أعلن جيش الاحتلال إنهاء عملية واسعة استمرت يومين في جنين بشمال الضفة الغربيةالمحتلة استشهد فيها 12 فلسطينياً وقتل جندي إسرائيلي، بعد غارات شنها فجرًا على غزة ردًا على إطلاق صواريخ من القطاع. وباشرت قوات الاحتلال انسحابها من منطقة جنين مساء الثلاثاء. وأفادت ناطقة باسم الجيش "العملية انتهت رسميا وغادر الجنود منطقة جنين". وبعد ظهر الأربعاء، خرج آلاف من الفلسطينيين لتشييع جثامين تسعة استشهدوا خلال العملية في مقبرة الشهداء في المخيم. بينما نقلت ثلاثة لدفنهم في قرى في ريف جنين. وهتف المشاركون "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" ولفت جثامين بأعلام فلسطينية. كما قاطع محتجون غاضبون كلمة ألقاها نائب رئيس حركة فتح محمود العالول خلال التشييع وطالبوا بمغادرته المخيم مع مسؤولين آخرين من حركة فتح، بحسب مقطع فيديو انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وشن جيش الاحتلال فجر الاثنين أوسع عملية له منذ سنوات عدة في الضفة الغربيةالمحتلة شارك خلالها عدد كبير من الجنود والمدرعات بمؤازرة مسيّرات شنت هجمات جوية وجرافات عسكرية. وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي غيل هغري إن "لواء المغاوير انسحب" من مخيم جنين حيث قال الجيش إنه عثر على مخابئ ومخازن أسلحة ونفق تحت الأرض يستخدم لتخزين المتفجرات. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن سقوط "12 شهيداً، بينهم خمسة فتيان، وأكثر من 140 إصابة، بينها نحو 30 إصابة حرجة". في المقابل، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده "بالرصاص الحي" مساء الثلاثاء خلال العملية. والأربعاء شوهدت ارتال مدرعات جيش الاحتلال تنسحب من جنين ومخيمها اللذين اتشحا بالسواد جراء الدخان الكثيف الذي غطى المباني التي لحقت أضرار بعدد كبير منها. وفي المخيم، تفقد السكان الدمار الواسع النطاق الذي خلفه الجيش الإسرائيلي حيث دمرت جدران مبان أو أحدثت فيها فجوات وتُركت السيارات كتلًا محطمة وتناثرت أغطية الرصاص الفارغ والزجاج المكسور في الشوارع. وتسببت العملية العسكرية بنزوح ما لا يقل عن 3000 من سكان المخيم. وفتحت المدارس والكنائس في محيط جنين أبوابها لايوائهم. وقال رئيس بلدية جنين نضال أبو صالح أن "الأخطر هو ما حدث داخل المخيم حيث لا كهرباء ولا ماء ولا طرق لمن يحتاجون للذهاب الى المستشفى". وقال عماد جبارين أحد الذين غادروا المخيم الذي انتشرت فيه الأنقاض، "دمرت جميع جوانب الحياة، لا كهرباء ولا اتصالات.. نحن معزولون عن العالم إلى حد ما". ودانت وزيرة الصحة الدكتورة مي الكيلة "تصعيد قوات الاحتلال واستهدافها للمرافق الطبية والمستشفيات وطواقم الإسعاف في مدينة جنين." وقالت "إن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي وأطلقت النار داخل ساحته ما أدى إلى وقوع 3 إصابات بينها إصابتان خطيرتان، وكذلك اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى ابن سينا بالمدينة". ونددت جمعية "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" في بيان ب"استشهاد اربعة أطفال فلسطينيين في جنين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها الأخير على المدينة ومخيمها الذي استمر ليومين". كما نددت جمعية أطباء بلا حدود الخيرية الطبية بإطلاق القوات الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع داخل مستشفى خليل سليمان في جنين ووصفته بأنه "غير مقبول". ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه "حرب مفتوحة على أهالي جنين". واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، تسعة فلسطينيين، خلال اقتحامها لعدة مناطق في الضفة الغربية. وأفاد نادي الأسير الفلسطيني، أن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات في القدس، طالت ثلاثة شبان، كما اعتقلت ستة آخرين، خلال عمليات اقتحام لقرى في جنين، ورام الله، وقلقيلية. في السياق ذاته، جدد مستوطنون الخميس، عمليات اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتجولوا في باحاته، تزامن ذلك مع اقتحام قوات الاحتلال لبلدة العيسوية، ومداهمة عدة منازل، والعبث بمحتوياتها.