عملية استقطاب اللاعبين العالميين ليست وليدة اليوم في الملاعب السعودية، سبق وأن حضر لدينا على الأقل في المواسم الأخيرة عدد من اللاعبين يتقدمهم نجم البرتغال والعالم كريستيانو رونالدو، وقبله النجم الأرجنتيني إيفر بانيغا، علاوة على لاعب منتصف ميدان الأهلي البرازيلي باولينهو. وعلى الرغم من حداثة التجارب إلا أننا لم نجنِ الفوائد المرجوة من استقطاب الأسماء العالمية لدورينا حتى الآن. ولعل الخطوة الأولى للاستفادة من هؤلاء النجوم على مستوى أنديتهم تبدأ من إدارات التسويق بالأندية والتي تكاد تكون غير موجودة، وإن كانت موجودة في عدد قليل من الأندية فإنها لا تؤدي الحد الأدنى من الأدوار المطلوبة منها. وما يحدث في الأندية لا يتجاوز اجتهادات إدارية من قبل إداراتها، والتي لا يرتقي اجتهادها لمستوى العمل التسويقي، وهو ليس طموحاً إذا ما قارناه بالتسويق الاحترافي الذي يجب أن يواكب هذه المرحلة المهمة والتاريخية في رياضة وطننا الغالي. الأرجنتيني الشهير إيفر بانيغا اللاعب العالمي الذي تغنى به العالم بأسره لسنوات وهو يرتدي شعارات إنتر ميلان الإيطالي وإشبيلية الإسباني ومنتخب بلاده الأرجنتين، وتلك الشعبية الجارفة التي يمتلكها في القارتين أميركا الجنوبية وأوروبا، عندما يحضر إلى قارة آسيا الفقيرة بنجوم الشباك فهنا يجب أن يكون لنادي الشباب تعامل تسويقي مختلف وأفضل مما قامت به في ثلاثة مواسم مضت ارتدى فيها بانيغا شعار الشباب. الحال ينطبق بدرجة أكبر على أيقونة كرة القدم في العصر الحديث «الدون» المهاجم البرتغالي كرستيانو رونالدو الذي حضر إلى الملاعب السعودية الموسم الماضي في الفترة الشتوية لكن الفوائد التجارية والتسويقية لناديه النصر لم تصل حتى ربع ما كان متوقعاً من لاعب كبير بحجم رونالدو، وهذا الفشل يتحمله في المقام الأول نادي النصر وإدارة التسويق تحديداً، هذا إذا سلمنا جدلًا بوجود إدارة تسويق في النادي. من غير المقبول ولا المعقول أن يبقى قميص نادي النصر بالقليل من الشركاء، وأن لا تتسابق الشركات على رعاية كل ما يخص الفريق الذي يلعب له الكبير رونالدو، حتى على مستوى العقود والرعايات التي تخص النادي لم نجد تسويقاً حقيقياً يوازي استقطاب أحد أهم أساطير كرة القدم في التاريخ. وعلى الصعيد ذاته وقف النصراوين مكتوفي الأندية جراء التفاعل مع الأحداث الرياضية التي كان يجب أن يستثمر فيها رونالدو لتحقيق مكاسب تجارية وتسويقية لناديه النصر أو دوري «روشن» للمحترفين. اليوم ومع استقطاب عدد من نجوم الشباك في العالم يجب أن يختلف العمل التسويقي في الأندية وأن تنهج نهج من سبقوها في التقدم في هذا الجانب ليس ذلك وحسب بل محاولة الابتكار لتحقيق الفائدة القصوى تسويقياً ورفع علامة وشعار واسم النادي والدوري إلى مصاف العالمية وجلب العوائد والمكاسب المالية لخزانة النادي. نجوم أمثال كريم بنزيما وكانتي في الاتحاد، ورونالدو وتاليسكا في النصر، وبانيغا في الشباب، ونيفيز وكوليبالي في الهلال، يجب أن يستغلوا بالطريقة التسويقية الاحترافية الصحيحة واستغلال شعبيتهم العالمية الكبيرة لتسويق الدوري السعودي أولاً وشعارات أنديتهم ثانياً. على الجانب الآخر تتوفر لدينا في المملكة العربية السعوية كوادر شابة متخصصة في التسويق الرياضي من أكبر جامعات العالم، لماذا لا تستغل هذه الطاقات لتترجم أفكارها على أرض الواقع وتنثر إبداعاتها في ظل وجود البيئة الجاهزة والمنتجات الكبيرة والطفرة المالية التي يعيشها هذا القطاع بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين قائد النهضة الرياضية الحديثة. بانيغا بنزيما