تولي حكومة خادم الحرمين الشريفين كل الاهتمام وتبذل كافة الجهود والإمكانات في تيسير سبل الحج، وتسعى دومًا لتمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وتوفير الراحة والسلامة وتذليل الصعاب وتقديم أرقى الخدمات الإنسانية لحجاج بيت الله الحرام؛ وذلك بتحسينات متعددة وتطوير متواصل وتسخير جميع السبل لتوفير أقصى درجات الأمن والأمان والسلامة. وقد رفعت شعار (خدمة الحاج شرف لنا) ناهيك عن إدارة الحشود بمنظومة أمنية متكاملة ومتناغمة مع هذا الحدث. ويتبادر إلى الذهن سؤال: ترسيخ الوعي لدى الحاج مسؤولية من؟ هنا أود أن أشير إلى أن الوعي مسؤولية الجميع، وهو مطلب وهدف يسعى الجميع لتحقيقه، الوعي هو اتباع التعليمات والإرشادات والالتزام التام بالإجراءات اللازمة وذلك لسلامتهم وصحتهم وأمنهم وحمايتهم من المخاطر المحتملة حدوثها. الوعي يبدأ من حملات الدول في موسم الحج تنظيماً واستجابة للتعليمات من قبل مواطنيهم، وصولاً لمطارات المملكة والمنافذ البرية والبحرية، وانتهاء بوجودهم في المشاعر المقدسة. الوعي هو عدم التدافع أو الهلع في حالة الازدحام، الوعي هو تجنب حمْل الأمتعة الثقيلة وعدم افتراش الطرقات. الوعي هو عدم التعرض لأشعة الشمس أو الإجهاد والتعب والأعياء. الوعي بأهمية أخذ حقيبة الإسعافات الأولية للمصاب بمرض القلب أو مرض السكري أو الضغط خصوصاً إذا كان الحاج من كبار السن. مما يبهج النفس أن القيادة الرشيدة أولت للجانب التوعوي الأولوية لرفع مستوى الوعي لدى الحاج، على سبيل المثال لا الحصر ولتعزيز الوعي أوجدت عدة مبادرات ومنصات للتعريف بالخدمات والبرامج (منصة أبشر) و(منصة نسك الحج) و(ميادة طريق مكة) و(قطار الحرمين)، ومن ضمن التقنية تطبيقات على أجهزة الآيفون والآندرويد التي تخدم كل حاج بما تقدمه من خدمات وتوفير معلومات إرشادية وبكل اللغات العالمية. أخيراً أتمنى أن يرتقي مستوى الوعي لدى الحاج مع الجهود المبذولة والنجاحات التي تحققت لحج هذا العام وكل عام -ولله الحمد- إلى المستوى المأمول، مع الدعاء بحج مبرور وذنب مغفور، وأن يعودوا إلى بلادهم سالمين، وأن يحفظ قيادتنا ووطننا، وأن يديم عليه نعمة الأمن والأمان.