لا شك بأن صفقة انتداب النجم الأرجنتيني ايفر بانيغا من قبل الإدارة الشبابية، تعد من أبرز الاستقطابات في تاريخ الدوري السعودي وأهمها منذ انطلاقته، نظرا للإمكانيات الفنية والقيادية التي يمتلكها اللاعب، بجانب تاريخه الكبير في الملاعب العالمية إبان تمثيله لعدد من أكبر الأندية على الصعيدين العالمي والأوروبي، بجانب تمثيله للمنتخب الوطني الأرجنتيني في 65 مباراة دولية. أهمية النجم الأرجنتيني لم تقف فقط على المردود الفني الذي يقدمه في الملعب، بل تتجاوز الميدان إلى ما أستطيع أن أطلق عليه مجازا (لوحة إعلانات)، استغلها الرئيس خالد البلطان بحنكته الإدارية أفضل استغلال، من خلال التعاقد مع عدة شركات وجهات مختلفة لرعاية النادي، والتي ستجد حتما في الشباب فرصة لرواج اسمها نظرا للمتابعة والأضواء الإعلامية المسلطة على بانيغا من قبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية. كل هذه الأمور الإيجابية لا تجعلنا نغفل حقيقة كشفتها تلك الدقائق التي أصيب فيها بانيغا في مباراة الفتح مطلع الشوط الثاني، واضطر إلى مغادرة الملعب تاركا مكانه للنجم الصاعد تركي العمار، فبعد خروجه تحرر الفريق وبشكل واضح من عقدة النجم الأوحد الذي يبحث عنه كل من يستلم الكرة ليمررها له، ليقوم بدوره بإكمال المهمة وتوزيع اللعب حتى ولو كان في موقع لا يسمح له بذلك، الأمر الذي حجب قوة الفريق المتمثلة في اللعب الجماعي الذي اشتهر به منذ عقود واستطاع من خلالها تحقيق أكبر الإنجازات المحلية والخارجية، بجانب عدم استغلال إمكانيات البرتغالي فابيو مارتينيز والذي لم يكن مقنعا في المباريات السابقة، على خلاف الدقائق التي لعبها في ظل غياب بانيغا حيث كشف عن موهبته في صناعة اللعب والتسجيل، اذ استطاع أن يقود الفريق لتحقيق نتيجة ايجابية والعودة في المباراة بعد أن كان خاسرا حتى النصف ساعة الأخيرة من المباراة. ما أريد أن أصل إليه أن اللاعب مهما بلغت نجوميته وإمكانياته الفنية يعد فردا من فريق ولا يمكن أن تسند إليه جميع المهام الهجومية منها والدفاعية، وهنا يأتي دور الجهاز الفني في إطلاق قدرات الفريق من خلال توزيع الأدوار في الميدان، ومنح اللاعبين الثقة الكاملة في قدراتهم لاستغلالها بالشكل الذي يخدم الفريق والمنظومة بعيدا عن عقدة النجم الأشهر، فالشباب إذا أرادا أن يكون منافسا يجب عليه أن يصبح شباب العابد والحمدان ومارتينز والعمار، لا شباب بانيغا وحده.