قالت شرطة الاحتلال: إن من يشتبه في أنه مسلح فلسطيني فتح النار على نقطة تفتيش إسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة أمس السبت، ما أدى لإصابة أحد أفراد الأمن قبل أن تقتله القوات بالرصاص في موقع الحادث. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى، وهي جناح مسلح على صلة بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن المسلح عضو فيها، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن الشاب يبلغ من العمر 18 عاما من كفر عقب. ونشرت الشرطة صورة لبندقية من طراز إم-16 قالت إن المسلح استخدمها في إطلاق النار عند حاجز قلنديا. وتصاعدت المواجهات الأسبوع الماضي في الضفة الغربية التي يجري فيها الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عام مداهمات عدوانية منتظمة أدت إلى اشتباكات متكررة مع مسلحين فلسطينيين وسط سلسلة من هجمات نفذها فلسطينيون في الشوارع استهدفت إسرائيليين. وشهدت الأيام القليلة الماضية اشتباكات عنيفة في مدينة جنين وهجوما نفذه فلسطينيان بالرصاص أدى لسقوط قتلى بالقرب من إحدى المستوطنات وهجمات من مستوطنين على قرى فلسطينية وضربة جوية إسرائيلية نادرة في الضفة الغربية ضد مسلحين. عزلة إسرائيل من ناحية أخرى قال مسؤول إسرائيلي إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي للاحتلال إيتمار بن غفير، يقربان إسرائيل من «عزلة سياسية غير مسبوقة». ونقلت قناة «كان» الرسمية، الليلة قبل الماضية، عن المسؤول الإسرائيلي دون تسميته إن «سياسة سموتريتش تقربنا من عزلة سياسية غير مسبوقة»، مضيفا أن «بن غفير الوزير المسؤول عن تطبيق القانون، يدعو إلى خرق القانون». وكان بن غفير قد دعا إلى إطلاق العنان لإقامة مزيد من «البؤر الاستيطانية» غير الشرعية (مخالفة للقانون الإسرائيلي) بالضفة الغربية، إضافة إلى شن عملية عسكرية بالضفة الغربية يتم خلالها «قتل الآلاف» إذا لزم الأمر. كما سمح سموتريتش بالموافقة على إقامة 7 بؤر غير شرعية بالضفة الغربية، خلال ساعات معدودة الخميس الماضي وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت» كما أعلن قبل يومين بناء ألف وحدة استيطانية بمستوطنة «عيلي» وسط الضفة، ما خلف غضبا فلسطينيا وتنديدا عربيا ودوليا. وكان مسؤولون فرنسيون قد أعلنوا عن رفضهم عقد أي استقبال أو اجتماعات رسمية مع وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش الذي زار باريس مطلع الشهر الجاري. وكما تسبب سموتريتش بأزمة دبلوماسية قبل نحو شهرين، عندما قال خلال زيارته العاصمة الفرنسية باريس، في حفل تأبين خاص، لناشط الليكود اليميني المتطرف جاك كوبفر: «لا يوجد شيء مثل الفلسطينيين، لأنه لا يوجد شيء من هذا القبيل». كما أقام مستوطنون، السبت،بؤرة استيطانية جديدة على اراضي بلدة ديراستيا غرب سلفيت، بحماية قوات الاحتلال الاسرائيلي. وأفاد رئيس بلدية ديراستيا معاذ السلمان،أنه خلال أقل من 24 ساعة استولى عشرات المستوطنين على أراضي المواطنين في منطقة القعدة شمال البلدة، ووضعوا كرفانين وثلاث حظائر غنم، وقاموا بشق طريق ترابية للمنطقة، وتمديد شبكات مياه وكهرباء. وكان دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف «إيتمار بن غفير» المستوطنين إلى اعتلاء التلال في الضفة الغربية والاستيطان