وفرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عدداً كبيراً من الدعاة والمترجمين والإداريين المكلفين بتقديم الخدمات الدعوية المتواصلة لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، والرد على أسئلتهم واستفساراتهم وتعليمهم وإرشادهم ودلالتهم على الصواب والتنبيه على المخالفات الشرعية والنظامية. وأوضح مستشار وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون الحج والعمرة والزيارة والإعلام رئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ طلال بن أحمد العقيل، أن برامج توعية الحجاج شهدت في هذا الموسم تطويراً على جميع الأصعدة، وتم إعدادها وتنفيذها وتصويرها من خلال خطة ركزت على نشر العلم والتعليم عبر وسائل الإعلام، وبفضل الله تعالى ثم بتوجيهات ودعم المسؤولين أصبحت الوزارة مصدراً رئيسياً لبرامج توعية الحجاج على مستوى العالم، وأسهمت في نشر المعلومات الصحيحة عن المناسك، وأصبحت رحلة الحج سهلة ومفهومة بعد أن تم تبسيط الأحكام والأركان والواجبات، وغدت معلومات عامة يمكن الحصول عليها على مدار الساعة. ولفت إلى أن الوزارة أسهمت في توعية الحجاج قبل قدومهم من خلال القنوات الفضائية وهم في بلدانهم، وفي وسائل التوعية المجهزة داخل الطائرات والسفن والحافلات، وتتواصل معهم قبل وعند وصولهم وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم بعد أدائهم النسك، مؤكداً أن دعاة التوعية في الحج يعلمون حجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم والدور الذي ينبغي عليهم أن يفعلوه لمساعدة الحجاج لأداء الفريضة وفق المنهج السليم بما يعزز معاني التيسير في رحلة الحج، ويقومون بدورهم وواجبهم على أكمل وجه بما يحقق راحة الحاج. وأفاد أن توجيهات معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ركزت على ضرورة استخدام جميع الوسائل المتاحة، خصوصاً العصرية والتقنية، المباشرة وغير المباشرة، والبحث عن الجديد من الوسائل المبسطة للمعلومات، وإيصال التعليمات إلى الحجاج، ويتحقق ذلك تارة من خلال البرامج المبتكرة والمواعظ والدروس المنظمة والنصوص المعتدلة ومصدرها الأساسي الكتاب والسنة وأقوال وفتاوى أهل العلم وذوي الخبرة والمعرفة، بما يعزز تحقيق معاني التيسير في الحج بشكل مباشر، وبالذات البعيدة عن التجاوزات والمعرقلات التي تؤدي للوقوع في الأخطاء وعدم الاستقرار، وبالتالي ينتج عن ذلك عدم تطبيق مفهوم الحج المبرور انطلاقاً من قوله تعالى: (يريد الله بكم اليسر)، وما قد ينتج عن ذلك من المشقة على النفس ويترتب على ذلك الإجهاد البدني والنفسي الناتج عن الغلو في الدين وعدم التقيد بمنهج الوسطية والاعتدال، وهو من أهم أهداف برامج التوعية في الحج. وأشار مستشار الوزير أن الوزارة أنتجت 1000 حلقة من البرامج التلفزيونية والإذاعية بعشر لغات عالمية بهدف نشر ثقافة المناسك وشرح ما يتصل بفريضة الحج وأحكامه وأركان الإسلام والإيمان والتربية والسيرة والتوجيهات والتنبيهات التي تعزز جوانب الأمن بأشكاله وتشجع على ضرورة التقيد بالنظام وتجنب الوقوع في المخالفات والتقيد بالتوجيهات الصادرة من قطاعات الدولة المقدمة للخدمات التي تسعى لضمان امن الحجاج وسلامتهم وتوفير الغذاء والدواء والمسكن ووسائل النقل والتواصل يحقق استقرار رحلة الحج والتأكيد على ضرورة حصول المواطن والمقيم على تصريح الحج من الأحوال المدنية والجوازات عند النية لأداء الفريضة وأهمية التقيد بنظام التفويج لرمي الجمرات الذي تشرف عليه وزارة الحج ومؤسسات الطوافة، منوهاً على ضرورة تجنب الحجاج الظواهر السلبية ومن أبرزها الافتراش والتدافع والمزاحمة والمشاحنة والمشاتمة والتعدي المنبوذ وهي كلها أعمال غير مقبولة تنافي مواصفات الحج المبرور الذي سيكون من ثمراته غفران الذنوب. وأبان العقيل أن الوزارة تعتمد تطبيق مضمون الحديث النبوي "خذوا عني مناسككم" الذي يؤكد ضرورة التركيز على التيسير على النفس في الأحكام والأركان والواجبات وعدم التكلف وتجنب تكليف النفس ما يعجز الإنسان عن القيام به من العمل، مشيراً إلى أن الوزارة تعزز هذه المعاني وتدعو لتطبيقها بشكل واضح ومتواصل بما يعزز معاني التيسير على ضيوف الرحمن في رحلة الحج من خلال التيسير في أداء الفريضة بعيداً عن المخالفات الشرعية والنظامية . وقال: "من الطبيعي أن يحظى كبار السن من الرجال والنساء بمساحة كافية من الحب والتقدير والرحمة في قلب ولاة الأمر الكرام والوطن والمواطن، والحجاج لهم في قلوبنا مكانة خاصة توجب علينا السعي للتيسير عليهم وتبسيط النصوص والتعليمات وما يتصل بخدمات المواصلات والمرور والتنظيمات الإدارية والتوجيهات الصحية وتعريفهم بأحكام التيسير في الحج، ومنها متى وكيف وماهي أحكام التوكيل لرمي الجمرات وذبح الهدي، وللتسهيل والتيسير على الحجاج يمكن لضيوف الرحمن الحصول على المعلومات من خلال الاتصال بالهاتف المجاني (8002451000)، وللتوعية الذاتية يمكن الاتصال على خدمة مناسك للتوعية الآلية (8002488888) . ودعا العقيل الحجاج الى الاستفادة من الخدمات التي توفرها المملكة لهم لراحتهم، ومن ضمنها خدمات وزارة الشؤون الإسلامية، مؤكداً أن تلك الجهود هدفها الأول أن تصبح رحلة الحج آمنة مستقرة يتمكن خلالها الحاج من أداء نسكه وهو صافي الذهن متفرغاً للعبادة وتلاوة القرآن الكريم والذكر والدعاء والتهليل والتكبير، موضحاً أن جميع مقدمي الخدمات في القطاعات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن سعداء بتلبية احتياجات الحجيج وتقديم الخدمات المختلفة لهم بما يعزز أمنهم ويحافظ على صحتهم وسلامتهم، مؤكداً أهمية حرص الحجاج عند أدائهم للفريضة على المنهج السليم المبني على السنة النبوية، وهذا المفهوم الشرعي والمنهج الوسطي المبني على أحكام التيسير في الحج هو منهج نبوي يتوافق مع المعاني العظيمة والرائعة لمفهوم "رفع الحرج عن الحجاج".