تحمل الفنانة التشكيلية ميساء سليمان في تجربتها تصورات تجريدية بسيطة وناضجة فهي وكما تقول تحاول أن تستقر في عمق المتلقي حسياً وذهنياً، وتتفاعل مع ألوانها وتتراكم معها وهي تسافر نحو المكنون الإنساني وواقعه وتعكس مدى تعايشه مع القيم والأفكار، لتجمعها في علاماتها على شكل رسائل بصرية. ترى الفنانة أن تجربتها «بالنسبة لفلسفتي في الفن التجريدي ورسالتي للمتلقي من خلاله فهي مكنونات الإنسان كيف تتبلور وتتمحور من خلال تعايشه مع الآخرين، وكيف يتأثر من خلالهم وكيف يؤثر عليهم، ماهي قيمه وأفكاره ومعتقداته حول نفسه والآخرين وهل هي نتاج تجاربه أم هي اسقاطات وموروث تكوّن عنده، حيث إنها العنصر الحساس وصاحب العاطفة الأكبر، ويسهل التأثير عليه ومنه من الآخرين وكذلك قوة كيانها في بناء الأمه وتنويرها، وأسعى لكل مايجعلني اترك أثراً طيباً في هذا الحياه سواء عمل خيري أو بصمة جمال، من عبورٍ في الحياة إلى الأثر ذلك ما أسعى إليه»، وهذا الفلسفة هي: البصمة التي تسعى لها الفنانة معتبرة أن الفكرة والفن والصورة والتعبير يتوافق مع الأثر والبقاء بكل الإنسانية التي علّمتها لنا أرضنا الطيبة والتي تحتاج إلى اندماجنا الإنساني التام معها بكل ما تحمله من عمق. كما تعيد بهذه الرسائل معالجة حالات الواقع اليومية وتضعها على المفاهيم من خلال الأسلوب الفني الذي تأخذه من الموروث والبيئة العامة، فتنقل المتلقي في رحلة جمالية لها أبعادها المتجدّدة التي تنهل من نبع التجارب الرائدة وتبتكر تجدّدها من الحركة التشكيلية المعاصرة، كما تجمع في أعمالها التجريد مع الفكرة لتشكيل فنيات بسيطة وناضجة من خلال كثافة اللون وتعيد تكوينه في مواجهة لكسر الحواجز وتحمل تناقض الأفكار بعمق نحو الاكتمال مع الذات، فمرات نرى هذا التفاعل يتعايش ومرات نراه يتمرد من خلال هذه الكتل اللونية. يذكر أن الفنانة ميساء سليمان شاركت في العديد من المعارض الفنية في عدة مناطق كالرياض وجدة والدمام والخبر ودبي وغيرها من المعارض، كان آخرها المشاركة الفنية في أسبوع مسك للفنون والمعرض الخماسي «مراسب» في فبراير الماضي، ومعرض 30*30 احتمالات الفن لا تنتهي المقام في دار نورة الموسى بالأحساء. *كاتب في الفنون البصرية