أكدت مقررة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان المعنية بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا البانيز أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي حول كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى سجن كبير، حيث يتم حبس الفلسطينيين ومراقبتهم وعقابهم باستمرار . وقالت في مؤتمر صحفي عقدته اليوم في جنيف إن عدة أجيال من الفلسطينيين عانت من الحرمان من الحرية التعسفي والممنهج والواسع النطاق بسبب أبسط أعمال الحياة وممارسة حقوق الإنسان الأساسية، كما عانت الأجيال من إدانات جنائية نتجت عن سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والإجراءات القانونية الواجبة وغياب العدالة. وقدمت المقررة الأممية تقريرًا لمجلس حقوق الإنسان ركزت فيه على الحرمان التعسفي من الحرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، حيث اعتقلت إسرائيل ما يقرب من مليون فلسطيني من بينهم عشرات الآلاف من الأطفال في السجون الإسرائيلية. وأشار التقرير إلى أن أي أعمال عنف ارتكبها الفلسطينيون ارتكبت في ظل احتلال غير قانوني واضطهاد وتمييز وفي ظل سعيهم لإنهاء الاحتلال، مؤكداً أن النظام القانوني في إسرائيل مزدوج، حيث تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأحكام العرفية على الفلسطينيين فقط بينما يطبق القانون المحلي على المستوطنين المقيمين بشكل غير قانوني، وأن هذا الازدواج هو ركيزة نظام الفصل العنصري في إسرائيل، وأن هناك شبكة معقدة من أكثر من 2500 أمر عسكري ولوائح طوارئ تعود إلى حقبة الانتداب البريطاني تحدد الجرائم وفقا لتقدير الجيش الإسرائيلي، مثل اعتقال التجمعات التي تضم أكثر من 10 أشخاص بدون تصريح وتتم معاقبتهم بالسجن لمدة عشر سنوات، ودخول المناطق العسكرية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وعقوبتها السجن من سبع إلى عشر سنوات، ووجود اتصالات مع أي منظمة معادية للاحتلال وعقوبتها السجن عشر سنوات، وهو نظام قاسٍ تمت صياغته بشكل غامض ومربك يؤسس لبيئة قسرية حيث يتعرض الفلسطينيون باستمرار للسجن لمجرد القيام بالزراعة أو صيد السمك . وأضاف كما يتعرض الفلسطينيون أيضا للسجن والاحتجاز بشكل روتيني دون توجيه تهمة أو محاكمة بناء على أدلة سرية ولفترة غير محددة حتى أصبح الاعتقال الإداري أداة لاضطهاد الفلسطينيين تحت الاحتلال، كما يتعرض الفلسطينيون للمحاكمات العسكرية بمعدل إدانة يبلغ 99%، والحبس في زنازين غير صحية ومكتظة والتعذيب لانتزاع الاعترافات والترحيل خارج الأراضي الفلسطينية. ولفت التقرير إلى أنه من الشائع أن تقوم القوات الإسرائيلية باحتجاز جثث الفلسطينيين حتى بعد موتهم، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي الفلسطينية ونزع ملكية الفلسطينيين هو الهدف الرئيس لأطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، مطالباً بضرورة إقرار المجتمع الدولي بأن عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن تغييره، ووضع حد لهذا الاحتلال واستعادة سيادة القانون الدولي والعدالة.