اليكسندر تشفرين رئيس الاتحاد الأوروبي يرفض فكرة استقطاب النجوم الأوروبيين للدوري السعودي ويعلق بسخرية "إنهم في نهاية مسيرتهم" ثم يكمل بثقة "المال ليس كل شيء فاللاعبون يرغبون في الفوز بالبطولات الكبرى، والبطولات الكبرى في أوروبا". هذا جميل ويجعل فكرة المنافسة معهم أمراً متاحاً ومشروعاً ولا يستحق كل هذا الضجر والنصائح حين يقول: "يجب أن يستثمروا في الأكاديميات، ويجب أن يجلبوا مدربين ويطوروا لاعبيهم، شراء لاعبين في نهاية مسيرتهم لن يطور كرة القدم" لأن تطوير كرة القدم يأتي على مراحل ولا يجب أن تكون المراحل الأولية تبدأ بالأكاديميات. في الجانب المقابل يصف جيمي كاراغير الصفقات السعودية بأنها عملية غسيل رياضي، ويطالب مواطنه غاري نيفيل بالتحقيق في الصفقات بين تشلسي وولفرهامبتون مع الأندية السعودية. هذا الاستعلاء الإنجليزي نتيجة شعورهم بالعظمة ورغبتهم في بقاء دوريهم هو الواجهة الأولى عالمياً وحرصاً منهم على بقاء أنديتهم هي الأندية الوحيدة القادرة على جذب اللاعبين فنياً ومالياً. لا يمكن أن يتم طرح تساؤل حول سبب صمتهم عندما يكون خطف اللاعبين باتجاه الهند أو الصين أو أمريكا، لأن هذه الدول ببساطة لا يمكن أن تسحب البساط من تحت أقدامهم ومشاريعها تجارية بحتة تدعمها شركات احتمالية انهيارها كبرى، عكس أن يكون هناك مشروع دولة. تجربة السيتي في إنجلترا وباريس في فرنسا ونيوكاسل اليوم، وضحت للأوروبيين معنى مشروع دولة وتعايشوا معه ووضعوا له القيود. لكنهم حتماً لا يرغبون في أن تتحول هذه المشاريع باتجاه دوري عربي خليجي سعودي لأن هذا يهدد عرش كرتهم التي لطالما استخدموها كمشروع سياسي ناعم لجذب الجماهير وتمرير الأفكار السياسية والأيديولوجيات الفكرية على الشعوب. الحرب مازالت في مراحلها المبكرة لكن الأصوات سترتفع وستزداد شراستها لشعورهم بخطر هذا المشروع على أحد أهم أسلحتهم طوال عقود مضت. سيكون هناك قرارات أوروبية وقد يلحقها قرارات من "الفيفا" تحد من انتقال اللاعبين إما بتقنين العدد أو بحرمان اللاعبين من اللعب في بطولاتهم أو بتقنين أعمار اللاعبين المنتقلين أو تحديد سنوات معينة للانتقال، فما يقوم به الاتحاد الأوروبي من فرض قراراته طوال تاريخ اللعبة يجعل التنبؤ بما يريد سهلاً للغاية. لذلك على المسؤولين عن المشروع الوطني الاستمرار في خطواتهم وسرعة ضم أكبر عدد من اللاعبين خلال هذا الموسم والموسم القادم وخطف ما يمكن خطفه من أسماء عالمية في مجال التحليل والتحكيم والنقل التلفزيوني والاستعانة بالخبرات والأسماء اللاتينية العريقة التي طالما حاربت الغرور الأوروبي. ويجب أخذ التصريحات على محمل الجد، فهي ليست مجرد اعتراضات، ولا يمكن الرد عليها بتذكيرها بنفاقها تجاه القضايا والمواقف الرياضية السابقة ولا بدعم أوكرانيا ومحاربة أفكار أوزيل؛ لأنهم يدركون ويعرفون ذلك جيداً ويتعمدون التغابي على المشهد. بل يجب أن يستمر الرد عليهم بالعمل، والعمل وحده هو الذي يقلقهم ويقتل طموحهم وحتماً سيخضعون له، لأنهم لا يحترمون إلا القوي، وهذا تحديداً ما فرضته السياسة الرياضية السعودية اليوم بقيادة صندوق الاستثمارات المرعب.