روسي. وضربت روسيا موانئ أوكرانية بعد انسحابها من اتفاق تدعمه الأممالمتحدة للسماح لكييف بتصدير الحبوب، فيما أعلنت موسكو تحقيق مكاسب على الأرض في منطقة قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية تعاود مهاجمتها. وقالت روسيا إنها قصفت مستودع وقود في أوديسا ومصنعا لإنتاج طائرات مسيرة محمولة بحرا في إطار "ضربات انتقامية هائلة" ردا على هجمات أوكرانية دمرت جسرها البري المؤدي إلى شبه جزيرة القرم المحتلة. وبعد قليل من ضرب الجسر الاثنين، انسحبت موسكو من اتفاق لتصدير الحبوب معمول به منذ عام وتوسطت فيه الأممالمتحدة، في خطوة قالت المنظمة الدولية إنها تغامر بمفاقمة الجوع في أنحاء العالم. وقالت قيادة العمليات العسكرية الجنوبية في أوكرانيا إن التفجيرات والحطام المتساقط ألحقا أضرارا بعدة منازل وبنية تحتية لم تحددها في ميناء أوديسا، أحد الموانئ الرئيسية في أوكرانيا. وتحدثت السلطات المحلية في ميكولايف، وهو ميناء آخر، عن حريق كبير هناك. وقال أندري يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن الهجمات الروسية على الموانئ تقدم "دليلا آخر على أن الدولة الإرهابية تريد أن تعرض للخطر حياة 400 مليون شخص في بلدان تعتمد على الصادرات الغذائية الأوكرانية". وبعد ستة أسابيع من شن أوكرانيا هجوما مضادا في الشرق والجنوب، تشن روسيا هجوما بريا في الشمال الشرقي. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تقدمت كيلومترين في محيط كوبيانسك، وهي مركز للسكك الحديدية في الخطوط الأمامية استعادت أوكرانيا السيطرة عليه في هجوم العام الماضي. واعترفت كييف بأن الوضع "معقد" في المنطقة. ولم يتسن لرويترز التحقق من الموقف على نحو مستقل. ومنذ أن بدأت أوكرانيا هجومها المضاد الشهر الماضي، استعادت كييف بعض القرى في الجنوب والأراضي المحيطة بمدينة باخموت التي أصابها الدمار في الشرق، لكنها لم تحاول بعد تحقيق تقدم كبير عبر الخطوط الروسية الشديدة التحصين. وقال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة ، إن الهجوم الأوكراني المضاد بعيد تماما عن وصفه بالفاشل، لكنه توقع أمدا طويلا للقتال. وأضاف ميلي للصحفيين في واشنطن "أعتقد أنه لا يزال هناك الكثير من القتال، وأظل متمسكا بما قلناه من قبل: سيكون هذا (القتال) طويل الأمد وشاقا ودمويا". كما حذرت روسيا، أوكرانيا من مساعيها لمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود مشيرة الى انه لم يعد هناك "ضمانات أمنية" بعد انتهاء العمل باتفاق كان يتيح نقلها رغم الحرب. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "في غياب ضمانات أمنية مناسبة، تظهر مخاطر معيّنة. إذا تمّ إقرار أيّ شيء بدون روسيا، فيجب أن تؤخذ هذه المخاطر في الاعتبار". وكان يرد على سؤال حول رغبة اوكرانيا بمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود مع او بدون موافقة موسكو على أمن السفن. في الإطار نفسه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره التركي حقان فيدان ان انتهاء العمل بالاتفاق يعني "سحب الضمانات الأمنية للملاحة" ما يجعل شمال غرب البحر الأسود حيث تعبر سفن الشحن، "منطقة خطرة مؤقتا". وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "الوزيرين فكرا في خيارات أخرى لتزويد الدول الأشد حاجة بالحبوب". من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب "خطأ فادحا" بإنهاء مشاركة موسكو في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية. وقال ماكرون "لقد قرر استخدام الغذاء سلاحا (...) أعتقد أنه خطأ فادح". وكانت موسكو أعلنت الاثنين رفضها تمديد الاتفاق الذي ابرم في يوليو 2022 مع أوكرانيا برعاية الأممالمتحدة وتركيا منددة بالعوائق الماثلة أمام تصدير المنتجات الزراعية الروسية. واتهم بيسكوف ايضا أوكرانيا باستخدام الممر البحري الذي فتح في إطار الاتفاق "لأغراض عسكرية ... هذه حقيقة واضحة" بعدما قصفت كييف الاثنين الجسر الاستراتيجي الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو. من جانبه قال القائم بأعمال حاكم مقاطعة خيرسون، فلاديمير سالدو، إن الجيش الروسي دمر أكبر مستودع للوقود وزيوت التشحيم للقوات المسلحة الأوكرانية في الجزء الخاضع لسيطرتها من مقاطعة خيرسون، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، الاربعاء. وأوضح سالدو أن "مقاتلي مجموعة دنيبر العسكرية دمروا مخزنا للوقود وزيوت التشحيم للتشكيلات المسلحة الأوكرانية بالقرب من قرية لفوفو في منطقة بلدية بيريسلاف المحتلة مؤقتا، وكان هذا أكبر مستودع للجيش يوفر الوقود لجميع القوات المعادية على الضفة اليمنى من نهر دنيبر". ووفقا له، فإن تدمير البنية التحتية العسكرية للعدو مهمة أساسية ويتم تنفيذها بنجاح. واختتم سالدو منشوره، قائلا: "لن نسمح لنظام كييف بتخزين الأسلحة والإمدادات التي تسمح له بإلحاق الأذى بنا". قصف روسي استهدف موانئ أوديسا