قتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص ثلاثة فلسطينيين بينهم فتى الإثنين خلال مداهمة عسكرية كبيرة في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية أطلقت مروحية إسرائيلية خلالها صواريخ. وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها طائرات مروحية إسرائيلية لقصف مواقع فلسطينية في جنين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)، بحسب مصدر أمني فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية "استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة 37 آخرين بينهم 10 بجروح خطيرة" خلال المداهمة مشيرة إلى مقتل كل من خالد عزام عصاعصة (21 عاماً) وقسام فيصل أبو سرية (29 عاماً) والفتى أحمد يوسف صقر (15 عاما). من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "مروحيات عسكرية إسرائيلية فتحت النيران تجاه المسلحين للمساعدة في انسحاب الجنود" موضحا "دارت اشتباكات كثيفة مع مسلحين فلسطينيين" مشيرا إلى رصد اصابات. وأكد الجيش الإسرائيلي تعرض مركبة عسكرية لأضرار "بعد انفجار عبوة ناسفة" مشيرا إلى أن "الاشتباكات لا تزال مستمرة". شاهد مصور وكالة فرانس برس في المدينة التي تسجل فيها مواجهات متكررة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين، اشتباكات عنيفة كانت لا تزال مستمرة حتى الساعة العاشرة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي (7:30 ت.غ). وبحسب المصور فإن مسلحين فلسطينيين اطلقوا النار بكثافة على آلية عسكرية إسرائيلية. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات إسرائيلية "استهدفت مركبتي اسعاف بالرصاص الحي ما تسبب بأضرار مادية" مؤكدا أنه "تتم عرقلة وصول سيارات الاسعاف للاصابات في جنين". وكان نائب محافظ جنين كمال أبو الرب قال لوكالة فرانس برس إن "قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي اقتحمت المخيم بعد صلاة الفجر، ووقعت اشتباكات عنيفة مع الجيش الاسرائيلي، اسفرت عن عدة إصابات من بينها إصابات خطرة". وأضاف "أصيبت سيارتان عسكريتان اسرائيليتان بأضرار" مشيرا إلى تواجد "مروحيتين اسرائيليتين في الاقتحام". دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان ما وصفته بأنه "عدوان الاحتلال المتواصل" على جنين قائلة إنه يشكل "تصعيداً خطيراً في ساحة الصراع واستنجادا إسرائيليا رسميا بدوامة العنف". أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ فكتب في تغريدة "حرب شرسة ومفتوحة تشن ضد الشعب الفلسطيني سياسيا وأمنيا واقتصاديا من قبل قوات الاحتلال". وبحسب الشيخ "نحن في أتون معركة شاملة على كل الجبهات، تتطلب وحدة شعبنا في مواجهة هذا العدوان". منذ بداية يناير، قُتل ما لا يقل عن 162 فلسطينيا، وعشرون إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية. وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة من عرب إسرائيل. وغالبا ما ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات مداهمة يقول إنها "استباقية ووقائية" لمدن وقرى وبلدات فلسطينية لاعتقال مطلوبين لديه ويتخلل هذه المداهمات مواجهات مع السكان الفلسطينيين.