طعن سوري 5 أطفال يبلغ أكبرهم ثلاث سنوات وبالغَين قرب بحيرة في منطقة الألب الفرنسية الخميس، في اعتداء أثار صدمة في أنحاء البلاد. وأفاد مصدر في الشرطة فرانس برس أن المشتبه به السوري في مطلع الثلاثينات من عمره وحاصل على حق اللجوء في السويد منذ نيسان/أبريل. وتم توقيفه في المكان. بدورها، ذكرت قناة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية أن المشتبه به عرّف عن نفسه على أنه مسيحي من سوريا. وأظهره تسجيل مصوّر التقطه أحد المارة في بلدة أنيسي الواقعة على بعد 30 كلم جنوبجنيف مرتديا قميصا أسود اللون وسروالا قصيرا بينما كان يحمل سكينا. وأكد شهود أن المهاجم بدا بحالة هستيرية وهاجم الناس بشكل عشوائي على ما يبدو قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وهو يجري في حديقة عامة على ضفاف بحيرة أنيسي. وقال لاعب كرة القدم السابق أنتوني لوتاليك الذي كان يركض في الحديقة لصحيفة "دوفين ليبر" المحلية "بدا أنه يريد مهاجمة الجميع. ابتعدتُ وانقض هو على رجل مسن وامرأة وطعن الرجل المسن". وذكر شاهد آخر يدعى مالو في تصريحات لقناة "بي إف إم" التلفزيونية أن منفذ الاعتداء هاجم الأطفال قبل الرجل المسن وكان "يصرخ، لكن لم يكن من الممكن فهم ما يقوله". وأفاد مصدر أمني فرانس برس أن اثنين من الأطفال وأحد البالغَين حالاتهم حرجة ويتلقون العلاج في المستشفى. وقالت سلطات إقليم سافوا العليا إن الاعتداء أسفر عن "ست ضحايا، بينهم أربعة أطفال"، وفق بيان على تويتر. وذكر مصدر مطلع أن بين الأطفال الأربعة بريطاني وألماني، مضيفا أن أصغرهم يبلغ من العمر 22 شهرا وأكبرهم ثلاث سنوات. * دقيقة صمت - وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم بأنه "اعتداء جبان تماما". وكتب على تويتر "الأمة في حالة صدمة. نتضامن مع (الضحايا) وأفراد عائلاتهم وأجهزة الطوارئ". أعلن مكتب رئيسة الوزراء إليزابيث بورن أنها ستتوجّه إلى الموقع بينما وقف نواب البرلمان الفرنسي دقيقة صمت. وقاطعت رئيسة الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) يائيل برون بيفيه جلسة صاخبة لمناقشة إصلاح نظام التقاعد قائلة "نأمل بأن لا تؤدي تداعيات هذا الاعتداء الخطير للغاية.. إلى حالة حداد في البلاد". وما تزال التحقيقات جارية للكشف عن هوية ودوافع المهاجم ويتوقع بأن يكشف النائب العام المحلي عن تفاصيل إضافية خلال مؤتمر صحافي. * "فزع وذعر" - شهدت فرنسا سلسلة اعتداءات صادمة في السنوات الأخيرة. عام 2012، قتل متطرف فرنسي من أصل جزائري يدعى محمد مراح سبعة أشخاص في عمليات إطلاق نار في مدينة تولوز (جنوب) بينهم ثلاثة أطفال وحاخام في مدرسة يهودية. وفي 2020، أثار قطع لاجئ شيشاني متطرف رأس مدرّس في وضح النهار قرب مدرسته في إحدى ضواحي باريس الصدمة وأطلق نقاشا وطنيا بشأن التطرف في أوساط سكان المناطق الفقيرة في البلاد. ويرجّح بأن يؤدي اعتداء الخميس إلى مزيد من الجدل المرتبط بالهجرة وسياسة اللجوء، إذ سارع سياسيون يمينيون للتركيز على أن المهاجم لاجئ. وقال زعيم حزب الجمهوريين اليميني إريك شوتي للصحافيين في البرلمان إن "التحقيق سيحدد ما حدث، لكن يبدو أن المنفّذ لديه ذات الأوصاف التي ترونها عادة في هذا النوع من الهجمات". وتابع "علينا التوصل إلى استنتاجات من دون أن نتسم بالسذاجة، بقوة وتفكير واضح". بدورها، قالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن إنها علمت بالاعتداء وسط حالة من "الفزع والذعر". وفي ظل سلسلة اعتداءات وتفاقم المخاوف حيال الجريمة، أشار ماكرون مؤخرا إلى أن فرنسا تشهد عملية "نزع للحضارة"، وهو عنوان لكتاب للمفكر اليميني المتطرف المعروف رينو كامو. وتعد التصريحات تكرارا لتلك الصادرة عن وزير الداخلية جيرالد دارمانان عام 2020 الذي قال إن فرنسا "تتحوّل إلى الوحشية".