أكد قائد الدفاع المدني بمنطقة منى العقيد حسن بن عيد المحمدي أن هناك غرامات مالية على كل من يستخدم أو يبيع أو يحوز اسطوانات أو مواقد غاز داخل المشاعر وتتراوح الغرامة ما بين ألف ريال إلى خمسة آلاف ريال وقال العقيد المحمدي في حديث ل «الرياض» أن الدفاع المدني يهدف إلى تحقيق السلامة لضيوف الرحمن من خلال أفضل مستوى من الكفاءة والفاعلية لتحقيق اشتراطات السلامة في كافة المخيمات وفق خطط وسياسات وبرامج محددة وفيما يلي نص الحوار مع العقيد حسن المحمدي.. ٭ ما هي المخاطر المحتمل وقوعها ويجري الاستعداد لها في موسم حج هذا العام 1426ه ؟ - تقوم المديرية العامة للدفاع المدني كما هو معتاد سنوياً بتحليل للمخاطر المحتمل وقوعها في موسم الحج، وذلك بالرجوع إلى الخبرات المتنامية والدروس المستفادة من الأعوام الماضية، والإطلاع على أحدث النظريات العلمية والتقنية لمعالجة هذه المخاطر، وعقد ورش العمل والندوات العلمية مع الخبرات العلمية المحلية والعالمية، ومن ثم الاستفادة من نتائج تلك الجهود العلمية بتكليف لجان متخصصة طوال العام لكل نوع من المخاطر للعمل على إزالة مسببات هذا الخطر بالكلية أو التحكم فيه بالتخفيف من أثره وحدته، وذلك عن طريق الوقوف الميداني على هذه المخاطر وإعداد التقارير العلمية عنها وإثباتها بالتصوير ومخاطبة الجهات المختصة عنها والمتابعة لحين زوال الخطر بإذن الله تعالى. وفي نفس الوقت كخط دفاع ثانٍ يتم إعداد الخطط اللازمة لكل خطر محتمل وتحدد الأدوار والمسئوليات للاستجابة الفورية لمواجهة الخطر. والدفاع المدني بكافة إمكانياته البشرية والآلية مستعد بإذن الله لمواجهة كافة الحالات الطارئة وذلك من خلال التجهيز والتدريب والتهيؤ كما أن هناك خططاً تفصيلية لهذه المخاطر وهناك خطط للإخلاء وأخرى للإيواء وإعادة الأوضاع وتم تجهيز مواقع الإيواء بكافة المستلزمات الضرورية والحاجية لتقديم الإغاثة للمتضررين. اهتمام بالأنفاق ٭ ما هي خطط الطوارئ بالدفاع المدني لمواجهة الحوادث المحتملة في الأنفاق ؟ ٭ يولي الدفاع المدني اهتماماً كبيراً بالأنفاق لأنها تعد من المواقع المغلقة ذات المخاطر الخاصة التي ينجم عنها احتمال اختناق سالكيها بسبب استنشاق الأدخنة الناتجة عن حوادث الحريق بها أو استنشاق غازات عوادم السيارات عند توقف السير في فترات الزحام. لذلك يقوم الدفاع المدني بدوره المطلوب من خلال الكشف على الأنفاق للتحقق من توفر وسائل السلامة والحماية الذاتية بها مثل أنظمة المكافحة والإنذار والتهوية والإضاءة ومخارج الطوارئ من خلال ضباط السلامة والمتابعة مع الجهات المختصة في حال وجود أعطال أو نقص في هذه الأنظمة لحين استكمال المطلوب، كما يتم التنسيق مع قادة المرور ومسؤولي الأمن العام بالأنفاق لتطبيق خطة (تفويج المركبات) للتحكم في دخول وخروج السيارات أو المشاة لمنع تراكم غازات العوادم الخانقة داخل النفق، ويتم مركزة قوات التدخل البشرية والآلية عند طرفي النفق للتدخل السريع في حالة استشعار أي خطر لا قدر الله من خلال فرق الرصد على مدار الساعة في أيام الحج، حيث تقوم هذه الفرق بقياس نسبة غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن عوادم السيارات وكذلك قياس نسبة الأكسجين في المنطقة وهناك خطط للتدخل في حالة الحوادث سواء ما كان منها ما يتعلق بحرائق المركبات أو فيما يتعلق بخطط الحماية المدنية وقت الطوارئ. تحديد المناطق الخطرة ٭ ما هي استعدادات الدفاع المدني لمواجهة حوادث السيول وانجراف التربة خصوصاً أن موسم حج هذا العام يتزامن مع موسم هطول الأمطار ؟ - كما هو معروف أن منطقة منى عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال مما يضاعف من شدة جريان السيول والتربة وارتفاع منسوبها في بطن الوادي، وتتمثل خطة الدفاع المدني في مسح المنطقة والاستفادة من حوادث السنوات الماضية في تحديد مربعات المناطق الخطرة والآمنة ورسم خريطة لها موضحاً عليها مناطق الإخلاء والإسناد والإيواء، ومركزة القوى البشرية والآلية بالقرب منها لضمان سرعة الاستجابة، وتحديد أدوار الجهات المشاركة مثل وزارة الحج البلدية والهلال الأحمر والأمن العام. وعلى مدار العام يجري المتابعة مع الجهات المعنية لإزالة مسببات الخطر عن طريق تثبيت الصخور المهددة بالسقوط أو إسقاطها، تنظيف شبكة مجاري تصريف الأودية من التربة وجميع العوائق، بناء المتهدم من مصدات مياه السيول. الاستعداد ولله الحمد جيد والإمكانيات متاحة وقد تم تجهيز جميع الفرق بمعدات الإنقاذ المائي مثل الحبال وستر الطفو وأطواق النجاة، وهناك خطط تفصيلية أعدت لمواجهة كافة الاحتمالات ..وقد يكون من المناسب تذكير الحجاج بمخاطر الجبال والمرتفعات خاصة وقت هطول الأمطار التي قد تسبب جرف للتربة وسقوط الصخور ونرجو من الحجاج عدم صعود الجبال والمرتفعات المحيطة بمنى لسلامتهم خاصة ان هذه الفترة قد تشهد هطول أمطار . ٭ ما هو مستوى التنسيق بين الدفاع المدني والأجهزة الأخرى لمواجهة حالات الطوارئ وإنجاح مهمة الحج؟ - من المعروف أن تنفيذ أعمال وتدابير السلامة والحماية بالدفاع المدني لا تتم إلا عن طريق تكاتف جهود جميع الأجهزة الحكومية والأهلية بالدولة بحيث تشكل منظومة واحدة متجانسة لمواجهة الخطر والاستجابة لأعمال الطوارىء، وفق ما نصت عليه اللائحة التنفيذية لمهام ومسؤوليات الوزارات والأجهزة الحكومية ولائحة تشكيل واختصاصات لجان الدفاع المدني في المناطق والمدن واللائحة التنظيمية لعمليات الإخلاء والإيواء. لذلك وبعد نهاية حج كل عام يكون هناك لجان تنسيقية بين الدفاع المدني وجميع الجهات ذات العلاقة لتدارس الايجابيات والسلبيات والعمل على تطوير الخطط , كما أن هناك غرفة عمليات لمندوبي اللجنة الفورية بالوزارات والمصالح الحكومية في غرفة عمليات المشاعر بالدفاع المدني يشارك فيها مندوب من كل وزارة ومصلحة معنية بتنفيذ خطة تنفيذ تدابير الدفاع المدني ويكون المندوب هو همزة الوصل بين جهازه وبين الدفاع المدني لتقديم الدعم المطلوب حسب احتياج الموقف كما أن هناك مندوباً من الدفاع المدني ضمن فريق القيادة الموحدة، وعضو في اللجنة المشرفة على تنفيذ خطة تنظيم رمي الجمرات أثناء مهمة الحج وأي إخلال في واجبات أي جهة سوف يؤثر سلباً على الخطة العامة للحج. ٭ ماهي جهود الدفاع المدني في تطبيق تمارين الخطط الفرضية والجهات المشاركة بها ؟ - هناك نوعان من هذه الخطط، الأول عبارة عن خطط فرعية خاصة بكل جهة وقسم للتأكد من جاهزيته وتلقيه التدريب الكافي لتنفيذ المهام المنوطة به، والثاني خطط رئيسية عامة تشارك فيها جميع الجهات المعنية للتأكد من إلمامهم بالدور المطلوب منهم، وانسجام العمل بين الجهات المختلفة في جميع الجوانب المطلوبة. ويتم تنفيذ هذه التجارب الفرضية في حج كل عام حيث يتم اختيار بعض المواقع والتي تحدد حسب الخطر المحتمل، وتكون هذه التجارب كتدريب يحاكي الواقع ويحدد الأدوار المطلوبة من كل جهة لمواجهة هذا الخطر وتقييم التجارب الفرضية المنفذة لتدارك ومعالجة السلبيات إن وجدت. ٭ ما هي أحدث الآليات والتقنيات المستخدمة لدى الدفاع المدني في حج هذا العام؟ - الدفاع المدني حظي باهتمام بالغ من لدن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله فهناك دعم لا محدود لهذا القطاع الحيوي ..