فيها بدعم من حكومة اليمين. وقال «بن غفير» خلال تواجده في بؤرة «افيتار» الاستيطانية على جبل صبيح قرب قرية بيتا جنوبي نابلس، إنه يتوجب على الحكومة الاسرائيلية قتل العشرات أو المئات أو حتى الآلاف من الفلسطينيين حتى تستقر الأوضاع الأمنية. وأضاف في حديث لمئات المستوطنين الذين عادوا للبؤرة الليلة قبل الماضية دون تدخل من الجيش «موقفي معروف وأمنحكم كامل الدعم والغطاء ويجب بناء مستوطنة كاملة هنا، وفي جميع التلال المحيطة، يجب استيطان البلاد بموازاة الذهاب نحو عملية عسكرية، تشمل تدمير المباني وتصفية المخربين، ليس واحداً أو اثنين بل العشرات والمئات وإذا ما أحتاج الأمر فعلينا قتل الآلاف». وتابع «في نهاية المطاف هذه أرضنا وسنتمسك بها وسنعيد الأمن للسكان فأرض إسرائيل لشعب إسرائيل ، لديكم كامل دعمنا فانقضوا على التلال واستوطنوا، نحبكم»، على حد زعمه. في حين رافق «بن غفير» في زيارته للبؤرة كل من مسئول مستوطنات شمال الضفة «يوسي داغان» ومسؤولة منظمة «نخلة» الاستيطانية «دانييلا فايس»، حيث دعوا الحكومة للسماح بإقامة مستوطنة في المكان بناءً على وعدها السابق. السلطة تنتقد انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أصواتا إسرائيلية «تدعي أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على السيطرة في الضفة الغربية وأنها في طريقها للانهيار». وقال الشيخ في بيان تلقت «الرياض» نسخة منه، أمس، إن «أصواتا مسؤولة في الحكومة الإسرائيلية تدعي أن السلطة غير قادرة على السيطرة في الضفة الغربية وأنها في طريقها للانهيار ناسين أو متناسين أننا شعب تحت الاحتلال ومشكلة شعبنا المركزية هي بقاء هذا الاحتلال على أرضنا». وتساءل الشيخ، والذي يشغل أيضا عضوية اللجنة المركزية لحركة (فتح) «هل تلك الجهات قادرة على لجم وكبح جرائم وعنف المستوطنين المسلحين ضد الفلسطينيين الأبرياء وحرق بيوتهم وممتلكاتهم». وتأتي تصريحات الشيخ في أعقاب ما كشفته الإذاعة العبرية العامة عن أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار عقد في نيويورك قبل نحو أسبوعين اجتماعا استثنائيا مع مسؤولين في منظمة الأممالمتحدة. وقال بار خلال اللقاء، بحسب الإذاعة، إن السلطة الفلسطينية فقدت سيطرتها على مناطق واسعة في شمال الضفة الغربية، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي إلى تكثيف نشاطاته فيها، محذرا من تدهور وضع السلطة وفقدان قدرتها على العمل في تلك المناطق. وأكد الشيخ أن دور السلطة الفلسطينية التي تشكلت في العام 1994 وفقا لاتفاق أوسلو هو «إنجاز المشروع الوطني في الحرية والاستقلال وحماية الشعب الفلسطيني ولن ترضى بغير هذا الدور الوطني والتاريخي». وأضاف أن على إسرائيل الاعتراف بأن «المشكلة في الاحتلال ولا خيار إلا الحل السياسي الذي ينهي هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية على حدود عام 1967». وتابع الشيخ أن ما نتعرض له «حرب شرسة وشاملة تتطلب وحدة شعبنا وتماسكه بكل قواه»، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل قبل فوات الأوان وإرسال لجان تحقيق وحماية في جرائم الاحتلال الإسرائيلي. وتقوم قوات الاحتلال منذ بداية العام الجاري بعمليات اقتحام واسعة لمدن الضفة الغربية خاصة جنين ونابلس بزعم ملاحقة عناصر فلسطينية مسلحة.