كانت وما زالت بيئة كرة القدم في السعودية بيئة خصبة للإبداع توفرت فيها مقومات البيئة الرياضية المتكاملة من ناحية الجمهور وشغفه تجاه هذه الرياضة ومن ناحية التاريخ وعراقة أندية ومؤسسات تلك الرياضة، إلا أن تلك البيئة كان ينقصها حسن الإدارة والاهتمام في وقت من الأوقات، وكان ينقصها قرار المسؤول الذي ينقلها من المستوى المقبول إلى المستوى الممتاز الذي يليق بهذه البيئة الرائعة. في يوم 25 فبراير من عام 2020 جاء القرار الذي أكمل الجزء الناقص من أحجية نجاح الكرة السعودية بشكل خاص وباقي رياضات المملكة بشكل عام، حيث أعلن في ذلك اليوم عن تحويل الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة باسم «وزارة الرياضة»، وتعيين الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل وزيرًا للرياضة، الوزير الذي أخذ على عاتقه مهمة التغيير إلى الأفضل وصناعة النجاح للكرة السعودية، ولأن النجاح رفيق العمل لم يتوانَ الفيصل عن إصدار أول القرارات والاعتمادات الإصلاحية في الدوري السعودي، حيث أعلن عن اعتماده للائحة الكفاءة المالية في شهر ديسمبر من عام تعيينه وزيرًا للرياضة، إضافة إلى تكوين لجنة الكفاءة المالية، وهي لجنة فرعية متكونة من ممثلي الإدارات القانونية والمالية بوزارة الرياضة، إضافة إلى ممثلين من اتحاد القدم ورابطة الدوري السعودي للمحترفين، كذلك ممثل من فريق عمل استراتيجية دعم الأندية ومراجع مالي خارجي، وجاءت هذه الخطوة المبكرة لضبط الأحوال المالية وتصحيح الأوضاع مع مديونيات الأندية السعودية، ولم يكن هذا القرار الجوهري الوحيد الذي اتخذه الفيصل في سبيل صناعة الرياضة السعودية، حيث أنشأت الوزارة العديد من الأكاديميات الرياضية في سبيل الاستثمار المبكر في مواهب المملكة، وكذلك اكتشاف وصقل وتنمية تلك المواهب، بل وسهلت الأمر على المستثمرين والجهات الخارجية لإنشاء الأكاديميات الرياضية، واستمر العمل الكبير ليصل إلى استضافة أبرز وأهم الأحداث والفعاليات الرياضية المختلفة والمتنوعة مثل رالي دكار، وبطولة كأس السوبر الإسباني، وكذلك بطولة كأس السوبر الإيطالي، وسباقات الفورميلا بمختلف مواسمها. وكل هذه القرارات والجهود كانت تصب في مصلحة تطوير كرة القدم والرياضة السعودية، إلا أن التحول الهائل الذي قاد فيه الفيصل الأندية السعودية نحو النجاح المبهر بدعمٍ من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء، كان متمثلًا بإطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، وهو المشروع الذي كان ينتظره عشاق الكرة السعودية من سنوات كثيرة، لأن هذا المشروع سيكون نواة لتنويع الاستثمارات في الأندية، إضافة إلى تطوير البنية التحتية وزيادة فرص استقطاب النجوم العالميين للكرة السعودية، بجانب حوكمة الأندية وخلق استدامه مالية لميزانيات الفرق، ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل إن هذا المشروع سيكون له إسهامات تاريخية في كرة القدم السعودية، على سبيل المثال رفع تصنيف الدوري السعودي للمحترفين ودخوله إلى مصاف أفضل 10 دوريات حول العالم، وصناعة جيل رياضي تاريخي قادر على المنافسة والتفوق في مختلف البطولات وعلى مختلف المستويات الإقليمية والعالمية، وفعليًا لم تتأخر نجاعة هذا القرار، إذ أن الأندية السعودية بدأت بمنافسة كبار الأندية العالمية على ضم أشهر الأسماء العالمية من مدربين ولاعبين بل ونجحت بذلك كتوقيع الاتحاد مع اللاعبين العالميين كريم بنزيما ونغولو كانتي. وما يجب ذكره أن جميع هذه النجاحات التي تحققها الرياضة السعودية لم تكن لتتحقق لولا وجود مسؤول بقيمة الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل الذي نجح بإمكانياته وعقليته الفذة أن يترجم الدعم السخي غير المحدود الذي يجده القطاع الرياضي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والمتابعة والاهتمام الدائمين من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى نجاحات يحصدها المجتمع الرياضي السعودي.