شنّت روسيا ليل الأربعاء - الخميس ضربات جديدة على مدن ساحلية في جنوبأوكرانيا بينها أوديسا، المدينة المرفئية على البحر الأسود والتي استهدفت لليلة الثالثة على التوالي منذ انتهاء العمل باتفاق حيوي لإمدادات الأغذية في العالم، بينما قُتلت فتاة في قصف أوكراني على القرم. وتعرّضت مدينة أخرى في الجنوب الأوكراني هي ميكولايف أيضاً لضربات روسية أوقعت "20 جريحا"، بحسب ما قال حاكم المنطقة فيتالي كيم. وكتب حاكم ميكولاييف على تيليغرام أنّ "الروس ضربوا وسط المدينة. النيران مشتعلة في مرآب ومبنى سكني مؤلف من ثلاثة طوابق". وأضاف أنّ تقريبا "20 شخصا في المجمع جُرحوا، أدخل تسعة منهم، بينهم خمسة أطفال، المستشفى وانتشل شخص من تحت الأنقاض". من جهته، قال رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش "هناك حفرة كبيرة في الأرض بالقرب من مبنى سكني من ثلاثة طوابق"، مؤكّداً أنّ "الحريق خطير جداً". وأضاف أنّ "خمسة مبان سكنية على الأقلّ أصيبت بأضرار"، كما لحقت أضرار ب"بحوالى 15 مرآبا" في مكان آخر. وفي مدينة أوديسا الأوكرانية الكبيرة الواقعة على البحر الأسود والتي تبعد حوالي مئة كيلومتر جنوب غرب ميكولاييف، أدى هجوم روسي آخر إلى إصابة شخصين بجروح نقلا إلى المستشفى، بحسب الحاكم المحلي. واستهدف هجوم روسي آخر نُفّذ ليل الثلاثاء-الأربعاء منشآت القمح والبنى التحتية المرفئية في أوديسا وتشورنومورسك. وأصيب العشرات على الأقل في هذا الهجوم الذي نفّذ بصواريخ كروز ومسيرات متفجرة من صنع إيراني، بحسب حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر. وفي شمال شرق شبه جزيرة القرم "تضررت أربع مبان إدارية"، كما أعلن حاكم القرم سيرغي أكسيونوف. وأضاف "قتلت فتاة" في هذا الهجوم. وفي شرق القرم، اندلع الأربعاء حريق في ميدان عسكري رافقه دوي انفجارات قد تكون ناجمة عن احتراق مخازن ذخيرة بحسب وسائل اعلام روسية الكترونية، ما استلزم إجلاء أكثر من ألفي شخص من أربع مدن قريبة. وتقصف كييف بانتظام حاميات أو مخازن أعتدة روسية خلف خطوط الجبهة وصولا حتى شبه جزيرة القرم. وأكد الجيش الروسي أنه لم يقصف سوى "مواقع صناعية عسكرية وبنى تحتية للوقود ومخازن ذخيرة تابعة للجيش الأوكراني". وأعلنت موسكو الأربعاء أنّها ستعتبر أي ّسفينة متوجهة إلى موانئ الحبوب في أوكرانيا على البحر الأسود هدفًا عسكريًا. من جانبها، دعت كييف إلى تأمين حراسة دولية لسفن الشحن هذه بعد انتهاء صلاحية اتفاقية حاسمة للأغذية العالمية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "كل السفن المبحرة في مياه البحر الأسود في اتجاه الموانئ الأوكرانية ستُعتبر سفنا تنقل شحنات عسكرية محتملة"، مضيفة أنّ "الدول التي ترفع هذه السفن أعلامها ستُعتبر أطرافا في النزاع". وقالت واشنطن إنّ "الجيش الروسي قد يوسّع دائرة استهدافه لمنشآت الحبوب الأوكرانية لتشمل هجمات ضدّ سفن الشحن المدنية" و"من ثمّ اتّهام أوكرانيا بشنّ هذه الهجمات". وكان الكرملين حذّر الثلاثاء من "مخاطر" جديدة في البحر الاسود بعد انتهاء العمل باتفاق الحبوب الموقع في يوليو 2022 تحت إشراف الاممالمتحدةوتركيا والذي رفضت موسكو تمديده منددة بعراقيل أمام تجارة منتجاتها الغذائية. وكييف التي تتهم موسكو بقصف محطات الحبوب فتطالب بتسيير دوريات عسكرية بحرية بتفويض من الأممالمتحدة وبمشاركة تركيا خصوصا، كما قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك في حوار. إلى ذلك استبعد مستشار الرئاسة أي مفاوضات مع روسيا هدفها بحسب قوله "تدمير" أوكرانيا واستعادة "السيطرة تماماً" على دول الاتحاد السوفياتي السابق. وقال بودولياك "بالنسبة الينا، ليس هناك تسوية ممكنة لأن روسيا تكرهنا، لقد جاءت لتدمير مفهوم الدولة الأوكرانية في ذاته". وأعلن البنتاغون عن خطة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1,3 مليار دولار تشمل منظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيّرة ومعدّات أخرى. وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيان إنّ هذه الرزمة من المساعدات تندرج ضمن الجهود الأميركية لاستجابة "المتطلّبات الملحّة لأوكرانيا عبر (...) بناء القدرات الدائمة للقوات المسلحة الأوكرانية". كما أعلن مسؤول رفيع في البيت الأبيض أنّ روسيا تدرس إمكانية شنّ هجمات ضدّ سفن شحن مدنية في البحر الأسود، لتتّهم بعد ذلك القوات الأوكرانية بتنفيذها. وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي آدم هودج إنّ "الجيش الروسي قد يوسّع دائرة استهدافه لمنشآت الحبوب الأوكرانية لتشمل هجمات ضدّ سفن الشحن المدنية" و"من ثمّ اتّهام أوكرانيا بشنّ هذه الهجمات". وأضاف أن هذه المزاعم تستند إلى معلومات استخبارية رفعت عنها السرية مؤخرا. ويأتي هذا في أعقاب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة شنتها روسيا على ميناء أوديسا، وأيضا انسحاب الكرملين من اتفاق دولي يسمح بالمرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى الأسواق العالمية. وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الخميس إن روسيا مسؤولة عن أزمة إمدادات غذاء عالمية كبيرة. جاء ذلك بعد أيام من إعلان الكرملين تعليق مشاركة موسكو في اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود. وأضاف بوريل للصحفيين قبل توجهه لاجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي "ما نعلمه بالفعل هو أن ذلك من شأنه أن يتسبب في أزمة غذاء كبيرة وضخمة في العالم". واتهم بوريل روسيا أيضا بتعمد مهاجمة منشآت تخزين الحبوب الأوكرانية في مدينة أوديسا الساحلية بجنوبأوكرانيا، وهو ما قال إنه سيعمق الأزمة الغذائية.