لا شك أن مشروع خصخصة الأندية والاستثمار الذي أعلن مؤخراً ونقل ملكية بعض الأندية لصندوق الاستثمارات العامة، وأندية أخرى لشركات كبرى لها مكانتها يعد نقلة تاريخية للرياضة السعودية، وبداية لانطلاقة جديدة نحو إنجازات على المستوى القاري والعالمي. هذا المشروع الرياضي الاحترافي والاستثماري يهدف لتكوين إدارات محترفة ترتقي بالعمل الإداري في الأندية واستثمار مواردها وبالتالي تطورها في جميع المجالات. هذا التنظيم الإداري الجديد في الأندية سيلغي العمل العشوائي السابق لبعض إدارات الأندية والذي تسبب في تراكم الديون على الأندية وأوصل مشكلاتها وقضاياها للفيفا. التخطيط لأن يكون الدوري السعودي العاشر عالميًا بدأ منذ عدة مواسم، والآن وبعد نوعية التعاقدات مع أفضل النجوم في العالم والتي يتولى مهمتها صندوق الاستثمارات العامة فإن الدوري السعودي سيصبح من الدوريات المتابعة عالميًا بسبب وجود هؤلاء النجوم، وستكون المنافسة أكثر قوة وإثارة. وهذه التعاقدات لأشهر نجوم كرة القدم ستعمل على تشجيع اللاعبين الآخرين في الدوريات الأوروبية للمجيء وخوض تجارب جديدة مع الأندية السعودية بعد أن كان معظمهم يرفض فكرة اللعب خارج أوروبا. هذا المشروع الرياضي والمرحلة التنظيمية الجديدة في تاريخ كرة القدم السعودية تحتاج لعمل منظم من اتحاد كرة القدم ولجانه، والبحث عن أعضاء جدد مؤهلين ومتخصصين يعملون باحترافية لمواكبة هذا التطور، والأهم من ذلك هو تجاوز الأخطاء البدائية وغير الاحترافية التي حدثت في المواسم السابقة وأثرت على الأندية وجعلت مستوياتها تتراجع مما ساهم في التأثير على قوة المنافسة. ومن أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها في هذه المرحلة هو النقل التلفزيوني الذي له دور كبير في المساهمة في نجاح هذا المشروع الرياضي والاستثماري، وكذلك الاهتمام بنوعية البرامج التي تبثها القناة الناقلة، وجلب مدربين ولاعبين عالميين سابقين للاستوديو التحليلي للمباريات لأهميته في زيادة المتابعة للدوري. الرياضة السعودية في طريقها للعالمية