وضع قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بالتعاقد مع ستة لاعبين غير سعوديين الأندية أمام جدية أكثر في البحث عن الأفضل الذي يصنع الفارق خصوصاً لدى أندية الوسط المطالبة باستغلال ذلك مقابل الأموال التي ستنفقها وتؤثر على ميزانياتها المحدودة في ظل عدم توفر الرعاة لدى بعضها، وقد شاهد الجميع في الجولات التسع الماضية كيف أن هناك فرقاً استثمرت القرار بصورة إيجابية حتى أحرجت الفرق الكبيرة وكادت أن تتفوق عليها بالنتيجة عكس ما كانت تسجله سابقاً، عندما كان الهدف الخروج بأقل الخسائر. الإعلام والجمهور أصبحوا يَرَوْن القرار بحجر العثرة أمام اللاعبين السعوديين الذين ينتظرون القرص مع الفريق الأول قبل التعميم الجديد المتضمن مشاركة خمسة لاعبين من الفريق الأول مع "الأولمبي"، فيما يرى آخرون أن وجود اللاعبين غير السعوديين بالعدد الحالي كيف بإجبار الأندية على التوقيع والتجديد مع اللاعب المحلي وفق رقم مالي يتناسب وميزانية النادي وإمكانيات اللاعب عكس ما كان يحدث في السابق من هدر مالي حتى ضاقت بعض الأندية ذرعاً بالديون الكبيرة. عن هذه الزيادة وهل أحسنت الأندية الاختيار تماشياً مع وضعها المالي يقول مهاجم الأهلي الدولي ومدير الكرة السابق حسام أبو داود: "زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي للمحترفين قلص من فرصة اللاعبين المحليين في المشاركة، ولا تصب في مصلحة المنتخب السعودي، فهذا القرار إضافة إلى تعاقد حارس أجنبي، والسماح بمشاركة لاعب أجنبي من مواليد السعودية، قرار مجحف للاعب السعودي، وحرمانه المشاركة، وعدم منحه الفرصة الكاملة، وهذا يساهم في نقص المواهب في الكرة السعودية". وأضاف :"وجود هذا العدد من اللاعبين الأجانب بالدوري ليس في صالح اللاعبين المحليين، وربما يؤثر على المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها السنية، وقتل المواهب الشابة في ظل استمرارية اعتماد الأندية على اللاعبين الأجانب مايقارب 60 ٪ ، وسيكون هناك صعوبة في إيجاد لاعبين مميزين لخدمة المنتخب الوطني، وهذا شيء طبيعي في ظل نقص المواهب الكروية". وحول اختيار الأندية للاعب غير السعودي المميز، قال نجم المنتخب السعودي والأهلي السابق: "يعود ذلك على المقدرة المالية، فالنادي الذي يملك الدعم والإمكانيات المالية والإدارية ستكون اختياراته موفقة، وكمثال فإدارتي الهلال والأهلي أحسنت اختيار العنصر الأجنبي والدليل المنافسة القوية بين الفريقين على صدارة الدوري، وبعض الأندية لم توفق في الاختيار إما لقلة الموارد المالية أو لسوء الاختيار كما حدث في النصر". الفائدة شملت الجميع وصف مدافع الاتفاق الدولي السابق سلمان النمشان عطفاً على أداء بعض الفرق ومستويات بعض اللاعبين غير السعوديين القرار بالمميز، وإنه يَصب لصالح الأندية ويساعدها لتخفيف أعبائها المالية بسبب التعاقدات المحلية المبالغ في أسعارها وقال: "من وجهة نظري سيساهم في الحد من الأسعار الخيالية وغير المستحقهة لبعض المحليين والأجانب أيضاً، كما إنه سيكون مفيداً للفرق من النواحي الفنية ورفع المستوى وتعزيز المراكز التي يجد فيها ضعف وقصور فني". وأضاف: "كنت أتمنى أن يكون صدور هذا القرار بعد نهاية الموسم الماضي مباشرة وقبل بدء الفرق في التخطيط والإعداد للموسم الحالي، لاسيما وأن بعض الفرق أجرت تعاقداتها مع لاعبين سعوديين بكثرة مثل فريق الفيحاء على سبيل المثال وتعاقد مع حارسين، أضف إلى ذلك أن الفرق أتمت تعاقداتها بشكل عاجل ومن دون تريث وهدوء بسبب تأخر القرار الذي كان قبل انطلاق الدوري بوقت قصير. واستطرد النمشان بحديثه قائلاً: "قرار زيادة اللاعبين المحترفين