حيث تم في السنوات الماضية وعلى عدة مراحل تحديث وتطوير لجميع معداته الفنية ولا يزال ذلك التطوير قائماً.. والحج بطبيعة الحال يأخذ الاهتمام الأكبر من جهاز الدفاع المدني فالآليات المشاركة جميعها موديلاتها حديثة والبعض منها يشارك لأول مرة، وهناك معدة جديدة تشارك لأول مرة في المملكة وهي عبارة عن عربة برمائية تستخدم في عمليات الإنقاذ من السيول وإذا ثبت جدواها في مثل هذه الحوادث سوف يتم تأمينها بإذن الله. ٭ ما هو دور الدفاع المدني في الوقاية من الحوادث ومنعها قبل وقوعها داخل المخيمات؟ - من المعلوم لدى الجميع أن السلامة تعني منع الخطر قبل وقوعه والتخفيف من أضرار المخاطر عند وقوعها. والسلامة تهدف إلى تحقيق أفضل مستوى من الكفاءة والفاعلية لتحقيق اشتراطات السلامة في كافة المخيمات وفق خطط وسياسات وبرامج محددة. ويعد مشروع الخيام المطورة المقاومة للحريق لإسكان الحجاج بمنى اللبنة الأولى والأساس في توفير السكن الملائم والآمن. وقد جرى التنسيق بين الدفاع المدني ووزارة الحج بتعيين مشرفين على السلامة في مكاتب خدمات الحجاج طوال فترة الحج ومن ضمن مهامهم المحافظة على سلامة الحجيج من أخطار الحريق وتوعية الحجاج ومساعدتهم أثناء عمليات الإخلاء والإيواء في حالات الطوارئ لا سمح الله ونشر الوعي الوقائي من الأخطار بين الحجاج . وقد جرى العمل على تأهيل هذه الكوادر البشرية وتدريبهم على القيام بأعمال الدفاع المدني الأولية لتمكينهم من التدخل الأولي والسريع في الحوادث وتنفيذ متطلبات السلامة وليكونوا قادرين على أداء مهامهم الموكلة إليهم على الوجه المطلوب جنباً إلى جنب مع رجال الدفاع المدني، كما جرى الكشف على المساكن والمخيمات قبل وصول الحجاج والتأكد من توافر اشتراطات السلامة بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة، وهناك العديد من المهام التي يقوم بها رجال الدفاع المدني وذلك في إطار تنفيذ منظومة من الإجراءات على أسس علمية تحقق بإذن الله حماية أرواح وممتلكات حجاج بيت الله الحرام، ومن هذه المهام: - التعرف على مواقع خراطيم الإطفاء وطفايات الحريق وكيفية استخدامها. - إزالة مسببات الحرائق والحوادث داخل المخيمات عن طريق التعقيب المستمر على أجزاء المخيم كالمطبخ، والخيام والممرات، والتأكد من عدم وجود مسببات الحرائق. - التعرف على مخارج الطوارئ. - التدخل في حالة حدوث حريق للسيطرة عليه بالوسائل المتاحة بالمخيم. - توعية الحجاج في المخيم نحو تحقيق السلامة. - التأكد من وجود الطفايات في مواقعها المخصصة لها وجاهزيتها للاستخدام. - التأكد من فعالية نظام الإطفاء اليدوي والآلي عن طريق التنسيق مع الفنيين المكلفين بهذه المهمة. - عدم استخدام أو استحداث أي توصيلات أو تمديدات كهربائية جديدة أو مولدات احتياطية غير الموجودة أساساً بالمشروع. - منع استخدام الغاز لأغراض الطهي وخلافه منعا باتا وسوف يتم مصادرة الاسطوانات التي يتم ضبطها مع تطبيق الغرامات الواردة في منع الغاز. - أن تكون مخارج الطوارئ مفتوحة على مدار الساعة وعدم إقفالها مهما كانت الأسباب، وإذا كان لا بد من قفلها فيتم بواسطة الكلبسات البلاستيكية. - منع وقوف السيارات والباعة المتجولين أو الافتراش أو التخزين أمام مخارج الطوارئ ومداخل المخيمات والممرات وحنفيات الحريق. - التأكيد على إزالة النفايات والتخلص منها أولاً بأول. - أن يكون التخزين للمواد الغذائية والكيروسين والحطب والفحم للاستخدام اليومي فقط في المواضع المخصصة لها وبعيدة عن الممرات والمطابخ ومتناول الحجيج. - عدم استخدام أي وسائل طبخ داخل الخيام مهما كانت الظروف والأحوال ويقتصر الأمر على استخدامها في المطابخ العامة المخصصة لها. - عدم ربط الأروقة (الخيام الجديدة) بالاسيام المعدنية والاكتفاء بالأربطة اللاصقة الخاصة بهذه الخيام. - عدم تكديس الحجاج داخل المطبخ أثناء عملية الطهي. غرامات مالية ٭ هل هناك غرامات يتم تطبيقها على المخالفين لاشتراطات السلامة وما هي هذه المخالفات؟ - نعم هناك غرامات يتم تطبيقها على استخدام أو حيازة أو بيع اسطوانات أو مواقد الغاز داخل منطقة المشاعر اعتباراً من واحد ذي الحجة والغرامات تتراوح من ألف ريال إلى خمسة آلاف ريال مع إيقاف ومساءلة من يتعمد مخالفة الأوامر العليا الصادرة في هذا الشأن لما ثبت من أضرار اسطوانات الغاز ومحافظة على سلامة أرواح ضيوف الرحمن وأداء مناسكهم في أمن وسلامة. ٭ هل تشكل ظاهرة الافتراش عائقاً لإعمال ومهام الدفاع المدني وما هي المخاطر التي تنتج عن هذه الظاهرة؟ - مما لا شك فيه أن ظاهرة الافتراش تتصادم مع المنفعة الأصلية للطريق، وهي مرور الناس من خلالها بكل يسر وسهولة وسلامة . ولا زالت هاجساً يؤرقنا خوفاً على سلامة الحاج وما تسببه هذه الظاهرة من زحام وإعاقةً لانسياب حركة حجاج بيت الله خاصة عند الجمرات ونحن هنا ندعو الحجاج إلي تجنب افتراش الطرقات والساحات والممرات والمداخل ومخارج الطوارئ داخل المخيمات منعاً للزحام وحوادث الدهس البشري وتيسيراً لأداء المناسك بكل يسرٍ وسهوله. ٭ ما هي البرامج التوعوية التي تقدمونها للحاج؟ - لقد أولت المديرية العامة للدفاع المدني هذا الجانب أهمية كبيرة، حيث لم يقتصر دور الدفاع المدني في رسم الخطط والبرامج بل تعدى ذلك إلى تقديم البرامج التوعوية للحجاج وفقا لما أتيح من إمكانات، وتم التنسيق مع مؤسسات الطوافة لحجاج الداخل والخارج فيما يخص رفع وعي الحجاج من الأخطار وطرق الوقاية منها، وتوزيع النشرات والكتيبات التوعوية على الحجاج، والاستفادة من الشبكة التلفزيونية التوعوية بجسر الجمرات. وتعتبر توعية الحجاج في أوطانهم من أفضل الخطوات وأميزها وتم تنفيذها بنجاح بالتعاون مع سفارات خادم الحرمين الشريفين حيث تم إنتاج فيلم السلامة بالحج بعشر لغات ومئات الألوف من المطويات والمطبوعات بثلاث عشرة لغة ويتم توزيعها في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية. وهناك خطة إعلامية شاملة للتوعية موجهة للحجاج داخل المشاعر وأثناء قدومهم للحج وذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة كما يوجد موقع على الانترنت وبجميع اللغات لتوعية الحجاج عن المخاطر المحتملة www.998.gov.sa ٭ ماهي كلمتكم لحجاج بيت الله الحرام. - أولاً: ندعو الله جلة قدرته لهم حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وعوداً حميداً. ثانياً: أداء نسكهم في خشوع وسكينة والبعد عن ما يعكر صفو هذه الشعيرة التي وفقهم الله ويسر لهم السبيل لأدائها. ثالثاً: اتباع إرشادات وتعليمات السلامة مما يسهم في توفير سلامتهم وأمنهم وراحتهم. ونحن متواجدون على مدار الساعة نتشرف بخدمتهم ونعمل جاهدين على راحتهم وسلامتهم. ٭ ما هي كلمتكم لرجال الدفاع المدني العاملين معكم في منطقة منى؟ - نحمد الله العلي القدير أن خصنا وشرفنا في هذا البلد الطاهر بخدمة ضيوفه والسهر على راحتهم ومن شكر الله على هذا التفضيل أداء العمل بكل أمانة وتضحية وإخلاص لله، وتقديم كل ما من شأنه سلامة وراحة وأمن الحجاج. وأذكر زملائي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار أبدا عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله).