قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع لمجلس الأمن الروسي الجمعة إن "المتآمرين" يحاولون بشكل متزايد زعزعة استقرار روسيا ولا بد من الحيلولة دون ذلك. وأضاف بوتين "لا بد أن نبذل كل ما في وسعنا للتأكد من أنهم لن يتمكنوا من ذلك تحت أي ظرف من الظروف". إلى ذلك قال لي هوي المبعوث الصيني الخاص لشؤون منطقة أوراسيا أمس الجمعة إنه لا يعتقد أن روسياوأوكرانيا أغلقتا الباب "تماما" أمام إجراء محادثات من أجل تسوية الأزمة رغم صعوبات تواجه عقد المفاوضات في الوقت الحالي. وقال لي في إفادة صحفية عن جولته الأوروبية الشهر الماضي إن الجانب الروسي يقدر رغبة الصين وجهودها من أجل التوصل لتسوية سلمية للأزمة الأوكرانية. وفي مايو، قام لي بجولة أوروبية استغرقت 12 يوما زار خلالها كييف ووارسو وباريس وبرلين وبروكسل وموسكو في محاولة للتوصل لأرضية مشتركة على أمل الخروج في النهاية بتسوية سياسية للحرب في أوكرانيا. وقال لي "خطر تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية ما زال مرتفعا" وأضاف أنه يجب على كل الأطراف اتخاذ خطوات ملموسة "لتهدئة الموقف" وضمان سلامة المنشآت النووية. وأردف لي "الصين على استعداد للقيام بأي أمر من شأنه أن يساهم في تهدئة الموقف". وجاءت جولته قبل هجوم مضاد من المتوقع أن تشنه أوكرانيا لاستعادة السيطرة على مناطق استولت عليها روسيا. ومع هذا، لا يبدو أن جولته أفضت لأي انفراجة دبلوماسية. وقال الكرملين إن روسيا منفتحة على المفاوضات لإنهاء الصراع. وتقول أوكرانيا إن على القوات الروسية الرحيل عن كل شبر من أراضيها قبل مناقشة أي خطة للسلام بما يشمل الانسحاب عن أربع مناطق ضمتها روسيا من جانب واحد وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. من ناحية أخرى اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة غزو أوكرانيا "فشلا استراتيجيا" لروسيا لافتا إلى وحدة الغرب وخسائر موسكو. وقال بلينكن في خطاب في هلسنكي إن "العدوان الذي يشنه بوتين على أوكرانيا فشل استراتيجي، إذ قلل بشكل كبير من القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لروسيا وتأثيرها لسنوات قادمة". أضاف في الكلمة التي ألقاها في مبنى بلدية هلسنكي وخلفه أعلام أميركية "عند النظر إلى أهداف الرئيس بوتين الاستراتيجية بعيدة المدى، فلا شك أن روسيا اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل الغزو الواسع". وأشار بلينكن إلى خسائر روسيا في ميدان المعارك والأسواق الأوروبية، وانضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي. وتابع "لطالما قال الكرملين إنه يملك ثاني أقوى جيش في العالم، وكثيرون صدقوا ذلك. اليوم يرى كثيرون الجيش الروسي ثاني أقوى جيش في أوكرانيا" وسط ضحكات من الحضور. حرب مستمرة قتل مدنيان وجرح اثنان آخران الجمعة في قصف استهدف منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا التي تعرضت عاصمتها لموجة من الضربات الصاروخية لليوم السادس على التوالي. ومنذ أيام، تستهدف منطقة بيلغورود بضربات مكثفة غير مسبوقة في الأراضي الروسية منذ بدء النزاع في أوكرانيا العام الماضي. وقال حاكم المنطقة الروسية فياتشيسلاف غلادكوف الجمعة إن القذائف التي أطلقتها القوات الأوكرانية تحطمت على طريق بالقرب من بلدة شيبيكينو التي تبعد حوالى عشرة كيلومترات عن أوكرانيا وتُقصف بشكل متكرر. وأوضح غلادكوف في رسالة على تطبيق تلغرام أن "شظايا قذيفة أصابت سيارات عابرة، وفي واحدة منها قتلت امرأتان (...) على الفور متأثرتين بجروحهما". وتابع الحاكم أن رجلين جرحا في سيارة أخرى ونُقلا إلى المستشفى في حالة خطيرة، مؤكدا أن بلدات أخرى أصيبت في القصف الذي أدى إلى أضرار جسيمة ولم يسبب إصابات. وتكثفت الضربات على بيلغورود في الأيام الأخيرة بينما تؤكد كييف أنها تستعد لشن هجوم كبير على المناطق التي استولت عليها القوات الروسية في أوكرانيا. وقال الجيش الروسي الخميس إنه صد بمدفعيته وسلاحه الجوي محاولة أوكرانية "لغزو" بيلغورود بعد أسبوع على عملية توغل مباغتة قام بها مسلحون وسببت صدمة لروسيا. وأعلنت مجموعات من المتطوعين الروس الذين يقاتلون في صفوف كييف مسؤوليتهم عن هذه الهجمات على الأراضي الروسية ونفت السلطات الأوكرانية أي تورط لها. في مواجهة هذا القصف، فر سكان منطقة بيلغورود ولا سيما بلدة شيبيكينو التي كانت تعد 40 ألف نسمة قبل النزاع، وتم استقبالهم في مراكز إيواء مؤقتة. وقال الحاكم غلادكوف الجمعة إنه تم إيواء أكثر من 2500 شخص في مراكز مؤقتة في المنطقة لا سيما في عاصمتها التي تحمل اسم بيلغورود أيضا. وفي وقت مبكر من الجمعة، أسقط عدد من الطائرات المسيرة الأوكرانية بالقرب من مدينة كورسك الروسية القريبة أيضا من أوكرانيا، حسب حاكم المنطقة، الذي طلب من السكان "التزام الهدوء". وفي أوكرانيا، استهدفت العاصمة كييف بموجة جديدة من الطائرات المسيرة المتفجرة والصواريخ فجر الجمعة، كما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، مؤكدا أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات. وقال الجيش الأوكراني على فيسبوك إن "العدو استخدم هذه الليلة 15 صاروخ كروز و18 طائرة مسيرة هجومية إيرانية +شاهد+ لشن ضربات"، مؤكدا أن "كل هذه الأهداف الجوية دمرها المدافعون عنا". واضاف أنه "خلال اليوم الماضي، شن العدو 12 ضربة صاروخية باستخدام عشرة صواريخ بالستية وصواريخ كروز من نوع +اسكندر+ على كييف (دمرها المدافعون) وصاروخان مضادان للطائرات من طراز اس-300 على خاركيف".