ستجني الفرق والمنتخب ثمراته في الأعوام المقبلة، كوّن الأندية ستحل مشاكلها المالية والفنية بإيجاد العنصر الفعّال من الأجانب، والمنتخب سيأخذ صفوة اللاعبين المميزين والقادرين على إثبات وجودهم مع فرقهم ومنافسة المحترفين من خارج المملكة، وصعوبة المشاركة في التشكيل الأساسي، سيصنع لاعبين محليين مؤهلين لتمثيل المنتخب بكل قوة، وستجد لديهم الرغبة بالمحافظة على تميزهم وتطوير مستوياتهم". واختتم النمشان حديثه قائلاً: "في المواسم المقبلة سيشهد الدوري السعودي الممتاز تنافساً أقوى من غالبية الفرق، وسترتفع مستويات دوري الدرجة الأولى ودوري الدرجة الثانية وأيضاً دوري المناطق، وستجد الأندية وفرة من اللاعبين الراغبين بخوض تجارب فنية معهم. لذلك نؤكد أن القرار صائب والأندية استفادت منه فرق وجلبت عناصر في مراكز لم تستطيع جلبها في الفترة السابقة لقلة العدد المسموح به، وستستفيد منه أكثر في المستقبل وسيكون له مردوداً إيجابياً عليها وعلى الكرة السعودية". القرار سيخدم الخصخصة أكد المدرب الوطني محفوظ حافظ أن قرار زيادة اللاعبين غير السعوديين يعتبر من ركائز الاستثمار الرياضي وقال: "سيخدم ملف الخصخصة المنتظر لاسيما أننا نطمح في موازنة الدوري السعودي مع الدوريات الأوروبية والعالمية، والأندية نجحت في العامل الاستثماري من خلال تدعم صفوفها بالأجانب، وطالما نبحث في الرياضة السعودية عن خصخصة الأندية علينا أن نحقق المتطلبات الأساسية والتي تحفز المستثمر وتشجعه على شراء أحد الأندية إذ أصبحت كرة القدم في الأونة الأخيرة اقتصاداً مالياً وقوة استثمارية، لذلك يجب على جميع الرياضيين أن يكون الفكر لديهم غير محدود فقط داخل المستطيل الأخضر ويجب البحث عن الموارد ووضع معايير وأهداف تعجل من نجاح الخصخصة ورفع الاقتصاد الرياضي لدينا، وشخصياً يعد هذا القرار ناجحاً بكل معاييره ومن المتوقع أن يرتفع عدد استفادة الأندية من اللاعبين الأجانب لأكثر من ستة لاعبين وهذه خطوة ستحدث نقلة نوعية كبيرة للرياضة بشكل عام ". وأضاف: " أعتقد أن دوري الدرجة الأولى سينتعش خلال الفترة المقبلة بعد كبير من اللاعبين السعوديين الذين مثلوا أندية في دوري المحترفين وفي تصوري الشخصي أَجِد أن مكانهم هو دوري الدرجة الأولى والسبب وأن المرحلة المقبلة ستشهد تواجد عدد كبير من اللاعبين الأجانب ولن يبقى في دوري المحترفين سوى الأجدر الذي يعمل باحترافية وبمقدوره أن يوازي إمكانياته الفنية باللاعب الأجنبي بعدما أصبحت كرة القدم الحديثة فكراً وإدارة وليس فقط التوقيع بعقد مالي ضخم ولا يقدم مستويات فنية، لذلك سنجد التنافس الكبير بين اللاعبين السعوديين قائماً عقب زيادة اللاعبين الأجانب وستشهد الكرة السعودية قفزة كبيرة، بينما محطة اللاعبين السعوديين ستكون في دوري "الدرجة الأولى". واختتم حافظ حديثه قائلاً: "ما يتعلق بنجاح الأندية بالاستفادة من اللاعبين الأجانب، فلا زالت إدارات الأندية تحتاج لعمل كبير ليس على الجانب المالي بل على الجانب الفكري، وبعض الإدارات لتتعامل مع المرحلة بأنها مثل ما كانت تعيشها في الفترة الماضية ولكن هذه الطريقة لن تحقق النجاحات لأن المرحلة الحالية تحتاج لإحداث نقلة نوعية للنادي بجلب لاعبين من طراز عال والتركيز عليهم أكثر من اللاعبين السعوديين وما نشاهده حالياً لا يوازي التطور الذي ستشهده كرة القدم، ولكن ما بعد الخصخصة سنشاهد الفكر العالي لكل المستثمرين وستكون هنالك إدارات لديها فكر احترافي وستتعامل باحترافية كبيرة خصوصاً وأنها تملك الفكر المالي والإداري". النمشان: الأندية أصبحت مجبرة على البحث عن الأفضل حافظ: الجميع استفادوا والخطوة ستحفز المستثمرين