مجرد الوصول إلى أول دوار مدخل مركز الشفا، بمحافظة الطائف، يعني أنك تدلف إلى قمة الأجواء الباردة، في ذروة الصيف، وأجمل المواقع الخضراء طوال العام، لذلك تدرك سر الزحام الذي يشهده مركز الشفا هذه الأيام، من الأسر والشباب الهاربين من لسعات الشمس، من داخل منطقة مكةالمكرمة من المواطنين والمقيمين، وبقية مناطق المملكة وكذلك دول الخليج. تكرر الحالات المطرية، وتشكل السحب بشكل شبه دائم هذه الأيام وبدء تغير جلد الشفا بظهور مجمعات سياحية جديدة ذات تصاميم عصرية وخدمات نوعية، رفع من نسبة الإقبال على الشفا بشكل لافت. مترددون كشفوا ل"الرياض" أن الشفا بحاجة إلى تدخل سريع لاستثمار المساحات الكبيرة على طول طريق الشفا الطائف عن طريق كبرى الشركات المتخصصة لتطويره ورفع نسبة الإسكان الفندقي مع تكثيف برامج الترويج والتنشيط السياحي وفق أساليب تكنولوجية مبتكرة. الفضاءات ذات المساحات الكبيرة على طول طريق الطائف الشفا بجبالها وسفوحها وتلالها بحاجة إلى أن تستثمر سياحياً وتحويلها إلى مناطق جذب سياحي تحقق التطلعات. وبرى ياسر شاطري "مواطن من جدة" أن تنمية السياحة الزراعية وخاصة التي تشتهر بها الشفا مثل التين والعنب والرمان والبرشومي وإعادة تطوير المدرجات الزراعية سيحقق وثبة للعمل السياحي في الشفا. وقال المواطن أسعد مطير: أرى أهمية ربط الترفيه بالثقافة والموروث الشعبي بحيث تقدم الألوان الشعبية والأمسيات الشعرية والحرف والمهن والأكلات لاستثمارها في قطاع السياحة، مع تكثيف برامج التدريب للعاملين في القطاع السياحي، وإلزام أصحاب المنشآت الفندقية والسياحية بتوطين الوظائف، والبحث عن اتجاهات سياحية جديدة في مجالات الصحة والاستشفاء، والصناعات. لكن المشهد الذي استوقف "الرياض" هناك تواجد أفواج من حجاج بيت الله الحرام من جنسيات جنوب آسيا وهم يستمتعون بالأجواء الجميلة وكأنهم غير مصدقين أنها القريبة من مكةالمكرمة بطقسها الحار. من جهته يرى المرشد السياحي أحمد الهذلي أن تخصيص مجمعات للمطاعم العالمية واستثمار كثير من الأدوية والشعاب والقمم الجبلية القابلة للاستثمار والتطوير السياحي بتصاميم عالمية فخمة من شانه توسيع مساحة الجذب السياحي ودعم صناعة الشفا في المركز بشكل عام. "المشراف" أو "مطل السحاب" أسماء متعددة لمطلات رائعة، للجهات الغربية من الشفا، أصبحت مظلة لاجتماع المتنزهين، لمساحتها الواسعة ولخضرتها الدائمة، ولأنها تطل على جبال تهامة في مناظر بانوراميه فاتنة. لكنها شوهت بتجاوزات العمالة الوافدة التي تقود عشرات الحيوانات من الخيول والجمال، مما لوث المكان ونشر الروائح المنتنة، بفعل مخلفات تلك الحيوانات. انتشار عشرات القرود وظاهرة تأجير الدبابات ألقت بظلالها هي الأخرى على تقويض مساحة استمتاع المتنزهين، لكن المطلب الأهم الذي اتفق عليه عدد ممن التقت بهم "الرياض" توفير دورات مياه مدعومة بخدمات النظافة والصيانة. ترفيه بدائي لا يليق بالتوجهات الحكومية لدعم السياحة إطلالات تنتظر التطوير والاهتمام لدعم السياحة الداخلية في الصيف