مع بداية عامنا الهجري الجديد "1445" يتطلع الفنان المسرحي السعودي اليوم إلى موقعة ودوره وفق رؤية المملكة 2030، الرؤية التي رسمت الملامح المستقبلية لأهل المسرح بأنحاء المملكة، فمنذ إنشاء هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، تشكلت صناعة المسرح بإمكاناته البشرية الإدارية والفنية المتعددة، كذلك إعداد وتأهيل المسرحيين من مؤلفين ومخرجين وممثلين وفنيين، كل ذلك من أجل تحقيق أهداف الرؤية ذات الاستراتيجية الوطنية المستقبلية، والحقيقة أن أهل المسرح يعيشون حالياً مرحلة حراك مسرحي ونقطة تحول بالنسبة لهم، أدت المرحلة إلى رفع سقف طموحاتهم بأن هناك جدياًد سيطرأ على واقعهم الفني، وأن مرحلة جديدة ستأخذهم إلى تحقيق تطلعاتهم وآمالهم، كيف لا والمسرح كان له نصيب كبير من الرؤية التي وضعته وزارة الثقافة محوراً أساسياً ضمن خططها، وعليه انخرط المسرحي السعودي في أهداف الرؤية بعد أن وجد تغييراً جذرياً في مجتمعه بشتى المستويات الحياتية الاجتماعية، من الانفتاح الاقتصادي وجودة الحياة، كما وجد الصورة الذهنية لديه تتحول نحو مسرح اجتماعي مرتبط بالحياة والمجتمع، بعد أن عاش عقوداً مضت تائهاً متنقلاً بين مهرجانات خارجية، يقدم عروضاً لا علاقة لها بمجتمعه، تحت ما يسمى بالمسرح الجاد والتجريب، نتج عنه مسرح التخريب والظلال لكل ما هو مسرح اجتماعي محلي، ولم يعد يرى مسرحنا أحداً من كل سكان البلد، الآن عاد مسرحنا محلياً ولم يعد خارجياً إلا للضرورة ولكن من منطلق أرضية اجتماعية محلية في التأليف والإخراج والتمثيل، كذلك العنصر الفني المشغل للصوت والإضاءة وفن الديكور وغير ذلك من العناصر الفنية المسرحية الأخرى، لقناعة القائمين بهيئة المسرح والفنون الأدائية بأن أقوى عروض المسرح تنطلق من بيئتها ومن هويتها الاجتماعية، وبأن هذه العروض لا تجد رواجاً محلياً -فحسب- بل تجد صداها خارج الحدود لدى الجمهور العربي والعالمي، من هنا أعلنت هيئة المسرح والفنون الأدائية مشكورة انطلاق مهرجان الرياض للمسرح في نسخته الأولى خلال الأشهر القادمة، لغرض رفع مستوى الوعي بقطاع المسرح والفنون الأدائية لدى الجمهور المحلي، فضلاً عن ذلك دعم الإنتاج المحلي للمسرح السعودي، الجميل في مهرجان الرياض للمسرح إسناد مهمته ورئاسته وإدارته إلى الكفاءات المسرحية الوطنية، أسماء لها باع طويل في مجال المسرح علمياً وعملياً، يأتي في مقدمة هذه الأسماء الفنان المعروف والأستاذ الأكاديمي عبدالإله السناني، وهو اسم يستحق مقالة خاصة سأتطرق إليه في قادم الأيام في إطار (تدوين) بهذه الصفحة "ثقافة اليوم". أعود إلى بداية هذا المقال والذي بدأته بتطلعات الفنان المسرحي السعودي اليوم إلى موقعه ودوره وفق رؤية المملكة 2030، وأقول لفناننا المسرحي إن القادم من الأيام أجمل، وما عليك إلا أن تتحرك على خشبة مسرحك الاجتماعي لرؤيتك جماهيرياً وفق الرؤية.